نتائج معركة نهر طلاس .. ومن كان قائدها ؟
ما هي معركة نهر طلاس
تم خوض معركة نهر طلاس في شهر ذي الحجة عام 133 هــ، كجزء من الفتوحات الإسلامية في آسيا. وقد فاز المسلمون بانتصار ساحق ضد الجيش الصيني في عام 751 ميلادي، حيث وجه الخليفة العباسي جعفر المنصور حملة عسكرية إلى آسيا الوسطى لتأمين حدود دولته، واستقر الجيش في مدينة مرو، وسافروا إلى إقليم طخارستان، ثم وصلوا إلى سمرقند.
أحداث معركة نهر طلاس
لقد تم تجهيز جيش المسلمين بشكل كبير لمواجهة الجيش الصيني، وفي الوقت نفسه قام الصينيون أيضا بتجهيز جيوشهم، حيث كانت تضم ثلاثون ألف مقاتل وفقا للمصادر الصينية، بينما كان عددهم 100 ألف مقاتل وفقا للمصادر العربية. وقد ترأس الجيش الصيني قائد يدعى “جاو زيانزي”، وقد حدثت المواجهة بين الجيشين في منطقة قريبة من مدينة طلاس، وتقع هذه المدينة على نهر طلاس في جمهورية “قرغيزن.
سميت هذه المعركة بمعركة نهر طلاس نسبة إلى نهر طلاس، لأن المسلمين حاصروا الجيش الصيني بشكل كامل وأطبقوا عليه الخناق، مما أدى إلى القضاء على آلاف من جنود الجيش الصيني، وتم أسر تقريبا 20 ألف جندي وإرسالهم إلى بغداد وبيعهم في سوق الرقيق. هرب القائد الصيني من المعركة، وبعد خسارتهم الساحقة في المعركة سقطت “قرغيزيا”. أنهت هذه المعركة نفوذ الصين وجعلت الوجود الإسلامي متواجدا في منطقة آسيا الوسطى، مما أدى إلى إسلام القبائل.
نتائج معركة نهر طلاس
إن لمعركة نهر طلاس نتائج تتجلى في:
- يمكن إعادة صياغة الجملة على النحو التالي: تم نقل فن صناعة الورق من الصين إلى العالم العربي، وقد تم نقل سر هذه الصناعة إلى جميع البلدان المتقدمة في العالم الإسلامي، مثل بغداد والقاهرة، بالإضافة إلى الأندلس ودمشق. وبعد انتشارها في هذه البلدان الإسلامية العربية، تم نقل هذا الفن إلى بلدان أوروبا. كما تم نقل فن الورق بسبب اسر العديد من العمال المهرة في صناعة الورق في أيدي المسلمين، حيث تم نقل هذه الصناعة إلى العالم الإسلامي.
- بعد معركة نهر طلاس، تم تخريج العديد من العلماء من بلاد ما بين النهرين، وكذلك من بلاد ما وراء النهرين، مثل الفقهاء المشهورين البخاري والترمذي.
- رؤية بعض الأتراك المتجولين للمعركة التي دارت بين الجيشين الإسلامي والصيني في منطقة نهر طلاس دفعهم للانضمام إلى جيش المسلمين والمشاركة في القتال ضد الصينيين، وهذا يعد نتيجة للمعركة العظيمة التي جعلت الأتراك والعرب يشكلون تحالفًا لأول مرة في التاريخ.
- كانت معركة نهر طلاس هي أول وآخر صدام عسكري بين الصينيين والمسلمين.
- انتهت هذه المعركة بانحسار نفوذ الصين في آسيا الوسطى تمامًا، وبعد سقوط قرغيزيا بأيدي المسلمين.
- بعد هذه المعركة، أسلمت أكثر قبائل منطقة آسيا الوسطى، وأصبحت المنطقة مركزًا للإسلام والحضارة الإسلامية.
- بعد هذه المعركة، انتشر الإسلام بسرعة في بلدان آسيا الوسطى.
- تم تثبيت أركان الدول الإسلامية خارج منطقتها من خلال هذه المعركة.
- تمثل هذه المعركة فتحًا عظيمًا للإسلام وللدين الإسلامي في منطقة آسيا الوسطى، بالإضافة إلى امتداد البلاد التي تحيط بها.
- نتج عن هذه المعركة إيقاف التوسع الصيني السياسي والعسكري والثقافي الذي كان متجهاً نحو الغرب.
- أدى ذلك أيضًا إلى انتشار الدين الإسلامي في وسط آسيا.
من هو قائد معركة نهر طلاس
بعد وصول العباسيين للحكم، عملوا على توفير الأمان والاستقرار في الدولة الإسلامية، ولذلك قام الخليفة العباسي بتأمين حدوده، وأرسل إلى الوالي الخاص به الذي يدعى “أبو مسلم الخرساني”، بأن يقوم بحملة عسكرية إلى آسيا الوسطى. ولذلك، قام بتجهيز جيش إلى مدينة مرو. وانضم إليه زياد بن صالح الحارثي الذي تولى قيادة جيش المسلمين. وانطلق الجيش الإسلامي من خراسان بقيادة أبو مسلم، الذي عاد للتو من العراق بعد أن تسلم قيادة الخراسانيين الموالين للعباسيين في الثورة ضد حكم الأمويين.
الجيش الإسلامي والجيش الصيني التقيا على نهر طلاس في كيرغيزستان اليوم، وكان زياد بن صالح، نائب والي خراسان، هو قائد الجيش العباسي، وكانت معه قوات من التبت. وكان الجيش الصيني بقيادة كاو الكوري، وانضمت إليهم قوات محلية. استمرت المعركة لمدة أربعة أيام، وانتصر المسلمون في النهاية، ولم ينجو أحد من جيش الإمبراطورية الصينية سوى قلة قليلة، ومن بينهم كاو الكوري.
قاتل أبو مسلم الخرساني
عندما انتهت حكم دولة بني أمية وظهرت دولة العباسيين، قام أبو مسلم الخرساني بارتكاب جرائم قتل بصورة مفرطة. وقيل أنه قتل أكثر من مليون شخص منذ أن غادر خراسان حتى وصل إلى العراق. ولذلك، انتقدته الجماعة الدينية. أبو مسلم كان يلقب بعد الرحمن بن مسلم، وقيل إنه إبراهيم بن عثمان بن يسار بن شذوس بن البختكان الفارسي، وكان معروفا بعنفه. وفي إحدى المرات، سئل عبد الله بن المبارك عما إذا كان أبو مسلم أفضل أم الحجاج، فأجاب: “لا أقول إن أبا مسلم أفضل من أي شخص آخر، ولكن الحجاج كان أشد شرا منه”. وكان الخليفة المأمون يشيد بأبو مسلم ويؤكد أنه واحد من أعظم الملوك في التاريخ، جنبا إلى جنب مع الإسكندر وأردشير. وسنعرض في الأسطر التالية قصة مقتل أبو مسلم ومن قتله
- عندما توفي السفاح في ذي الحجة بمرض الجدري في الأنبار، تولى أخوه أبو جعفر المنصور الخلافة.
- صدرت بعض الأمور من أبي مسلم التي غيرت قلب المنصور عليه وعزم على قتله.
- فقال يومًا لسلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي: عندما سئل أبي مسلم عن رأيه في قتال بين مسلمين، قال: `لو كان بينهم آلهة غير الله لفسدتا`. فرد ابن قتيبة: `كفاية لك، لقد فهمت وأدركت الرسالة`.
- استخدم المنصور الحيلة والخداع في إرسال رسائل مزيفة لأبو مسلم لجذبه إليه، وعندما وصل أبو مسلم، استقبله المنصور بحفاوة ثم أمره بالعودة إلى مخيمه.
- انتظر المنصور فرصته، وفي أحد الأيام عرف أن أبا مسلم يتوضأ للصلاة، فقام المنصور بترتيب جماعة يتمركزون وراء السرير وراء أبي مسلم، ليتمكنوا من قتله عندما يأمر المنصور بذلك.
- فدخل أبو مسلم على المنصور، فقد قال المنصور له: فعلت وفعلت، فقال أبو مسلم: ماذا يقال لي بعد جهدي واجتهادي ولا يكون مني؟ فرد عليه: يا ابن الخبيثة، لقد قمت بذلك بجد وحظ، ولو كنت أنت في موقع أمة سوداء، لكنت قد قمت بالعمل الذي قمت به. ألست أنت الكاتب الذي يبدأ بنفسه قبل غيره؟ ألست أنت الكاتب الذي خطبعمته “آسيا”؟ لقد تقدّمت بخطوات صعبة دون مساعدة من أحد.
- فقال له المنصور وهو آخر كلامه: قال أبو مسلم `قَتَلَنِي الله إِنْ لَمْ أَقْتُلَكَ` وأمر الجماعة بإظهار أنفسهم وضربه بسياطهم، وعند أول ضربة قال: `استبقني يا أمير المؤمنين لعدوك`، فرد عليه أبو جعفر المنصور: `لا يبقاني الله أبدًا إِذًا، وأي عدو أعدى منك`.