الام والطفلتربية الابناء

نتائج عدم اشباع حاجات الطفل

كيف يؤثر عدم إشباع الحاجات النفسية للطفل في ظهور المشكلات لديه

إن تلبية احتياجات الأطفال ضروري جدا لتطورهم ونموهم، وعدم تلبية تلك الاحتياجات يسبب تأخرا في نموهم. على سبيل المثال، عدم تلبية حاجتهم للأمان يؤدي إلى ضعف اجتماعيتهم والانطوائية، وعدم الاهتمام بحاجاتهم النفسية مثل الشعور بالحب يؤثر سلبا على شخصيتهم ويمكن أن يؤدي إلى الأمراض النفسية.

احتياجات الطفل

الأطفال يأتون إليك العالم مع بعض الاحتياجات العاطفية الأساسية مثل : الحاجة إلى الشعور بالحب والاحترام الذات والإيجابية هي حاجات أساسية، وكوالد لهذا الطفل، من واجبك أن تكون على دراية بهذه الاحتياجات، وأن تتواصل مع طفلك بطريقة تدعم النمو الإيجابي له.

حاجات عضوية

خلال السنوات الخمس الأولى من حياة الاطفال ينمون ويتطورون بمعدل لن يتكرر في وقت لاحق من الحياة وذلك لان هذه السنوات المبكرة حاسمة ويظهر تأثير التجارب المبكرة للأطفال على نموهم الإجمالي وهذا يظهر مدى ضرورة تلبية احتياجاتهم كأطفال أطفال صغار وأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، لذلك من المهم أن تفهم وترعى احتياجات طفلك الجسدية والعاطفية الأساسية، وهذه هي الاحتياجات المادية (الجسدية/العضوية) الأساسية لكل طفل:

  • المودة: يحتاج الأطفال إلى اللمس الجسدي والمودة لينمووا بشكل صحي، فاللمس أمر مهم لنموهم العقلي والعاطفي والجسدي. أظهرت العديد من الدراسات أن الرضع بحاجة إلى لمسة الأم لينموا، حيث يؤثر ذلك على نمو أدمغتهم. وغالبا ما يعاني الأطفال الذين لا يتلقون ما يكفي من التواصل البشري من تأخر في التطور ومشاكل صحية. لذا، يحتاج الأطفال إلى الكثير من التواصل الجسدي منذ الولادة من خلال التدليك أو حملهم وعناقهم وما إلى ذلك
  • التغذية: التغذية و البيئة هما عاملان حيويان في نمو الطفل وتبين البحوث أن التغذية ترتبط بالأداء الصحي والأكاديمي في السنوات الأولى فهى تؤثر على نمو الدماغ والسلوك، ومدى الاهتمام يمكن أن يقلل من خطر الأمراض التي يتم الاصابة بها في وقت لاحق من الحياة، يصعب على الأطفال أيضًا التركيز في المدرسة إذا لم يتناولوا وجبة إفطار مغذية.
  •  السلامة: يحتاج الأطفال إلى بيئة آمنة بدنياً ويحتاجون إلى مساحات يمكنهم استكشافها بحرية دون أي خطر وفيما يلي بعض الأمثلة على تدابير السلامة التي ينبغي وضعها موضع التنفيذ:(يجب وضع المواد الخطرة مثل مواد التنظيف والأدوية بعيداً عن متناول اليد ويجب أن يكون للفيش الكهربائية أغطية أمان ويجب أن يكون لحمامات السباحة سياج أو غطاء ويجب تأمين الأجسام الخطرة بعيدًا عنهم) يحتاج الأطفال أيضاً إلى إشراف الكبار خلال سنواتهم الأولى وهم يلعبون.
  • الرعاية الصحية والنظافة: يحتاج الأطفال إلى الحصول على الرعاية الطبية الأساسية، مثل إجراء فحوصات منتظمة لدى طبيب الأسنان والقدرة على مراجعة الطبيب أو الأخصائي عند الحاجة.

حاجات النمو العقلي

من أجل تطوير الدماغ بشكل كامل، يتوجب على الأطفال الحصول على التحفيز الحسي الكافي، ويجب أن تكون الحواس الأساسية الخمسة (التذوق واللمس والبصر والسمع والرائحة) ونظام الإدراك متطورين بشكل جيد خلال السنوات الأولى القليلة، إذ يتعلم الأطفال كل شيء من خلال حواسهم، وبالتالي يحتاجون إلى تحفيز حسي مستمر، ولذلك يجب توفير المواد التعليمية التي تساعدهم على التطور. يتعاقب تطور الأطفال الذين لا يحصلون على الألعاب الأساسية والمعدات التعليمية بمعدل أبطأ، وذلك لأنهم لا يتلقون التحفيز الكافي. ولا تكون الألعاب التعليمية باهظة الثمن، ويمكن إعادة تدوير العديد من منتجات النفايات لصنع الألعاب التعليمية الخاصة بك وبطفلك.

الحاجات النفسية والاجتماعية

تختلف تعريفات احتياجات الطفل بين الأطباء النفسيين، ولكنهم يتفقون على أن احتياجات الطفل تتعدد بين الاحتياجات النفسية والاجتماعية، وسنتحدث عنها في السطور التالية:

حاجة الطفل للحب

الأطفال لديهم حاجة قوية للحب الذي يبدأ منذ ولادته حيث يشعر الرضيع الصغير بالهشاشة والضعف ويعتمد بشكل كامل على الآباء لابقائه على قيد الحياة فيقومون باطعامه واراحته ويجعلونه يشعر بمحبتهم مما يساعد هذا الرضيع على بناء الثقة في الآخرين وأن يحب نفسه وأن يشعر بالأمان في العالم، ومع نمو الأطفال فإنهم لا يزالون بحاجة إلى حب والديهم واهتمامهم فمثلًا عندما يريك طفلك البالغ من العمر 8 سنوات مشروعه العلمي فانه سيحتاج إلى تعليقاتك الإيجابية، وإذا فشل طفلك البالغ من العمر 11 عامًا في اختبار الرياضيات فسيحتاج إلى دعمك وحبك ليعرف أنه لا يزال قادرًا على النجاح.

كيف تظهر حبك لطفلك

  • اقضِ وقتًا مع طفلك وتفاعل معه ليشعر بالرعاية، فالوقت بالنسبة للطفل يساوي الاهتمام والاهتمام يساوي الحب. لذلك، يجب عليك دعمه وتشجيعه عندما يعرض عليك إبداعاته، وينبغي أن تقوم بإجراء اتصال بصري أثناء التحدث معه والإجابة على أسئلته بصورة مهتمة حتى يشعر بأنه مهم
  • الأطفال لديهم حاجة إلى المودة والحب: تُجعل المسات الحنونة مثل الابتسامات والعناق والقبلات والكلمات المعبرة مثل “أحبك” الأشخاص يشعرون بالحب والرعاية
  • يحتاج الأطفال إلى معرفة أن حبك واحترامك لهم لا يتوقف على أخطائهم، وأنك تحترم مشاعرهم وتدعمهم دائمًا بغض النظر عن ما يحدث. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول لطفلك: “أدرك أنك أسكبت الحليب بالخطأ”، أو “من الممكن أن تشعر بالحزن لأن صديقك سينتقل، ولكن أنا هنا لأساعدك على تخطي ذلك
  • يشعر الأطفال بالاحترام عندما يتم احترام آرائهم ومشاعرهم ورغباتهم، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تقول للطفل: `أدرك أنه من الصعب التوقف عن اللعب بألعابك والانتقال للاستحمام`، وبهذا توضح للطفل أن ما يفعله مهم بالنسبة لك ومهم بالنسبة له أيضًا
  • يعبر الثناء عن تقديرك لجهود الطفل وأن للطفل قيمة كبيرة بنظرك، فمثلاً يمكنك أن تقول للطفل: `أنا فخور بك للحصول على هذه الدرجة الجيدة` أو `أحب الألوان التي استخدمتها في لوحتك`، وتظهر موافقتك لهذه الأمور تعزز احترام الذات لدى الطفل
  • الدعم يهدئ الطفل فعلى سبيل المثال أن تقول له: يتمثل التشجيع في قول “لا تقلق، سوف تؤدي بشكل أفضل في المرة القادمة” ومساعدة الشخص على استعادة ثقته بنفسه وبناء تفاؤله بالعالم

حاجة الطفل لاحترام الذات

يحتاج الأطفال إلى الشعور باحترام الذات فالطفل يشكل صورة لنفسه عن طريق عينيك وكلماتك وأفعالك وابتسامتك فالأطفال يريدون بشدة أن يشعروا بأن لهم قيمة، إن إعطاء طفلك شعورًا جيدًا تجاه نفسه من خلال حماية احترامه لذاته هو أحد أكبر التحديات التي تواجهها كوالد والهدف من فعل ذلك هو التواصل معه بشكل إيجابي مما يعني ان عليك اختيار كلماتك وأفعالك بعناية.

إرشادات للتواصل الإيجابي مع طفلك

  • تجنب الانتقاد على سبيل المثال لا تقل لطفلك: من الأفضل تجنب استخدام عبارات مثل “أنت تركل الكرة بشكل خاطئ”، حيث إنها قد تؤثر سلباً على صورة طفلك الذاتية.
  • تجنب المقارنات فمثلًا إذا كنت تقول: لأن تلك الكلمات ستشعر طفلك بأنه غير كافٍ بالنسبة لك، لذلك لماذا لا تكون أنت مثل أخيك الأصغر وتحصل على درجات جيدة؟.
  • تجنب وصف طفلك بالصفات السلبية، فإذا استخدمت كلمات مثل (قذر أو سيئ أو كسول)، سيشعر طفلك بعدم قيمته.
  • تجنب استخدام عبارات سلبية، على سبيل المثال عندما يقول أحد الوالدين: `ما هو الخطأ فيك؟` أو `كم مرة قلت لك ألا تفعل ذلك؟` يشعر الطفل أنه يحمل عيبا ما
  •  الصراخ على طفلك أو التعبير عن غضبك بجسدك يجعل الطفل يشعر بعدم الحب.
  • عندما تكون حاضرًا مع طفلك في كل اللحظات وتستجيب بالدفء والتقدير، سيشعر طفلك بالأمان والحب وسيكبر بشكل صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى