نتائج ظاهرة تشغيل الأطفال
مفهوم ظاهرة تشغيل الأطفال
يعمل الأطفال غالباً من أجل توفير الدعم المادي لأسرهم وضمان بقائهم على قيد الحياة، وفي بعض الحالات يتم استغلال ضعفهم من قبل الأشخاص العديمي الضمير .
لا شك أن الفقر هو القوة الرئيسية التي تدفع الأطفال إلى العمل، حيث يكون دخل الطفل من العمل أمرًا حاسمًا لبقائه على قيد الحياة أو لبقاء أسرته .
تلعب المفاهيم الشعبية والعادات والتقاليد المحلية دوراً مهماً، حيث يعتقد البعض أن العمل المفيد يساعد في بناء الشخصية وتنمية مهارات الأطفال .
وفقًا للتقليد الذي يقول إن من المتوقع أن يسلك الأطفال نفس مهنة والديهم في تجارة معينة ويتعلمون ويمارسون هذه المهنة في سن مبكرة جدًا .
هناك العديد من التقاليد التي تضطر الأسر الفقيرة إلى الاستعانة بالديون بشدة لتغطية تكاليف المناسبات الاجتماعية أو الدينية، وبالتالي يتم تحميل أطفالهم بسداد هذه الديون .
ما هو السبب وراء عمالة الأطفال
تعتبر الفقر أحد أكبر وأهم أسباب تشغيل الأطفال، بالإضافة إلى الضغط السكاني والبطالة ونقص العمالة بين البالغين والمتسربين من المدارس، وهناك العديد من الأسباب الأخرى التي تساعد في انتشار ظاهرة تشغيل الأطفال .
نجد أن الأطفال يحصلون على أجور أقل من البالغين، ولا ينتمون إلى نقابات ولا يطالبون بحقوق العمال، ويعتقد البعض أن عمل الأطفال يعتبر أكثر كفاءة في بعض أنواع العمل .
على الرغم من عدم إثباتها، يميل هؤلاء الأشخاص إلى تفضيل عمل الأطفال على البالغين، ويعد القيم الثقافية أحد الأسباب الرئيسية لاستخدام الأطفال في العمل. فبعض الثقافات حول العالم، مثل الثقافة الإثيوبية، تشجع الأطفال على العمل من أجل تطوير مهاراتهم .
في بعض الدول الفقيرة، ينظر إلى الأطفال على أنهم أصول لتوليد الدخل في حين الفقر، لذلك يجب أن يحصل الأطفال على عمل في المنزل في وقت مبكر من الحياة، ويجب أن يكونوا ملزمين بمساعدة الوالدين .
ومن ضمن الأسباب الأخرى :
- تتضمن المشكلات التعليمية جودة التعليم، الازدحام، وعدم القدرة على دعم التعليم .
- ينجم التفكك الأسري عن الطلاق والصراعات المختلفة والحروب والصراعات الأهلية .
نتائج ظاهرة تشغيل الأطفال
يتعرض الأطفال لإصابات عرضية وإصابات أخرى في مكان العمل، وبالتالي يجب حمايتهم لمنع الأذى الاجتماعي والاقتصادي والجسدي الذي يستمر في التأثير عليهم طوال حياتهم، وتشمل هذه الإصابات:
- تشمل إصابات الأطفال الشائعة الجروح والحروق والتمزقات والكسور والإرهاق والدوار والقلق الزائد والكوابيس .
- يتضمن الاعتداء الجنسي العديد من الجرائم التي يرتكبها البالغون بحق الفتيات، مثل الاستغلال الجنسي والاغتصاب والبغاء والحمل المبكر والغير المرغوب فيه والإجهاض والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والمخدرات وإدمان الكحول .
- الإيذاء الجسدي يشمل العقاب البدني، وسوء المعاملة العاطفية، مثل اللوم والاستخفاف والاعتداء اللفظي والرفض .
- يؤدي الإهمال العاطفي، مثل الحرمان من الحب الأسري والعاطفة، إلى الشعور بالوحدة واليأس .
- الإهمال الجسدي يشمل نقص الغذاء والملابس والمأوى والعلاج الطبي .
- الافتقار إلى التعليم يؤدي إلى فقدان المؤهلات التعليمية والمهارات العالية، وبالتالي استمرار حياة الفرد في الفقر .
- يؤدي تنافس الأطفال مع عمال بالغين إلى انخفاض الأجور والرواتب .
عدم توفر فرص التعليم العالي للأطفال الأكبر سنًا يحول دون تنمية المهارات العالية والقدرات التكنولوجية اللازمة لتحقيق التحول الاقتصادي وزيادة الدخل وتحسين مستويات المعيشة، وذلك بغض النظر عن أي عواملأخرى .
عوامل انتشار ظاهرة تشغيل الأطفال
تُعد جودة التعليم من بين العوامل الأساسية المهمة، حيث يفتقر العديد من المجتمعات إلى مرافق تعليمية مناسبة حتى في حالة توفر المدارس، وغالبًا ما يتم تجاهل الأطفال وأولياء أمورهم للتعليم كبديل قابل للتطبيق للعمل .
بالنسبة للكثير من العائلات، يعتبر التعليم ببساطة شيء غير ممكن للاستحمال، حتى عند توفره بشكل مجاني، حيث يتطلب تكلفة فرصة متصورة من الدخل المفقود عندما يكون الطفل في المدرسة بدلاً من العمل .
في أغلب الأوقات، يكون التعليم الذي يتم تقديمه ذو جودة سيئة، وينظر إليه من قبل الآباء والأطفال على أنه لا يتناسب مع الاحتياجات والظروف المحلية .
تسود الآراء التقليدية بأن الفتيات يجب إرسالهن للعمل بدلاً من الاستثمارفي تعليمهن، حيث يعتبرن أفضل استعدادًا لحياة الكبار .
نتيجة لهذه العوامل، ينضم عدد كبير من الأطفال إلى سوق العمل غير الماهر في وقت مبكر، ويبقون أميين ولا يتعلمون طوال حياتهم .
ظهور عمالة الأطفال في المدن الكبرى
تتمثل الأسباب الرئيسية لظهور عمالة الأطفال في المدن الكبرى في الحياة الأسرية غير الصحية، والحرمان الاقتصادي، حيث لا يمكن للعائلات الفقيرة أو المعانية من ضيق مالي تلبية الاحتياجات المتزايدة لأطفالها .
في بعض الأحيان، يفتقر الأطفال في الأسر المحرومة اجتماعيًا، أو الأسر المدمنة على الكحول، أو الأسر الفقيرة أخلاقيًا إلى التغذية الكافية، مما يدفعهم إلى البحث عن مصادر دخلهم الخاصة .
ترتبط التحديات المالية بالظواهر التي تدمر العلاقات، حيث إن هذه العوامل يمكن أن تحفز الأطفال على النزول إلى الشارع بشكل مؤقت أو دائم، مما يؤدي بهم إلى أن يصبحوا أطفالا مشردين يواجهون تحديات وصعوبات ويعولون أسرهم بأنفسهم .
يمكن اعتبار الصعوبات الاقتصادية والاضطرابات الأسرية من بين الأسباب الرئيسية لظاهرة عمالة الأطفال .
كيفية حل ظاهرة تشغيل الأطفال
يجب أن يتم تشخيص أي مشكلة بعد تحديد مدى تعقيدها، وعلى المشرعين وصناع السياسات توخي الحذر من التبسيط المفرط في تفسير وجودعمالة الأطفال، حيث يجب أن يتم تفهم مدى تعقيدها والتعرف عليها بشكل دقيق .
هناك اعتقاد سائد بأنه لا يمكن القيام بالكثير لمكافحة عمل الأطفال، وأنه يمثل مظهرًا من مظاهر الفقر ولا يمكن القضاء عليه إلا بعد القضاء على الفقر نفسه .
توجد ظاهرة عمالة الأطفال بسبب استغلال الأطفال من قبل البالغين غير الأخلاقيين لتحقيق أرباح سريعة والحصول على ميزة غير عادلة على المنافسين، ويجب في هذه الحالة تطبييق القانون بكل حزم ضد الجناة وإعادة الأطفال إلى المدارس التي ينتمون إليها .
يجب أن يكون التشريع الذي يحافظ على القضاء التام على عمل الأطفال هو الهدف النهائي للسياسة، ويجب أن يتم ذلك في إطار زمني قصير نسبيًا للقضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال .