نتائج سقوط الدولة العثمانية
انهيار الدولة العثمانية
لم يأتِ انهيار الدولة العثمانية بشكل مفاجئ، فقد دامت إمبراطورية عظيمة مثلها مثل سلطانها لقرون، وكان انهيارها يشبه داء السوس الذي يصيب الخشب، فالخارج يبقى صلبًا ولكن القلب هش، مما يؤدي إلى انهيارها وتفككها عند أقل صدمة.
نتائج انهيار الدولة العثمانية
سقطت الدولة العثمانية بمجرد احتلال الجيوش الغربية لعاصمة الخلافة إسطنبول وكان ذلك وقت أنتهاء الحرب العالمية الأولى، كانت هزيمة للعالم الإسلامي ونتج عن تلك الهزيمة تقاسم أوروبا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا للبلاد العربية، رغم إقناعهم للعرب بتحريرهم من الحكم العثماني، وبالطبع كانت مهمة احتلالهم مهمة سهلة، فقد كانوا شعوباً بلا جيوش ولا كيان أو نظام فأصبح كل دور السلطان العثماني توقيع المعاهدات.
تم عزل السلطان محمد وحيد الدين وتعيين السلطان عبد المجيد ابن عمه ليطيع الأوامر، وبعد أيام قليلة على توليه الحكم، وقع على معاهدة تنازل فيها عن كل الأراضي العثمانية للغرب باستثناء تركيا. وبعد أن أنجز ما طُلب منه، تم عزله.
في مرحلة لاحقة، أعلن مصطفى كمال أتاتورك نفسه رئيسًا للجمهورية التركية في أكتوبر عام 1923، ونفي آخر خليفة عثماني، وأعلن تركيا جمهورية تتماشى مع النظام الغربي، وألغى نظام الخلافة
تاريخ الدولة العثمانية
كانت الدولة العثمانية آخر دولة أسسها الأتراك القادمون من الوطن الأم آسيا الوسطى، تتساءل عن أصل مؤسسو الإمبراطورية العثمانية العظيمة، الذين أثروا في مجرى تاريخ العالم؟، في الغالب تنحدر العائلة العثمانية (آل عثمان)من جبل الأوغور، هم من قبيلة قايي، وكان ذلك وفقاً لما يذكر التاريخ العثماني القديم والدراسات الجديدة، بالإضافة إلى التراث التاريخي علي الرغم من وجود آراء مختلفة حول أصول العثمانيين، إلا أن هناك الكثير من الأدلة التي تُظهر أن عثمان بك وأرتوغرول بك قبله كانا يقودان مجتمعًا بأسلوب حياة بدوي، ومع ذلك اتخذت الدولة العثمانية الهوية الإسلامية في وقت قليل وأتضح ذلك مع وجود هياكل مثل المساجد.
نتيجة للظروف السياسية، ظهر عثمان باشا كشخصية تاريخية (مؤسس الدولة العثمانية)، وذلك كنتيجة لتواجده في الإمارات التركمانية في المنطقة الحدودية السلجوقية. قاتل عثمان باشا الحكام البيزنطيين المحليين في المناطق المتطرفة بعد هزيمة الجيش البيزنطي في عام 1302، ووصف أصل أسرته وتأسيسها للإمارة في التاريخ العثماني بشكل أسطوري ومجيد. لا يوجد قيمة تاريخية لأنساب الأجداد المتعلقة بالأسماء، وترك وراءه نجله أورهان باشا، حيث تم في عهده اتخاذ الخطوات الأولى لتأسيس الإمارة.
بدأ تشكل الدولة العثمانية كإمبراطورية أثناء فترة حكم السلطان محمد الفاتح، وتم توحيد وتثبيت هذا التطور في بدايات حكم عدد من السلاطين في القرن السابع عشر، بما في ذلك السلطان بايزيد والسلطان يافوز والسلطان سليم والسلطان القانوني والسلطان سليمان، وفي تلك الفترة اتسمت سلطة السلطان بالمركزية والتحكم من قبل أهل القصر، وكان ذلك نادرا ما يحدث.
مجتمع الدولة العثمانية
تغير المجتمع العثماني ونظامه ظهر بمظاهر مختلفة على مر التاريخ العثماني الذي استمر حتى القرن السادس. في عهد السلطان محمد الفاتح، كانت مرحلة تأسيس الدولة العثمانية، حيث أصبح العالم الإسلامي المركزي تحت الحكم العثماني. وفي القرن السابع عشر، بدأ هذا التغيير في المجتمع العثماني وتغير في نظام الدولة، وكان ذلك التغيير مقصودا حيث تم توسيع حدود الدولة وضم ديانات وعقائد وثقافات مختلفة تحت حكم الدولة العثمانية، مما أدى إلى تنوع كبير وتغير مستمر في هيكل المجتمع. وفي نهاية القرن الثامن عشر، حدث تدهور في الحدود وانخفاض تعداد السكان المسلمين في الأراضي المختلفة التي كانت تابعة للدولة العثمانية.
مقدمة عن سقوط الدولة العثمانية
السلطان سليمان القانوني كان الأول في قائمة سلاطين الدولة العثمانية، في الوقت الذي بدأ فيه تراجع الإمبراطورية العثمانية، على الرغم من أن الفترة شهدت العديد من الانتصارات، وكان سليمان الأول في الحكم لمدة 46 عاما، ولكن مكاسب تلك الحملات لم تتمكن من تغطية خسائر خزينة الدولة العثمانية، وخلال حملة زيجتفار توفي سليمان القانوني في 6 سبتمبر 1566، وتوفي المساهم الكبير صوكولو محمد باشا في 1579، مما أسرع عملية انخفاض المنحنى التدهوري.
تولى الحكم سلاطين عديمي الخبرة، مما أدى إلى تعطل الحكومة المركزية، واهتزت السلطة في إدارة الدولة، ونتج عن ذلك بداية تزعزع ثقة الشعب في قدرة سلاطين وسلطانات الدولة العثمانية، فظهرت الثغرات وبدأ المعارضون في الانتفاض ضد السلطان وإعزال السلاطين الذين لم يروقوا لهم، وتنصيب ولي العهد الذي أحبوه.
حدث تراجع الدولة العثمانية وبداية الانهيار في عدة اتجاهات مختلفة الأول هو تراجع الحدود في الغرب في أوروبا ونحو الشرق، والآخر هو الانحدار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ونظراً لأن تراجع الإمبراطورية العثمانية في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية طغت عليه خسائر الأراضي، فقد تم إدراك في وقت متأخر هذا الجانب من المشكلة، اعتقدت الإمبراطورية العثمانية أن السبيل لمنع الانحدار والتقلص من حيث المساحة هو أن تكون قوياً في المجال العسكر، وبالتالي فإن الإصلاحات التي بدأت في أوائل القرن السابع عشر كانت دائماً في المجال العسكري.
اسباب سقوط الدولة العثمانية
تسببت البيئة غير المنضبطة واللامبالية التي سقطت فيها المؤسسات العسكرية وأسلوب الضرائب عديم الضمير والمفرط وغير المراعي لطريقة الزراعة الضريبية ونقص تراكم رأس المال بسبب نقص الإنتاج الصناعي في سقوط الدولة العثمانية، وأيضا عدم متابعة التطورات التكنولوجية وظاهرة الهجرة المكثفة للأراضي المفقودة وكثرة الاستيراد الخارجي مع عدم كفاية الأعمال المنفذة وعدم الاهتمام بالتطورات في الغرب، وفشل تقليد العناصر المأخوذة من الغرب، كل هذه العوامل ساهمت في ضعف الدولة العثمانية ودفعتها إلى الانهيار سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وكان للجوانب التكنولوجية والاجتماعية والثقافية دور في ذلك.
ومن الأسباب الرئيسية لانهيار الإمبراطورية العثمانية هو الصراع بين العلماء، وعالم يعني الشخص الذي يعرف العالم ولديه معرفة علمية، فإن المعرفة لا تتعلق فقط بالدين وأيضاً إنها إحدى طرق فهم عالم العلوم، منذ العهد القانوني العثماني، لم يكن ينظر إلى الدين إلا على أنه فقه وعبادة وذكر.