نتائج الهجرة السرية
نتيجة للتطورات والتغيرات السياسية والاجتماعية التي تحدث في العالم منذ وقت طويل، انتشرت الهجرة السرية في العديد من الدول الفقيرة وتحولت إلى ظاهرة جديرة بالدراسة في العالم أكمل، تحدث الهجرة السرية نتيجة لتطلعات بعض الأفراد لحياة أفضل، في مكان آخر غير مكان ولادتهم أو مكان سكنهم الحالي.
على الرغم من انخفاض معدل الهجرة غير الشرعية مؤخرا بسبب مراقبة الحدود وفرض التأشيرات في بعض الدول الأوروبية، إلا أن الحديث عن الهجرة السرية لا يزال مستمرا. تؤدي الهجرة غير القانونية إلى آثار سلبية على البلدان التي يتم الهجرة إليها وعلى المهاجر نفسه. في الآونة الأخيرة، زادت بعض الدول معدلات الهجرة غير الشرعية نتيجة للظروف الاجتماعية والسياسية والعسكرية التي شهدتها مثل سوريا والعرا.
نتيجة للقيود التي تفرضها بعض الدول الأوروبية على الهجرة الشرعية، وإغلاق الأبواب وزيادة حالة المنع، أدت ذلك إلى تأثيرات عكسية ساهمت في توفير فرص لبعض الأشخاص للتجارة بالبشر، بهدف تحقيق مكاسب مادية كبيرة. ومن الواضح أن الهجرة السرية بدأت تلعب دورا كبيرا في المجتمع الدولي، ويتطلب ذلك فرض تشريعات وطنية ودولية للحد من هذه الظاهرة.
أسباب الهجرة السرية
الهجرة السرية هي الانتقال غير القانوني لفرد أو مجموعة من الأفراد من بلد إلى آخر، متجاوزين القوانين التي وضعتها دولة الوصول، ودخولهم بدون تأشيرة دخول. وتحدث الهجرة السرية بسبب أسباب متعددة، سواء كانت أسباب سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية.
تسببت الأزمة المالية العالمية في زيادة الهجرة السرية، حيث دفعت عددا كبيرا من العاطلين عن العمل للهجرة غير القانونية إلى بلد آخر، بحثا عن فرصة عمل. قد تكون الهجرة السرية إجبارية في بعض الحالات، حيث يجبر الفرد نفسه على الهجرة إلى بلد آخر بسبب ظروف سياسية أو اقتصادية أو دينية. هناك أسباب مختلفة تؤدي إلى الهجرة غير الشرعية
- في المستوى الاقتصادي ما بين الدول المستقلة والدول الطاردة بمعنى أن المؤشر الاقتصادي في دول المهاجر الأصلية يكون منخفض عن الدول المستقلة، وقد يعاني الفرد من قلة الدخل وزيادة الأسعار أو يعاني من البطالة، ونظرا لقلة فرص العمل يضطر الفرد إلى الهجرة خارج البلاد بشكل غير قانوني.
- قد يعاني الشخص من التناقضات الاجتماعية في بلده الأصلية والصراعات الاجتماعية، في مختلف جوانب الحياة مثل معاناة المرأة في المجتمع الشرقي او العلاقة بين الرجل والمرأة، ودور الدين والحريات الحزبية وغيرها مما يسبب ضغط على الفرد ويرغب بالهجرة إلى بلد آخر يتيح له الحريات المرغوبة.
- من بين أسباب الهجرة غير الشرعية تأتي الأسباب السياسية، حيث يمكن للأفراد أن يعانوا من حرمانهم من حقوقهم داخل بلدهم أو عدم قدرتهم على التعبير عن حرية الرأي، أو نقص مبادئ حقوق الإنسان أو عدم احترام حريتهم العامة. ونتيجة لذلك، يشعرون بعدم الأمان والحرية، مما يدفعهم للهجرة إلى بلد آخر. ومن بين أسباب الهجرة الأخرى نجد الأسباب السياسية، مثل تضييق مجال الحرية السياسية وحرية التعبير عن الرأي، أو بسبب الحروب كما يحدث في سوريا والعراق. كما يمكن أن تكون هناك صراعات أمنية داخلية في اليمن وليبيا وسوريا والعراق ولبنان نتيجة للحروب بين هذه الدول.
نتائج الهجرة السرية
أصبحت مشكلة الهجرة السرية تشغل المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي تستقبل المهاجرين. ومن أهم الأسباب وراء زيادة الهجرة الحروب في مناطق الشرق الأوسط. في الماضي، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تستقبل عددا كبيرا من المهاجرين غير الشرعيين، لكنها بسبب أحداث 11 سبتمبر قامت بتشديد الإجراءات وتقليل الفرص أمام المهاجرين العرب، بسبب الأسباب الأمنية. وبالتالي، أصبحت القارة الأوروبية الملاذ الأكبر للمهاجرين. ومع ذلك، للهجرة غير الشرعية آثار سلبية كبيرة سنوضحها بالتفصيل.
الأثر الاجتماعي
تتسبب الهجرة السرية بشكل كبير في التأثير على المجتمع، سواء في الدول المصدرة أو الدول المهاجرة. ويؤدي ذلك إلى ما يسمى بالانتقاء الهجري، حيث يكون معظم المهاجرين غير الشرعيين ذكورا، مما يؤثر على التركيبة الاجتماعية في البلدين. كما تؤثر الهجرة أيضا في تغيير التعداد السكاني للمنطقة. في بعض البلدان، يعاني من زيادة عدد المهاجرين، وفي الدول التي يهاجرون إليها، يتم التعامل مع المهاجرين بطريقة مختلفة عن المواطنين، مما يجعل الشخص المهاجر يشعر بالقهر والتمييز وسوء المعاملة. كما تؤثر على الدول التي يهاجرون إليها بشكل مثل غياب الخدمات والرعاية الصحية للسكان الأصليين نتيجة زيادة أعداد السكان، وقد يؤدي ذلك إلى انتشار العديد من الجرائم، مع نقص اليد العاملة للسكان الأصليين.
الأثر الاقتصادي للهجرة السرية
تؤثر الهجرة السرية على الجانب الاقتصادي سواء في بلد المهاجر الأصلي أو في البلد المستقبل، وتؤثر على التوازنات المالية في كلا البلدين. تتأثر الدول التي يتم منها الهجرة بشكل كبير، خاصة إذا كان المهاجر ذو خبرة ومهارة، وهذا يؤدي إلى فقدان عقل مبدع، ولا يمكن للدولة الاستفادة منه كما تستفيد الدول المستقلة. وبالتالي، تحقق الدول المستقلة نجاحا اقتصاديا وزيادة في دخلها. على الرغم من أن الهجرة تساعد إلى حد ما في تقليل معدل البطالة في دولة المهاجر، إلا أنها لا تقضي عليها تماما. تزيد الهجرة غير القانونية من معدل التضخم في بلد المهاجر الأصلي، حيث يتم صرف معظم التحويلات المالية على الاستهلاك العادي ولا تعود بالنفع على المشروعات والتنمية الداخلية.
تتسبب الهجرة السرية في بعض الأحيان في فقدان الأرواح، حيث أن الطرق التي يستخدمها الأفراد في الهجرة غير آمنة في كثير من الأحيان، وتتسبب في وفيات مثلما يحدث في حالة السفر في قارب صغير في البحر في ظروف جوية غير مناسبة، مما يؤدي إلى الغرق والموت. وقد حدثت الكثير من هذه الحوادث بالفعل. وبدلا من أن يذهب الأفراد للعمل في دول أخرى، يموتون جراء الهجرة السرية بسبب الغرق أو بسبب طرق أخرى. يستخدم المهربون طرقا غير معروفة للسفر، وهذه الطرق تحمل الكثير من المخاطر.
ما هي هجرة الأدمغة
يوجد فرع آخر للهجرة السرية وهو هجرة الأدمغة أو العقول، وهذا النوع ينطبق على الأشخاص المتخصصين في الطب والعلوم والعلماء وأولئك الذين يمتلكون عقولا مفكرة. وهاجر العديد من العلماء من الدول العربية بشكل خاص إلى دول أوروبية، حيث لا توفر الدولة المزايا اللازمة لدعم هؤلاء المهاريين، وبسبب قلة الإمكانيات والبطالة والفقر، يعاني العلماء وأولئك الذين يمتلكون العقول والمهارات من قلة الفرص التي تشجعهم على التطوير والتحسين.
يطمح الكثيرون من أصحاب المهارات لتحسين دراستهم ومهنتهم، ويعد تشجيع الأقارب والأسرة على فكرة الهجرة للشخص الماهر والمتميز وانعدام الحرية وقلة الفرص لطلاب الدراسات العليا وانتشار الفساد ونقص الرعاية الصحية وسوء المعيشة من بين الأسباب التي قد تدفعهم لترك بلدهم للعثور على فرصة حياة أفضل. وتستفيد الدول التي يهاجرون إليها من هذا الأمر من خلال استقبال هذه العقول والمواهب، مما يزيد من نمو الاقتصاد، وخاصة لمن يقومون بتأسيس المشروعات التجارية.