نتائج الفتنه في عهد الخليفه عثمان بن عفان
نتائج الفتنه في عهد الخليفه عثمان بن عفان
تعد الفتنة التي وقعت في عهد الخليفة عثمان بن عفان من بين أوائل الفتن التي حدثت في الأمة الإسلامية، بسبب الضلال والبدع والشبهات التي دخلت الإسلام، وأدت هذه الفتنة إلى
- تعرض الخليفة الراشد عثمان بن عفان للعديد من الشبهات
- استشهاد عثمان بن عفان على يد أهل الشر والنفاق
ظهور الشبهات حول الخليفة الراشدين: قام المنتقمون من الخليفة الراشد عثمان بن عفان بنشر العديد من الشبهات حوله، وتسببت هذه الشبهات في إثارة الكثير من المسلمين وإقناعهم بأنها لصالحهم، ولكن هذه الشبهات كانت من صنع المنافقين الذين يدعون الأمر بالمعروف ويخفون في قلوبهم شرا كبيرا
ومن الشبهات التي نسبوها الى عثمان بن عفان وهي بالطبع باطلة، ورد عليها الخليفة ردًا كافيًا هي توليته لاقاربه مثل معاوية ومروان بن الحكم، وتبذيره الاموال من اموال المسلمين وانفاقها على اهله ومصالحه الشخصية، وايضًا اتهموه بالتشدد لانه عاقب ابي ذر ونفاه الى الربذة، وضرب ابن مسعود، واتهموه بتغيير القران لأن جمعه في مصحف واحد، واتهموه ايضًا بانه تولى الحكم بدلًا من علي بن ابي طالب لانه قام بخداعه، وغيرها من التهم الباطلة والتي لا اساس لها من الصحة والتي رد عليها الخليفة واثبت انها باطلة، ولكن السبب الحقيقي في اثارة هذه الشبهات كان مرض في قلوب هؤلاء المنافقين ورغبة منهم لتحقيق مطامع شخصية
استشهاد عثمان بن عفان: تمت محاصرة الخليفة عثمان بن عفان وقتله على يد الكثير من المنافقين، والذين بدأوا بقتله هم كنانة بن بشر التجيبي، وسودان بن حمران السكوني، وذلك بعد أن طعنه قتيرة السكوني تسع طعنات، وضرب الغافقي بن حرب العكي عثمان بن عفان بالسيف وركل المصحف الذي كان يقرأ منه، حيث سقطت قطرة من دم عثمان على الآية الكريمة وهي “فسيكفيكهم الله” [البقرة: 137].
شارك العديد من الأشخاص الآخرين في قتله من البصرة، مثل حرقوص بن زهير السعدي وحكيم بن جبلة، وكذلك شارك من الكوفة الأشتر مالك بن الحارث النخعي
كان مصير جميع القتلة هؤلاء المذكورين هو القتل على يد الحجاج بن يوسف الثقفي ومحمد بن أبي بكر وعمرو بن العاص، وقد تم العقاب عليهم في الدنيا، وويل لهم في الآخرة من عذاب الله على قتلهم لصحابي مثل عثمان بن عفان الذي وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بأن الملائكة تستحي منه.
نتائج الفتنه في عهد الخليفه عثمان بن عفان مقتله
حاصرت المتمردون ديار الخليفة عثمان بن عفان وتصدى لهم الكثير من الصحابة مثل مروان بن الحكم وسعيد بن العاص ومحمد بن طلحة وعبد الله بن الزبير والحسين بن علي. لكن عثمان بن عفان أوقفهم بسبب ثقته في استشهاده بشهادة النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يرغب في أن يكون موته سببا لفتنة جديدة بين المسلمين
في النهاية، حدث للخوارج السبئيين ما أرادوه، حيث قتلوا عثمان بن عفان وأحدثوا الفساد في المدينة بعد احتلالها، ورغم أن بعضهم ندم على فعلته الشنيعة بعدما أدرك عظم ما فعلوه، فإن الله سلط عليهم من يقتلهم جميعًا بعد فعلتهم.
اسباب الفتنه في عهد الخليفه عثمان بن عفان
كانت ولاية عثمان بن عفان مدتها اثنتا عشرة سنة للمؤمنين، وكان عثمان من الأشخاص اللطفاء الذين أحبهم الناس. وكان يختلف في طباعه عن الخليفة عمر بن الخطاب الذي اشتهر بقوته وشدته. ومن الأسباب التي أدت إلى حدوث الفتنة في عهد الخليفة هي ابتعاد الناس عن الدين الإسلامي الحنيف الذي كان في أفضل حالاته في عهد النبوة. فعندما يضعف مظهر الدين يزداد ابتعاد الناس عنه، وهذا هو ما أدى إلى ظهور الفتنة
- الرخاء وكثرة المال
- اندماج المسلمين مع البلدان المفتوحة
- ظهر جيل جديد
- انتشار الشائعات
- ولاية عثمان بعد عمر بن الخطاب
- خروج كبار الصحابة من مكة
- توقف الفتوحات
- التآمرات ضده
عانى المسلمون في عهد النبي عليه الصلاة والسلام من الفقر وشظف العيش، وقد ادرك ذلك الخليفة عمر بن الخطاب فمنع الناس من التقاتل على فتنة المال، اما في عهد عثمان بن عفان، كثرت الفتوحات، وزادت الاموال في ايدي المسلمين، وجعلت الناس تنغرس في حب الدنيا وحب مطامع الدنيا وبدأ التنافس على الدنيا
اندماج المسلمين مع البلاد المفتوحة: أدى الفتح الإسلامي إلى اندماج المسلمين والتحالف مع القبائل المختلفة والتزاوج معهم وتعلم لغاتهم. ومع ذلك، لم يتخلص الموالي من عاداتهم القديمة ولم يكن هناك عدد كاف من الصحابة لتعليم الإسلام، وظهرت تأثيرات هذا الأمر في عهد عثمان بن عفان
بدء جيل جديد: توسع الفجوة بين الإسلام في العهد النبوي وعهد عثمان بن عفان بظهور جيل جديد لم يعاشر النبي عليه الصلاة والسلام ولم يتعلم من قيمه، فعادت رواسب الجاهلية بالظهور، والعصبية والقبلية
انتشار الشائعات: بعد أن ضعف الإيمان، زادت النفس اللوامة التي تخلط بين بني الخير والشر، ونشأت الفتنة التي كان سببها الهوى والضلال الأساسي
ولاية عثمان بن عمر بن الخطاب: كان لاختلاف الطبع بين عثمان بن عفان وبين عمر بن الخطاب دور كبير في أن يطمع به ضعاف الإيمان، فقد طمع المفسدون في لين طبعه، ورقته، وأخلاقه، وقاموا بنشر شبهات لم يكنوا قادرين على نشرها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي عرف بقوته
خروج كبار الصحابة: كان عمر بن الخطاب لا يسمح لكبار الصحابة بالخروج من مكة، بينما سمح عثمان لهم، وبالتالي زادت الطموحات في قلوبهم
انتهاء الفتوحات: كان إيقاف الفتوحات في عهد عثمان دورا كبيرا في اتهام الخصوم له بالتصرف في الأراضي وفقا لهواه وبتوجيه العديد من الاتهامات الباطلة الأخرى
موقف الصحابة من الفتنه في عهد الخليفه عثمان بن عفان
نشر الكثير من الطاعنين في الدين ان الصحابة قد تهاونوا في نصرة عثمان بن عفان، ولكن هذا الامر ليس بصحيح على الاطلاق، ومن قام بنشره يريد ان يطعن في الدين، لأن الصحابة جميعهم سارعوا الى نصرة عثمان حتى منعهم بنفسه، ومنهم من دخل داره دون اذنه كي يدافع عنه مثل عبد الله بن عمر بن الخطاب
في الواقع، أراد عثمان بن عفان أن لا يحدث فتنة خلال حصاره وأراد حمايته جيوش المسلمين لأنه كان واثقًا من شهادته، كما بشره النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علم عثمان أنه سيموت مظلومًا بسبب الاختبار الذي سيمر به وفقًا لما أخبره به النبي.