ادبروايات

نبذة عن رواية محال

فكرة عامة عن سلسلة رواية محال

أن بطل هذه الرواية هو شاب مصري سوداني له صفات البراءة والتدين، وكان يمتهن الإرشاد سياحي في محافظتي الأقصر وأسوان . كانت أقصى طموحات هذا الشاب هو الزواج من فتاة جميلة من النوبة حتى يعيشا معاً حياة سعيدة هادئة ، ولكن اسلوب حياته السلمي والممل سينقلب رأساً على عقب بعد ان تقابل مع أسامة بن لادن في دولة السودان في فترة أوائل التسعينيات . تأخذنا الرواية وسط إيقاعها المتسارع لتظهر مصير بطلها الذي كان بالأقصر ثم ذهب للخليج ثم لأوزبكستان ثم لأفغانستان ومن ثم معتقل جوانتانامو . أسلوب يوسف زيدان الشعري يجعل القارئ يعيش تجربة إنسانية نادرة ، حيث يمتزج الواقع بالخيال ونذهب مع البطل في رحلة لاكتشاف خبايا النفس والعالم .

نبذة عن المؤلف يوسف زيدان

  • يعد يوسف زيدان أحد أبرز الباحثين والمفكرين والروائيين المصريين، ولديه ما يقرب من ستين رواية وأكثر من ثمانين بحثًا، ويشتهر بأعماله التاريخية والفهرسية والروائية.
  • هذا الكاتب هو صاحب رواية “عزازيل”، وهي واحدة من أهم روايات يوسف زيدان العربية وأكثرها جدلا، حيث فازت بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية كأفضل رواية لعام 2009 .
  • ولد زيدان في عام 1958 في محافظة سوهاج، وعاش في الإسكندرية، ودرس الفلسفة، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه والأستاذية في شعبة الفلسفة الإسلامية .
  • يعمل المدير في مركز المخطوطات التابع لمكتبة الإسكندرية، ويتخصص في الأدب العربي المخطوط وعلومه، كما يهتم بالبحث العلمي في الفكر الإسلامي والتصوف، ولديه العديد من الروايات الفلسفية التاريخية ومقالات عديدة نُشرت في مختلف الصحف .
  • لم يقتصر عمله على المجال الأكاديمي والأدبي فحسب، بل مزج بين الاثنين وكتب في مجالات مختلفة مثل الفلسفة والتاريخ والدين والروايات .
  • قرأ قدر كامل أعمال شكسبير وكتابات محمود درويش قبل أن ينتهي من دراسته الثانوية، وأعجبه نيتشه.
  • كان يعيش في بيت جده برفقة والدته بعد انفصال والديه، وتأثر بأحد أخواله الذي كان أديبًا، كما حرص جده على تشجيعه على القراءة

مضمون رواية محال

  • تشكل سلسلة رواية `محال` أول أجزاء ثلاثية روائية مكونة من ثلاث روايات مختلفة، وتم إصدار الجزء الأول منها وهو `محال` في عام 2012 .
  • تسرد الحكاية كما ذكر عن هذا الشاب السوداني ذو الاهتمامات الدينية، حيث كان يعمل في الأقصر وتغيرت حياته بعد لقائه بأسامة بن لادن، ثم تم احتجازه في سجن `غوانتانامو`. وهذا هو اسم الجزء الثاني من الثلاثية، الذي صدر في عام 2014. ثم صدر الجزء الثالث `نور` في عام 2016، ولم يلق القراء استحسانا كبيرا بسبب تحوله كثيرا للدفاع عن المرأة ووضعها، وهو أمر كان خارجا عن سياق الأحداث وغير ضروري.
  • يدمج يوسف زيدان في روايته بين الحبكة الأسطورية المأساوية والفهم الحداثي الممتد الذي وضحه المؤرخ بول فين، الذي يقول إن الحبكة لها دور في دمج مكونات التغيير الاجتماعي وتجريدها من مثيلاتها التاريخية لإبرازها بشكل مختلف ومناسب، حيث أن التاريخ لا يركز فقط على الحدث بذاته .
  • ومن هذه المقولة سنجد أن الحدث التاريخي في قصة مُحال على هامش الحبكة ، وإن ساعد في تطور شخصية البطل ، فالرواية تأخذ فترة تاريخية، بدايةً من التسعينات حتى إلى فترة ما بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة ، واتخذ من مصر قلباً للأحداث ، ثم ينتقل لأماكن أخرى ، من خلال مجموعة  إشارات ، ومن ثم كانت ترمز تلك الحوادث التاريخية حكمة ، من مرور الحدث التاريخي نفسه مثل أسامة بن لادن، مبارك، حسين سالم، حبيب العادلي وذلك يؤدي بينا إلى المحور الثاني في قراءة الرواية ألا وهو السرد .
  • يبين المؤلف، ولا سيما في الجزء الأول من الرواية، كيف تتحرك المخيلة السردية بصورة تراكمية، وكيف ينبض السرد بشكل مدهش ويأخذنا في رحلة مع الشخصية المحورية للرواية والشخصيات المؤثرة المحيطة بها، وكل ذلك يتداخل في نفس الوقت في باقي أحداث الرواية .
  • وكان السرد ديناميكيا للأحداث وقويا في تطور شخصياته، لذا فإنه ليس محض صدفة أن تكون فصول الرواية مسماها بأسماء أماكن محددة مثل: كلابشة، البر الغربي، كرموز، المنتزه، الخليج، بخارى، قندهار. هذه الأماكن تحدد رحلة بطل الرواية المتعلقة بالعشق والأمل، ثم التغير والتوقع دون توقف أو تردد، وتنتهي رحلته. وصفها الكاتب من خلال السرد قائلا: عسانا أن ننسى أننا في ختام التجوال، مسلوبون لا محال .
  • كان من المفروض أن تختتم الرواية قبل رحيل البطل غير المفهوم إلى بخارى وقندهار، على اساس أن هذين الفصلين لا اهمية لهما في الرواية على الإطلاق ، غير انهم شرح لاستمرار ممارسة البطل لساديته تجاه نفسه ، من خلال الزج بها في عوالم غريبة من أجل الخلاص من الذكرى ، إلا أن الرواية في حد ذاتها بها توجه شعري ، انساق نحو الصوفية .

اجزاء سلسلة رواية محال

رواية غوانتانامو

  • كما ذكرنا سابقا، هذا هو الجزء الثاني من ثلاثية المؤلف يوسف زيدان. يشير العنوان من البداية إلى المعتقل الشهير الذي أقامته الولايات المتحدة كمركز للاستنطاق والتحقيق مع العديد من المتهمين في قضايا الإرهاب بعد أحداث سبتمبر 2001 والحروب العنيفة التي تلتها في أفغانستان والعراق وغيرها من المناطق المشتعلة. يمكن أن تشمل هذه المناطق “مشاتل المعاداة لأمريكا”، مما أفسد صورة الدولة وسعيها لأن تكون “القائد العالمي” بعد انتهاء الحرب الباردة في تسعينيات القرن الماضي .
  • رواية “جوانتانامو”، وبالرغم من كون فكرتها مستهلكة من خلال ما تسرب عن ما يحدث في سجن أبو غريب بالعراق او معتقلات أفغانستان و باكستان يليه جوانتامامو ، فإنها تقوم على معالجة مختلفة للخراب والدمار الذي يتبعه الاعتقال سواء في عقله وجسده وهو الطريق الذي مشى به الفتى السوداني الطيب لا بسبب اتهامات قائمة واضحة وإنما للاشتباه فيه فقط في الانتماء الغير مؤكد لتنظيم القاعدة.

روايه نور

  • تأتي رواية نور كالجزء الثالث والاخير لهذه الثلاثية،  بعد تقلب الاحداث وكثرة التحولات بين رواية «المَحال»، ثم الاستقرار فى أجواء سجن «جوانتانمو»، تسللت إلينا اشعة من رواية «نور» لتشع لهذا العالم المظلم والقاسية . فبعد روايتي «محال»، و«جوانتانمو»، جاءت «نور» لتكتمل ثلاثية «يوسف زيدان» التي تحكي أمور في عمق الإنسانية من خلال شقين متناقضين والمتكاملين وهما (الرجل والمرأة)،  وضع زيدان الرواية في لغة سلسة بسيطة تختلف عن سابقتيها، فلا تحتوي على نقلات حادة كما في أحداث «محال» التي ربطت الواقع المصري والعربي الإجتماعي السياسي، أو منعطفات كئيبة مثل أحداث «جوانتانمو» وهي الأكثر وطأة على النفس في الثلاثية ، والتي كانت تتحدث عن الجانب المفترض أنه الأعمق والاقوى إنسانياً، ولكنه كان الأكثر انكسار في الثلاثية، موضحاً فيها رؤية حكيمة  وعميقة للاعيب السياسة العالمية، لتأتي «نور» في بساطة و انسيابية وسردية بأسلوب هادىء يناسب مناقشة فكرة الجانب الأنثوي من الإنسانية.
  • كما قدم لنا زيدان «نورا» كدليل على التحولات في مصر، فالبطلة نورا نشأت في حي شعبي تحول إلى حي عشوائي، وهي تعيش بين جيران طيبين، واجهت الأجواء الإسلامية وقررت ارتداء الحجاب لتجنب تنمر الفئة الإسلامية المتطرفة، ثم خرجت من ضيق العشوائية لتحقيق النجاح وتحقيق ذاتها، وقامت بإزالة الحجاب الفكري والجسدي وانطلقت نحو مستقبلها. نورا تعيش دائما بين أصحاب الاتجاهات المتطرفة الذين يمثلون مجتمعها الذي نشأت فيه وحبيبها السابق القادم بثوب إسلامي أمريكي المصنع، وبين أصحاب النياشين، بمن فيهم الضابط “ولاء” الذي كان يرغب في شراء مستقبلها من خلال عقد زواج.
  • حاول الكاتب فيما مضى أن يعبر عن نظرته الإيجابية تجاه المرأة، وفي روايته “نور” قدم معادلة موضوعية في الاتجاهات الإنسانية، حيث يتفوق الجانب النسائي بشكل إنساني على الجانب الآخر الذكوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى