نبذة عن حياة العالم فريدريك راتزل
فريدريك راتزل هو عالم ألماني الجنسية، ولد في عام 1844 ميلادية، وهو مؤسس علم الجغرافيا الحديثة وله العديد من المؤلفات في علم الجغرافيا، بما في ذلك كتاب الجغرافيا السياسية وكتاب جغرافية الإنسان.
العالم فريدريك راتزل : ولد فريدريك في يوم 30 أغسطس عام 1844 ميلادية في مدينة كارلسروه بألمانيا. حصل على درجة في علم الحيوان ودرس علوم التشريح والجيولوجيا في جامعة هايدلبرغ عام 1868 ميلادية. كان مهتما بدراسة العوامل التي تؤثر على توزيع الإنسان على الكرة الأرضية، ووضح ذلك في كتابه “جغرافية الإنسان”. كان راتسل عضوا في الأكاديمية الألمانية للعلوم والأكاديمية البافارية للعلوم والعلوم الإنسانية، وكان أستاذا جامعيا في جامعة ميونخ في ألمانيا. توفي في عام 1904 عن عمر يناهز الأربع والخمسين عاما.
كتاب الجغرافيا السياسية للعالم فريدريك راتزل : عندما كتب راتزل هذا الكتاب، كان متأثرا بعدة نظريات، ساعدته على الوصول إلى المعلومات النهائية الموجودة في الكتاب. ومن بين هذه النظريات التي تأثر بها
-نظرية الإنتقاء الطبيعي لداروين أو كما يقال عنها نظرية البقاء للأقوى، حيث كان يرى دارون أن بقاء أي كائن حي وإستمراره مرتبط بمدى قدرة هذا الكائن على التكيف مع البيئة المحيطة، وكما أن الكائنات الحية لابد أن تتكاثر لبقاء نوعها والتكاثر هو من أهم سمات التكيف، ولهذا فقد كان يرى أن الكائنات الحية عموما في حالة كفاح مستمر من أجل البقاء.
تأثر راتزل بنظرية الحتم البيئي، التي تنص على أن نشاط الإنسان يتأثر بصورة شاملة بالبيئة وقوانينها، وأن نشاط الإنسان يتأثر أيضًا بسياسة الإنسان نفسه التي تتغير مع التقدم العلمي.
من بين هاتين النظريتين ، وصل راتزل إلى نظريته التي تشبه الدولة بالكائن الحي الذي يرتبط بقائه وحياته بباقي الدول وبمساحتها الأرضية. ويقول أن الدول من أجل البقاء يجب أن تتوسع في أراضيها حتى لا تنهار.
نظرية فريدريك راتزل : كانت نظرية راتزل تصور الدول ككائنات حية تحتاج إلى النمو وتلبية احتياجاتها، وتشبه حدود الدول جلد هذا الكائن الحي الذي يتمدد مع نموه وزيادة احتياجاته.
راتزل قدم هذه النظرية من أجل تبرير توسع ألمانيا في هذا الوقت، حيث كانت ألمانيا تحاول النهوض صناعيا، وكانت في حاجة للمواد الخام بكثرة، لذلك كانت تغزو الدول المجاورة وتحتلها تباعا، وكان مبررهم نظرية راتزل، التي تعطي الدول الكبيرة الحق في غزو الدول الضعيفة من أجل البقاء وكفاية الدولة، ورأى الألمان أنهم شعب مختلف وأنهم وحدهم لهم الحق في البقاء.
في الوقت الحالي ومن بعد الحرب العالمية الثانية توصل العالم للحدود النهائية للدول والتي لا يجب على أي دولة أن تغير على الأخرى، ولكن هذا القرار كان نظريا فقط، فما زالت الدول تتعدى على حدود الدول الأضعف منها، ولكن تم إستبدال الحدود المادية بما يسمى الحدود الشفافة، أي أن الدولة يمكنها أن تتدخل في الشئون الداخلية للدول الأضعف بحجة حماية مصالحها.
ومن هنا ظهر مفهومان للحدود وهما:
-الحدود البيولوجية : الحدود متحركة وتتوسع كلما زادت احتياجات الدولة وتوسعت، بغض النظر عن نتائج هذا التوسع على الدول المجاورة، حيث تقوم الدولة القوية بغزو دولة ضعيفة لنهب ثرواتها بحجة أن الدول الكبيرة تسعى للبقاء.
-الحدود الشفافة : تعني الدول الكبرى التي تملك مصالح في دول أخرى، أنه ليس لها حدود، وتكون هذه الدول تحت سيادتها، وعلى الرغم من أن الدولة قد تكون مستقلة بشكل ظاهري ولها سيادتها على أرضها، إلا أنها في الواقع تحت إشراف الدول الكبرى التي تملك مصالح فيها.