نبذة عن تاريخ الساميين
نبذة عن تاريخ الساميين
في التاريخ، عرفنا أن الساميون احتلوا معظم الشرق الأدنى القديم، ووصلوا في العصور التوراتية إلى شرق الأناضول، وحتى مصر وبلاد فارس غربا. ثم تقسموا إلى شعوب سامية شمالية، وهم الساميون الآراميون والشعوب السامية الغربية، والذين بدورهم تقسموا إلى الشعب الكنعاني والإسرائيلي والفينيقي، والشعوب السامية الجنوبية الذين نشأوا في شبه الجزيرة العربية، ثم هاجروا إلى الشمال .
عندما نتحدث عن الشعوب السامية الجنوبية أو العرب الشماليين والجنوبيين، نجد أن الحبش هم آخر هذه الشعوب. وعندما نسأل عن التشابه بين الشعوب السامية، نجد أنهم يتشابهون في العديد من الأمور، مثل لون البشرة واللغة والملابس وشكل الجسم وغيرها الكثير .
الموطن الأصلي للساميين
بحلول عام 2500 قبل الميلاد، انتشرت الشعوب السامية بشكل كبير في العديد من الأماكن في غرب آسيا، وكانوا يمتلكون مهارات بحرية مميزة، ومع مرور الوقت، قاموا بالاختلاط مع حضارات أخرى منها حضارة سومر وبدأوا في الاستقرار في فلسطين .
الشعوب السامية القديمة
يعد مصطلح “سامي” مجرد تصنيف ابتكره علماء الآثار واللغويين لتحديد الشعوب السامية، إذ يشير إلى أنه مصطلح حديث ولم يستخدم في القدم، ولكن ظهر للمرة الأولى مع اليهود القدماء حيث تم تسمية الشعب اليهودي بـ “الشعب السامي” بسبب لغتهم السامية .
وقام كتاب التوراة بـ تحديد أبناء نوح بأنهم ” سام ” و ” حام ” و ” يفث ” وقد تبع كل أبنًا شعبًا ما ، وقد وجدوا أن السامية هو مصطلح ملائم للتعبير عن الشعوب السامية كلها على الرغم من أن اللغات السامية يندرج تحتها اللغة العربية والبابلية ، والأكادية ، والعبرية ، والآرامية ، والآشورية وغيرها من اللغات .
اللغة السامية القديمة
على مر السنين، تم إيلاء اهتمامًا علميًا خاصًا للتطور الثقافي البشري، وتم الإشارة إلى التفاعل الاجتماعي لكل من المهارات اللغوية والمعرفية، وتم تسليط الضوء على القفزات الثقافية الإبداعية المهمة، والتي كانت هامة للغاية فيما يخص التطور المعرفي للغة .
تعد اللغة السامية القديمة واحدة من أكثر اللغات التي يدرسها في العالم، وتحظى بأهمية كبيرة لأنها مرتبطة بشكل ما بالعديد من الحضارات القديمة، وخاصة حضارات بلاد ما بين النهرين، وقد عاشت الشعوب السامية تاريخا معقدا، ووفقا للأدلة الأثرية للشعوب السامية، نجد أن أهمية هذه اللغة تعود إلى نحو 4350 عاما، وقد تم تحديد ذلك بعد العديد من الدراسات الأثرية والوراثية واللغوية على الشعوب السامية .
من هم الساميون الآراميون
عند الحديث عن الساميون الآراميين، نجد أنهم ذكروا في بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وهم يعتبرون الموجة الثالثة للهجرة السامية. امتد توسع الساميون الآراميين في القرنين الخامس عشر والرابع عشر، وهاجروا وتقدموا إلى العديد من البلاد. في القرن التاسع، حولوا سوريا إلى الآرامية وشكلوا العديد من الدول الصغيرة .
وقد فرض الساميون الآراميون لغتهم الخاصة على العديد من البلدان نتيجة تفوقهم العددي ، وبقيت الحضارة السامية الشمالية ، حتى جاء الغزو الإسلامي ، الذي فرض اللغة العربية التي استطاعت السيطرة بقوة والقضاء على العديد من اللغات ، ولم يتبقى من اللغة الآرامية سوى عدد قليل منها بعد ما كانت هي اللغة العامة لـ التجارة .
الساميين في النرويج
في العصر الحديث استطاعت النرويج أن تتعامل بشكل جيد فيما يتعلق بـ معاداة السامية ، حيث استطاعت ان ترى بوضوح جميع الأحداث والمواقف الفردية ، والجماعية التي واجهها اليهود منذ الحرب العالمية الثانية في النرويج ، وبالرغم من كل ذلك هناك بعض الأفراد في النرويج لا يزالون يحملون بشكل خاص بعض الأفكار المعادية للسامية .
في الوقت الحالي يوجد حوالي 1400 يهودي موجود في النرويج فقط على الرغم من عدد سكان النرويج يبلغ 5.3 مليون نسمة ، وهذا يوضح كم أن الحياة بالنسبة لـ اليهود شبه مستحيلة في النرويج وهذا لاعتقاد النرويج بالكثير من الأشياء ، مثل تحريم لحم الكوشر وصعق الحيوانات الأليفة ، وحتى وقتنا هذا يعتبر موضوع معاداة السامية لا يزال مطروحًا للنقاش ، وخاصة بعد الصراع العربي الإسرائيلي .
الساميون في شبه جزيرة العرب
عند الحديث عن الساميين في شبه الجزيرة العربية، نلاحظ أن هذه القبائل التي استوطنت هذه الأراضي، تشترك في بعض الصفات واللغة وتتميزون معًا بالشخصية الحادة التي تميزهم عن غيرهم .
وعن المجموعة السامية في شبه جزيرة العربي نجد أن لها بنية نحوية في أنقى صورها ، حيث أنهم يحتفظون بالمفردات والصوتيات حتى الآن ، لذا قد يظن الكثيرون أن شبه الجزيرة العربية هي تعتبر الموطن الأصلي لـ الشعوب السامية ، وقد تشابهت الخصائص العرقية للشعوب السامية كما ذكرنا ويتميزون بأنهم من شعوب الصحراء .
حتى الساميون الذين يعيشون في المناطق المتحضرة، ينتمون أيضا إلى قبائل صحراوية في الأصل، وهاجروا إلى المدن لتطوير أنفسهم. عبر العصور، واجه الساميون تطورا بطيئا ومواجهة غزوات مفاجئة وقوية، ولكن بعضهم نجح في تحقيق حياة وثروات، واستمروا في حياتهم، وأحد أكبر أمثلة ذلك هم البابليون الساميون .
في بلاد ما بين النهرين، لاحظنا أن القبائل السامية سكنت الحدود الأكادية أيضا، وكانت تسمى سوباري. وكانوا يعيشون في مناطق صحراوية وزارعوا على نهري دجلة والفرات وشابوراس. وكانت لغتهم الرسمية اللغة السامية البابلية .
في النهاية، قد يكون مصدر الشعوب السامية غير معروف، وعلى الرغم من اقتراح العديد من النظريات المختلفة، إلا أنه لا يزال غير معروف. نعلم فقط أنها قد توجد في العديد من الأماكن، مثل العراق وسوريا وإسرائيل والأردن وشبه الجزيرة العربية. ويجب علينا ألا ننسى وجودهم أيضا في تركيا ولبنان وشمال أفريقيا. ومن الضروري أن لا ننسى دورهم في العديد من الحضارات، وأنهم كانوا من أسباب ظهور الديانات الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام)، على الرغم من أنهم كانوا يعبدون آلهة أخرى قبل ذلك.” [7