نبذة عن المخرج السينمائي الأمريكي هارڤي واينستين

يصعب كتابة مقال عن المنتج والمخرج السينمائي هارفي واينستين، يتعلق بمجال الإخراج السينمائي حيث كان يعمل واينستين مخرجاً مساعدً، أو حتي في اقتصاديات السينما حيث يملك واينستين شركة للإنتاج السينمائي، يصعب ذلك دون التطرق لمحاكمته إثر فضائح جنسية، إذ لا يمكن لأحد تجاهل عنوان كهذا ” فضيحة هوليوود الجنسية “.

من هو هارڤي واينستين ؟
هارفي واينستين هو منتج ومخرج أفلام أمريكي سابق، ولد عام 1952 في كوينز، نيويورك، وأسس شركة Miramax مع شقيقه، وأصدرت الشركة مجموعة من الأفلام المستقلة، بما في ذلك أفلام مثل جنس، مخلوقات سماوية، وأكاذيب وشريط فيديو، لعبة البكاء، وخيال رخيص .

حصلت إحدى الأفلام التي أنتجتها الشركة على جائزة الأوسكار لأفضل إنتاج، وهو فيلم شكسبير عاشقا، كما فازت الشركة بسبع جوائز توني لمجموعة متنوعة من المسرحيات والكوميديات الموسيقية، وأسس واينستين وشقيقه ميراماكس شركة واينستين كومباني وشاركا في رئاستها من عام 2005 حتى عام 2017.

بداية الفضيحة :
بدأت القصة التي أثارت اهتمام المجتمع الفني وخاصة العاملين في مجال السينما في 5 أكتوبر 2017، بعد نشر صحيفة “ذا نيويورك تايمز” مقالًا كشفت فيه عن جرائم الاعتداء الجنسي التي ارتكبها هارفي واينستين بحق العديد من النساء .

توالت نشر المقالات والتقارير الفضائحية التي ذكرت فيها ممثلات وعارضات أزياء شهيرات بأن هارفي كان يدعوهن إلى غرفة فندق أو مكتبه، ويطلب منهن أفعالًا جنسية.

تأثير واينستين :
بعد ظهور الاتهامات ضد واينستين، ظهرت حركة `أنا أيضا` أو `#مي توو` التي تهدف إلى مشاركة تجارب النساء في الاغتصاب والاعتداء الجنسي والتحرش. كما قررت الحركة تنظيم عدة تظاهرات للتوعية بانتشار ظاهرة التحرش والإساءة الجنسية في صناعة السينما، وبخاصة في السينما الأمريكية. ونظرا لشدة هذا الفضيحة وتأثير حركة `مي توو`، أطلق على كل رجل نافذ يسيء استغلال سلطته ونفوذه في ممارسات جنسية مسمى `تأثير واينستين`. ونجحت الحركة في إسقاط وإقالة عدد من رجال الأعمال النافذين حول العالم.

تطور سريع :
تطورت القضية بسرعة، إذ تقدم العشرات من النساء بادعاءات ضد واينستين بحلول 31 أكتوبر، مما دفع واينستين إلى تسليم نفسه لشرطة مدينة نيويورك. وفيما نفى واينستين ارتكاب أي جرائم جنسيةدون موافقة الطرف الثاني في العلاقة.

بعد أن اتهمت الممثلة الأمريكية آشلي جود والممثلة أنابيلا شورا هارفي واينستين بالتحرش بجود واغتصاب شورا، بدأت الاتهامات ضده تتزايد حتى وصلت إلى أكثر من 30 اتهامًا.

تم ادعاء بعض نجمات هوليوود والسينما الأمريكية الشهيرات على سبيل المثال: غوينيث بالترو، أنجلينا جولي، جيسيكا بارث، آشلي جاد، روزانا أركيت، روز ماكجاون، آزيا أرجينتو، إيما دي كونز، ميرا سورفينو، والممثلة الفرنسية جوديث غودريش، وغيرهن، وفقا لمجلة “بيزنس انسايدر” التي نشرت قائمة كبيرة من نجمات السينما وعروض الأزياء، واتهمت آزيا أرجنتو ولوسيا إيفانز وروز ماكجاون أيضا بالاغتصاب والتحرش والاعتداء الجنسي، حسبما ذكرت مجلة “ذا نيويوركر” في تقريرها.

إشمئزاز وطرد :
تمت إقالة هارفي من مجلس إدارة واينستين كومباني في أكتوبر 2017، وذلك بسبب العديد الهائل من اتهامات الاغتصاب والتحرش والاعتداء الجنسي الموجهة ضده، وتم طرده أيضا من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (الجهة المسؤولة عن جوائز الأوسكار)، وقررت نقابة منتجي السينما الأمريكية والأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) بفصل هارفي واينستين من عضويتهما بالإجماع من قبل أعضائهما.

نظرا لانتماء هارفي واينستين سياسيا للحزب الديمقراطي وكونه أحد رعاة حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أصدر الرئيس باراك أوباما وزوجته والمرشحة السابقة هيلاري كلينتون بيانين أعربوا فيهما عن استياءهما من أفعال هارفي وطالبوا بمحاسبته وتحمله مسؤولية أفعاله.