نبذة عن الكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكيس
نيكوس كازانتزاكيس هو كاتب وفيلسوف يوناني ولد في 18 فبراير عام 1883م ، وتوفي في 26 أكتوبر عام 1957م ، والذي اشتهر برواية “زوربا اليوناني” ، وهي من أهم ابداعاته ، التي عرفت عالميا بعد 1964م ، والتي تم إنتاجها كفيلم للمخرج مايكل كاكويانيس وسميت بنفس اسم الرواية ، وبدأ يأخذ الشهرة مجددا عام 1988م ، بعد إنتاج فيلم ” الإغواء الآخر للمسيح” الذي أخرجه مارتن سكورسيس عن رواية أخرى له .
نبذة عن حياة كازانتزاكيس : عندما ولد عام 1883م في هيراكليون، لم تكن جزيرة كريت قد انضمت إلى الدولة اليونانية الحديثة التي تأسست عام 1832م، وكانت تحت حكم الإمبراطورية العثمانية. درس كازانتزاكيس القانون في جامعة أثينا ابتداء من سنة 1902م، وفي عام 1907م سافر إلى باريس لدراسة الفلسفة، وتأثر بفكر هنري برغسون. كان عنوان أطروحته عند عودته إلى اليونان عام 1909م هو “فريدريش نيتشه على فلسفة الحق والدولة”. بدأ في ترجمة الأعمال الفلسفية والتقى إنجيلوس سيكيليانوس عام 1914م، وسافرا معا إلى الأماكن التي تزدهر فيها الثقافة اليونانية المسيحية الأرثوذكسية لمدة عامين، وتأثر بالحماسة الوطنية له .
الحياة الشخصية لكازانتزاكيس : تزوج كازانتزاكيس من جالاتيا اليكسيو في عام 1911م، ولكنهما انفصلا في عام 1926م، وتزوج إيليني في عام 1945م. وخلال الفترة من 1922م وحتى وفاته في عام 1957م، سافر كازانتزاكيس إلى باريس وبرلين في الفترة من 1922م إلى 1924م، وزار روسيا وإيطاليا في عام 1925م، ثم سافر إلى إسبانيا في عام 1932م، وبعد ذلك زار قبرص ومصر وجبل سينا وإيجينا وتشيكوسلوفاكيا ونيس، والصين واليابان، وكانت الأوضاع السياسية صعبة في البلدان التي زارها، واكتشف أفكار الشيوعية، وكان معجبا بفلاديمير لينين، ولكنه لم يكن شيوعيا ثابتا، وقام بزيارة الاتحاد السوفيتي، حيث التقى بالكاتب فيكتور سيرج والمعارضة اليسارية، وعاصر صعود جوزيف ستالين، وأصيب بخيبة أمل مع الشيوعية، وفقا للنمط الشيوعي، وخلال هذه الفترة تغيرت معتقداته الوطنية القديمة تدريجيا لتصبح أكثر عالمية .
الزعيم الحزبي اليوناني نيكوس كازانتزاكيس : في عام 1945م، أصبح زعيم حزب صغير يساري غير شيوعي، وتمكن من دخول الحكومة اليونانية بدون حقيبة، ثم استقال بعد عام واحد. ترشحت جمعية الكتاب اليونانية كل من كازانتزاكيس وانجليوس سيليانوس لنيل جائزة نوبل للآداب، وخسر كازانتزاكيس الجائزة لألبير كامو بفارق صوت واحد عام 1957م. لكن بعد ذلك، أقر كامو بأن كازانتزاكيس يستحق الجائزة أكثر منه 100 مرة. ذهب كازانتزاكيس في رحلة إلى الصين واليابان عام 1957، على الرغم من إصابته بسرطان الدم. بعد عودته، سقط مريضا وتوفي في فرايبورغ بألمانيا. دفن على الجدار المحيط بمدينة هيراكليون، قريبا من بوابة خانيا، بسبب رفض الكنيسة الأرثوذكسية دفنه داخل مقبرة. وكتب على قبره: `لا أمل في شيء، لا أخشى شيء، أنا حر` .
أبرز أقواله :
لكل إنسان حماقاته، ولكن أكبر حماقة في رأيي هي عدم وجود حماقة لديك
طبعا إنك لا تصدقني، فكتبك لا تقول لك أشياء كهذه
تقول العبارة: `فالروح نفسها تبدو وكأنها بحر وغيمة وعطر`
يقول المثل: `فكل شبر من الأرض التي تطأها قدماك هي قبر، ويمكنك أن تسمع أنين الموتى`
– “كيف يمكن لأحد أن يكون سعيداً في هذا الجسد المسكين و في هذا الخليط من الدماء والعظام والدماغ واللحم والمخاط والمني والعرق والدموع والبراز؟ كيف يمكن لأحد أن يكون سعيداً في هذا الجسد المحكوم بالحسد والكراهية والكذب والخوف والألم والجوع والعطش والمرض والشيخوخة والموت؟ الأشياء كلها- النباتات والحشرات والوحوش والبشر- تتقدم نحو الفناء. انظر خلفك إلى أولئك الذين لم يعودوا موجودين وانظر أمامك إلى الذين لم يولدوا بعد ، ينضج الناس مثل القمح ويتساقطون كالقمح وينبتون من جديد. المحيطات التي لا حدود لها تجف والجبال تمحى. يرتعش نجم القطب والآلهة تتلاشى.”
جميع المشاكل التي حاولت حلها وأنا معزول في مكاني وملتصق بكرسي، وصل هذا الرجل لحل مشاكله في جو جبال نقي مع سيفه
“قلب الإنسان هو خندق مملوء بالدم
يقول البيان إن العالم يحوي مزيدًا من الأشياء مما نتصور، وبالرغم من أننا نسافر ونعبر بلداننا وبحارًا، إلا أننا لم نتعمق في استكشافه كثيرًا
يقول: `من غرائب البشر، أنهم لا يدركون أبدًا ما يريدونه بالضبط`
إذا كان لديّ الاختيار بين الوقوع في حب امرأة أو قراءة كتاب جيد عن العشق، فسأختار الكتاب
من الألم أن تستمر في التأمل في وجه الشخص الذي تحبه وتنظر إلى جسمه وحركاته، لكنك بعد سنوات قليلة، قد لا تتذكر حتى إذا كانت عيونه زرقاء أو سوداء