نبذة عن الفيلسوف هنري برجسون
هنري برجسون فيلسوف فرنسي، ولد في ١٨ أكتوبر ١٨٥٩ وتوفي في ٤ يناير ١٩٤١، حاز على جائزة نوبل للآداب عام ١٩٢٧، ويعتبر أحد أهم فلاسفة العصر الحديث، قدم مجمل إنتاجه الفكري في فترة الخمسينيات بأفكاره وتصوراته ورؤاه، سعى طوال حياته وعبر مناقشاته وكتاباته لإعادة القيم الروحية إلى الواجهة بعد أن هيمن المذهب المادي، كان لدى برجسون ثقة ثابتة بالروح ولقب بـ “فيلسوف الرو
عمل كأستاذ محاضر في دار المعلمين العليا في عام 1898، وتم تعيينه في الكوليج دي فرانس في عام 1900، حيث شغل منصب كرسي الفلسفة القديمة وكرسي الفلسفة الحديثة. بعد ذلك، سافر إلى أمريكا وألقى محاضرات في جامعة كولومبيا في نيويورك، وحظي بشهرة واسعة طوال حياته. ومع ذلك، تلاشت فلسفته بسرعة ولم تتم مناقشة أفكاره الفلسفية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .
فيلسوف الروح :
تأثر برجسون بفلسفة هربرت سبنسر، الفيلسوف الإنجليزي وأحد أبرز مؤسسي المذهب الموضوعي، وصاحب عبارة “البقاء للأصلح”. لكنه رفض مقولات الماديين وفلسفتهم، وأشهر ما رفضه هو المقولة التي تؤكد ارتباط ظواهر الحياة بقوانين التداعي والقبول للقياس والحساب.
أكد برجسون على أن الحياة النفسية تختلف عن الظواهر المادية، ووصفها بأنها تنبعث من الباطن بشكل تلقائي، وتتميز بالإنشاء المستمر والديمومة والتغيير المستمر، في حين أن المادة متجانسة في جميع أجزائها وتبقى دون تغيير في حاضرها وماضيها، حيث تتميز بالكم وليست بالشكل.
نُقدم برجسون علماء النفس عندما اعتبروا الجسم مقرًا للذاكرة، حيث اعتبر أن هذا القول ينطلق من مبادئ مادية صرفة، وعمل برجسون على نقد هذه الفكرة وفصل بين نوعين من الذاكرة: الذاكرة المحضة التي تعد وظيفة للروح، وذاكرة أخرى ليست إلا وسيلة للذاكرة المحضة.
أيضا عارض نظرية التوازي النفسي- الجسمي، إحدى الثوابت الأساسية في علم النفس التجريبي، وقدم بديلا لها اعتبر فيه الجهاز العصبي جهاز إحساس وحركة، والجسم أداة للفعل، ودوره في الحياة العقلية، يقوم في الحد من حياة الروح ابتغاء الفعل.
في معظم مؤلفاته، انتهى فيلسوف الروح بعد توهجه الفلسفي، حيث دعا إلى عدم الاكتفاء بالمادة والعودة إلى الروح، لأن كليهما لا يتجزأ. كان برجسون يدعو إلى روحانية جديدة تجعل الخلود للروح أمرًا محتملاً.
أفكاره السياسية :
كان برجسون يشيد بالنظام الديمقراطي دائما، وكان يعتقد أن الديمقراطية وحدها ودون أي نظام سياسي آخر، هي التي تعلو – في مقاصدها على الأقل- على ظروف المجتمع المغلق، كما كان يرى أن السلام محاولة لتجاوز حالة الطبيعة الموجودة في المجتمع المغلق إذ الأصل في الحروب هو الملكية سواء أكانت فردية أم جماعية.
أشاد برجسون بتأسيس عصبة الأمم بعد مؤتمر باريس للسلام في عام 1919، الذي أنهى الحرب العالمية الأولى، واعتبرها أول منظمة أمن دولية تهدف إلى الحفاظ على السلام العالمي وتحقيقه، إلا أنه رأى أن عصبة الأمم هي منظمة تهدف إلى نشر السلام والأمن الدوليين، وعليها أن تقضي على الظروف والأسباب التي تؤدي إلى الحروب والنزاعات بين الدول والأعراق المختلفة من خلال حل مشكلة تضخم السكان وتوزيع الثروة بطريقة عادلة.
أشهر مؤلفاته الفلسفية :
شارك الفيلسوف هنري برجسون في العديد من المجلات الفلسفية المتخصصة، بما في ذلك: المجلة الفلسفية، ومجلة الميتافيزيقا والأخلاق، والمعجم الفلسفي.
ومن أشهر مؤلفاته “فكرة المكان عند أرسطو” الذي أصدره عام 1889، و”المادة والذاكرة” الذي صدر عام 1896، “الضحك” الذي صدر عام 1900، وفى عام 1907 رد على الماديين وأصدر مؤلف “التطور الخالق” ، وتبعه بـ “الطاقة الروحية” الذى صدر عام 1919، ثم أصدر “الديمومة والتزامن” عام 1922، ثم “منبعا الأخلاق والدين” في عام 1932.