نبذة عن الفيلسوف الايطالي انطونيو غرامشي
هو واحد من أشهر الفلاسفة في إيطاليا. درس في كلية الآداب وانضم إلى الحزب الشيوعي الإيطالي منذ تأسيسه في إيطاليا. أحد أبرز فترات حياته كانت فترة سجنه، حيث أجرى العديد من الدراسات واهتم بالمثقفين ودرس حياتهم وتفاصيلها وأفكار كل فرد منهم. كما كان مهتما بأعمال الفيلسوف الإيطالي كروتشه، حيث درس جميع أعماله في ذلك الوقت وأجرى تحليلا لها .
السيرة الذاتية لأنطونيو غرامشي
ولد هذا الفيلسوف في عام ١٨٩١، و كان ذلك في جزيرة ساردينيا و هي ثاني أكبر جزيرة موجودة، في البحر الأبيض المتوسط، و عشان انطونيو في الثلث الأول من القرن العشرين، درس في كلية الآداب الموجودة في تورينو، و كان يعمل كواحداً من النقاد السينمائيين في هذا الوقت، و اشهر ما في حياته السياسية في هذه الفترة، هو انضمامه للحزب الشيوعي، و في هذه الفترة تم إدخال أنطونيو غرامشي السجن، و على عكس التوقعات فقد كانت فترة سجنه، من أبرز الفترات في حياته التي ساعدته في تطوير أفكاره، و في تحليل جميع المواقف الموجودة في الواقع، و بعد هذه الفترة عاد لحياته و قام بتأسيس مجموعة للحزب الشيوعي الإيطالي، و كان رئيس اللجنة التنفيذية في ذلك الوقت .
الفكر الخاص بأنطونيو غرامشي
قد أثرت فترة السجن بشكل كبير في شخصية أنطونيو غرامشي، و ساعدته على الوصول لموضوعات و افكار كانت موجودة بالفعل في العديد من كتاباته، و بدأ بالبحث عن جميع الشخصيات المثقفة الموجودة في إيطاليا، و بدأ يبحث عن أصول كل شخصية منهم، و ما هي طريقة تفكيرهم و ما هي توجهات كل منهم، و لم يكتفي بذلك فقط بل اهتم بالتفاوت الموجود بين شمال ايطاليا و جنوبها، و حاول أن يدرس هذا التفاوت و يدرس جميع تفاصيله، ليعرف ما السبب فيها خاصةً أنه موجود في الجوانب الاجتماعية و التاريخية في إيطاليا، و كان يهتم بشكل كبير بشخصية كروتشه الفيلسوف الإيطالي، فقد قام بدراسة جميع أعماله أيضاً.
أصبح أنطونيو غرامشي شخصا ذا فكر سياسي مبدع، خاصة في الحركة الماركسية. تعتبر هذه الحركة حركة سياسية وممارسة، حيث تم تأسيسها استنادا إلى أعمال كارل ماركس. أما فكر أنطونيو غرامشي، فقد كان يعرف في ذلك الوقت بالغرامشية. ورفض الفكر الخاص به الجوانب المختلفة للإقتصاد، وهنا نصل إلى أن المبدأ الموحد في الاقتصاد هو القيمة. درس وتحليل جميع تفاصيل التجربة التاريخية الإيطالية، وأحد أبرز مواقف أنطونيو غرامشي هو رؤيته أنه لا يوجد فرق بين العامل اليدوي والفكري والمثقف في المجتمع، لأن أي شخص يعمل باليدين لديه ذكاء خاص به ولا يختلف عن المثقفين في أي شيء.
ويرى أن بعض المثقفين في ذلك الزمان يعدون جزءا من فئة محددة، وينظرون إلى أنفسهم عضوا في هذه الفئة وقد يمثلونها. وأشار أنطونيو غرامشي إلى نوع آخر من المثقفين، وهم المثقفون التقليديون، وقد أعطى مثالا على نوع الأشخاص الذين ينتمون إلى فئة المثقف التقليدي، ومن بينهم رجال الكنيسة الذين يمارسون الدين والفلسفة لفترات طويلة. وأيضا رأى أن أي فئة في المجتمع قادرة على أن تكون صاحبة السلطة والتأثير الأول والأخير فيه، إذا تمكنت من استيعاب فئة المثقفين فيها، وخاصة المثقفين التقليديين، وعليها أن تستمر في نضالها حتى تحقق السلطة التي ترغب فيها .