نبذة عن العالم أرثر ستانلي إدنغتون

ولد العالم آرثر ستانلي إدينجتون في 28 ديسمبر 1882 في كندال، كمبريا، بإنجلترا، وحصل على منحة لكلية أوينز مانشستر في عام 1898 عندما كان عمره 16 عاما، وتخرج منها عام 1902 بعد حصوله على شهادة الشرف من الدرجة الأولى في الفيزياء، وكان مولعا منذ صغره بنظام الكون وحركة النجوم وتكوينها الداخلي، وفاز بمنحة إلى كلية ترينيتي كولدج وحصل على المركز الأول في عام 1904، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة كامبريدج عام 1905، وقضى بعض الوقت بعد التخرج في البحث عن الانبعاث الحراري في مختبر كافنديش في كامبريدج.

دور إدينجتون في فهم بنية الكون

في عام 1906، أصبح إيدنجتون كبير مساعدي المرصد الملكي في غرينتش، وفي عام 1913، أصبح أستاذًا في علم الفلك في جامعة كامبريدج ودرَّس هناك لمدة أكثر من 30 عامًا، وفي عام 1914 أصبح مديرًا لمرصد كامبريدج.

قام برحلة استكشافية إلى جزيرة برينسيب قبالة ساحل أفريقيا في عام 1919 لمراقبة الكسوف، وقد قاد رحلة مشابهة إلى البرازيل قبل ذلك، وأكدت ملاحظاته حول الكسوف توقعات آينشتاين بأن تأثيرا طفيفا في ضوء النجوم يرجع إلى حقل الجاذبية للشمس.

وضع إيدنجتون الأساس الأول لفهمنا لبنية الكون في كتابه الأول “الحركات النجمية وبنية الكون” الذي نشر في عام 1914، وكتابه “البناء الداخلي للنجوم” الذي صدر في عام 1926 لا يزال من أكثر كتب علم الفلك مبيعا على مر العقود، وساهمت دراساته المنشورة وكتبه في توضيح طبيعة الكون بطريقة مفهومة للعامة، وقد أثرت هذه الأفكار في كتابه “فيزياء العالم الطبيعي” الذي صدر في عام 192.

إنجازات إدينجتون العلمية

في عام 1926، أظهر إدينجتون أن هناك حدا أعلى لكتلة النجم، وأطلق اسمه تكريما له على حد فيزيائي لسطوع النجوم يسمى (حد إدينجتون). اكتشف أن الضغط الجاذبي الداخلي للنجم يجب أن يحافظ على توازن الإشعاع الخارجي وضغط الغاز كعوامل رئيسية. بالإضافة إلى الجاذبية وضغط الغاز، اكتشف أيضا العلاقة الشاملة للسطوع، التي تظهر أن حجم النجم يتناسب مع سطوعه.

حاول إدينجتون في دراساته البحثية في إيجاد نظرية أساسية توحد نظرية الكم والنسبية والجاذبية، وبعد وفاته تم نشر بحث يعرف باسم ”النظرية الأساسية“.

أول من حسب عمر الشمس

تأتي شهرته بأنه أول من لاحظ انحراف الضوء القادم من النجوم البعيدة تحت تأثير مجال جاذبية الشمس، مؤكدا على تنبؤات ألبرت أينشتاين في نظريته النسبية العامة. كتب أدنجتون عدة كتب، كما اشتهرت دراساته عن الانهيارات النجمية والبنى الداخلية للنجوم، وقد حسب عمر الشمس فتوصل إلى أن مجموع حياتها منذ نشوئها حتى نهاية مستقبلها عندما تبرد يبلغ خمسة عشر مليار (ألف مليون) سنة، وقد وضع إدينجتون تفسيراً للنظرية النسبية.

إدينجتون السبب في شهرة أينشتاين

يُعد كتابَاه “وقت الفَضاء” الذي صدر في عام 1920 و”نظريّة الرياضيّات النسبيّة” الذي صدر في عام 1923 من أهم الأعمال القديمة في اللغة الإنجليزية التي تشرح التفاصيل الرياضيّة لنظريّة الجاذِبِيّة والنسبيّة الخاصة لألبرت أينشتاين.

كان ألبرت أينشتاين أول من درس نظرية النسبية العامة، وأثبت صحتها من خلال بعثته الشهيرة التي قام بها في جنوب أفريقيا عام 1919، حيث قاس انحراف أشعة الضوء لنجم معين بسبب المجال الجاذب للشمس، مما يتفق مع حسابات نظرية النسبية العامة، وهذا الأمر جعل أينشتاين مؤسس نظرية النسبية مشهورا، على الرغم من أنه في ذلك الوقت كان عالما غير معروف للكثيرين.

أثرتالحرب العالمية الأولى على كل شيء، وحدث قطع الاتصال العلمي بين ألمانيا وإنجلترا، الخصمين اللدودين، ولكنه رغم هذه القطيعة، أصر على كتابة المقالات التي تشرح نظرية النسبية، واجه خلالها العديد من الانتقادات الشعبية.

توفي العالم آرثر ستانلي إدينجتون في عام 1944 بعد إجراء عملية جراحية.