نبذة عن الصحابي الجليل ابو الدرداء الأنصاري
أبو الدرداء الأنصاري هو صاحب جلالة من الأنصار من قبيلة بني كعب، وهو أحد رواة الحديثالنبوي الشريف، وقد كان قاضيًا وفقيهًا وقارئًا للقرآن الكريم .
مولد ابو الدرداء الأنصاري :
أبو الدرداء الأنصاري من قبيلة بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وكان تاجرًا كبيرًا في المدينة، كان يعبد أبو الدرداء صنمًا واحدًا، وكان آخر من دخل الإسلام من الأنصار .
اسلام ابو الدرداء الأنصاري :
تأخر إسلام أبو الدرداء الأنصاري، حتى غزوة بدر، وكان آخر من أسلم من أهله، حتى أنه كان آخر من أسلم من الأنصار .
قصة اسلامه:
كان أبو الدرداء يعبد صنما واحدا، فدخل عليه أخوه من أمه عبد الله بن رواحة ومحمد بن مسلمة إلى بيته، وقاموا بكسر صنمه، فصار يجمع أجزاء الصنم ويقول: (ويحك هل امتنعت، هل دافعت عن نفسك)، فقالت زوجته أم الدرداء: (لو كان يدفع أو ينفع عن أحد، ندفع عن نفسه ومنعها)
فقام على الفور ابو الدرداء، فاغتسل ثم لبس حلته، وذهب الى عند رسول الله، فرأه ابن رواحه رضي الله عنه قادما من بعيد، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم (هذا ابو الدرداء ما اراه الا جاء في طلبنا) فقال رسول الله (انما جاء ليسلم ان ربي وعدني بأبي الدرداء ان يسلم) فأسلم ابو الدرداء وقد اخى النبى بينه وبين سلمان الفارسي .
مواقف ابو الدرداء بعد الاسلام :
1_غزوة احد: شهد أبو الدرداء مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة أحد، وتعرض لبعض المحن خلالها ولكنه دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم له وأثنى عليه قائلاً “نعم الفارس عويمر”، وكان هذا واحدًا من أسماء أبو الدرداء .
2_ حفظه للقرأن الكريم:
فقد كان لأبي الدرداء رضي الله عنه، مكانة عالية وفضل كبير بين صحابة رسول الله، فقد قال رسول الله عنه ( هو حكيم امتي) .
كان رضي الله عنه واحدًا من الأربعين صحابيًا الذين جمعوا القرآن في عهد النبي عليه السلام، وقال البخاري عن أنس بن مالك رضيالله عنه: “مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد
اثر النبي فيه:
كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الأكبر تأثيرا في تربية أبي الدرداء، حيث كان يوصيه ويحثه كثيرا على العبادات، وفي صحيح مسلم، ذكر أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال: (أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهم ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وأن لا أنام حتى أصلي الوتر)
هجرة ابو الدرداء:
بعد وفاة النبي، هاجر الصحابي أبو الدرداء الأنصاري إلى بلاد الشام، حيث اتسعت الفتوحات الإسلامية في تلك المنطقة. وكان أحد الذين بعثهم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بلاد الشام لتعليم الناس القرآن والفقه، ثم تولى قضاء دمشق وظل فيها حتى وفاته في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
عن الضحاك قال: قال أبو الدرداء رضي الله عنه: يا أهل دمشق، أنتم الإخوان في الدين، والجيران في الدار، والأنصار على الأعداء، ما يمنعكم من مودتي، وإنما مؤنتي على غيركم، ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون، وأراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم به، وتركتم ما أمرتم به، ألا إن قومًا بنوا شديدا، وجمعوا كثيرا، وأملوا بعيدا، فأصبح بنيانهم قبورا، وأملهم غرورا، وجمعهم بورا، ألا فتعلموا وعلِموا، فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في الناس بعدهما .
من كلمات ابي الدرداء:
كان أبو الدرداء حكيمًا بليغ اللسان، وله مقولات رضي الله عنه، منها:
لو هرب رجل من رزقه كما يهرب من الموت، فإن رزقه سيلاحقه كما يلاحقه الموت
_ من كثر كلامه كثر كذبه، ومن كثر حلفه كثر إثمه، ومن كثرت خصومته لم يسلم دينه
يا بعير، لا تخاصمني وانظر إلى ربك، لأنني لم أحملك فوق طاقتك
من لا يدرك نعم الله عليه، إلا عندما يتناول طعامه وشرابه، فقد قل علمه وحضر عذابه، ومن لم يكن غنيا عن الدنيا فليس له دنيا
وفاه ابو الدرداء الانصاري:
تقول ام الدرداء رضي الله عنها، ان ابو الدرداء وهو يحتضر جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا، من يعمل لمثل ساعتي هذه، من يعمل لمثل مضجعي هذا، ثم صار يقول (ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ) الانعام الاية 110 ، فمات ابو الدرداء رضي الله عنه في دمشق عام اثنين وثلاثين من الهجرة، وكان في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقبل مقتله بسنتين .