ادبشخصيات ثقافية

نبذة عن الرسام الامريكي بارنيت نيومان

بارنيت نيومان” هو فنان أمريكي متخصص في الفن التجريدي، وأصبح مشهورا مؤخرا بعد بيع لوحة له بسعر 43 مليون دولار، وقد أثار بيع اللوحة هذه الكثير من الجدل بسبب أنها تتكون فقط من مساحة لونية زرقاء مع خط طولي أبيض في المنتصف. وهناك أولئك الذين يرون أن هذه اللوحة لا تقدر بثمن، في حين شعر آخرون بالاستياء من بيعها بسعر مرتفع. دعونا نتعرف على هذا الفنان المثير للجدل.

بارنيت نيومان :
ولد نيومان في التاسع والعشرون من شهر يناير عام 1905 في مدينة نيويورك الولايات المتحدة الامريكية، لأبوين يهود من بولندا، تزوج عام 1936، و مات عام 1970 نتيجة لإصابته بإزمة قلبية، تُعرض لوحاته حاليا في كلًا من ” متحف الفن الحديث، متحف سان فرانسيسكو للفنون الحديثة، معرض كندا الوطني “.

فترة اكتئاب و تجاهل النقاد :
أسس نيومان في بداية القرن العشرين رابطة تُسمى طلاب الفن وامتازت فترة شبابه بالفن والأبداع واتجه نيومان إلى الفن السريالي، وعند عرضه لوحاته في معرض لأول مرة تعرض إلى انتقادات شديدة ولاذعة عن لوحاته، لدرجة أن وصفها أحد النقاد أنها أسوء أعمال دخلت المعرض، مما جعله ذلك يدخل في مرحلة من الاكتئاب الشديد لفترة طويلة، و انتابته حالة من الحزن الشديد وعدم الرغبة في الرسم وعرض أعماله مرة أخري على الجمهور وقام بتدمير لوحاته تمامًا.

لم يحذي نيومان بالتقدير طوال حياته كفان وتجاهله النقاد لصالح فنانين آخرين، ولم يكتب عنه وعن فنه سوى الناقد ” كليمنت جرينبيرج “، وظل هكذا إلى نهاية حياته لا يأخذه احدًا على محمل الجد، ولكنه كان مؤثرًا لدى بعض الفنانين الصغار السن وقتها أمثال دونالد جود ، و فرانك ستيلا و بوب.

بدايات مشرقة :
في عام 1944، قرر بارنيت نيومان إطلاق حركة فنية جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وشاركه في هذه الحركة قائمة من “الرجال في الحركة الجديدة”، بما في ذلك المفكرين السرياليين مثل ماتا وغوتليب وروثكو وبولوك وهوفمان وبازيوتي وغوركي وغيرهم.

بدأ في تطوير أسلوبه السريالي وبدأ في إنشاء لوحات مميزة تتكون من مناطق ملونة مفصولة بخطوط سواء أفقية أو رأسية. سميت هذه اللوحات `زيبس`. كان لديه أول معرض فردي لأعماله في عام 1948. بعد تحقيقهما للنجاح لأول مرة في حياتهما، قرر الفنان وزوجته أن يكرسا كل طاقتهما للفن فقط.

الفترة الذهبية :
تشمل لوحات بارنيت نيومان الأكثر شهرة اللوحات التي رُسمت في الفترة ما بين 1947 إلى 1970، وتشمل هذه اللوحات “الوصية، الوحدة، الهوة إقليدس، منتصف الليل الأزرق”، بالإضافة إلى أعمال تجريدية أخرى تمثلت في مجموعة بارنيت الفريدة التي تم عرضها في العديد من المعارض والمتاحف.

وفعلًا، بدأ بارنيت في بيع لوحاته في أواخر الخمسينيات، حيث بيعت لوحة له رُسمت باللون الأزرق والأسود عام 1958 مقابل مبلغ مليون و500 ألف دولار أمريكي.

على الرغم من أن لوحات بارنيت تعتبر لوحات تجريدية بحتة ولم يكن لها أسماء في الأصل، إلا أن المسميات التي أُضيفت فيما بعد كانت تلمح إلى أسماء يهودية، حيث تم إطلاق أسماء مثل آدم وحواء على لوحة رُسمت عام 1950، وأبراهام عام 1948.

مؤسسة بارنيت نيومان :
بعد مرور تسع سنوات على وفاة الفنان بارنيت نيومان، قررت زوجته الأرملة آنالي إنشاء مؤسسة باسم بارنيت نيومان، وكان الهدف من هذه المؤسسة هو تعزيز فهم وأسلوب حياة الفنان بارنيت نيومان وأعماله التي نادراً ما تعرضت للنقد.

بالطبع لم يتوقع هذا الفنان بعد كل ما تعرض له من انتقادات واستهزاء في عصره، أن تصبح إحدى لوحاته من بين أشهر عشرة لوحات باهظة الثمن حول العالم، وأن تكون أعماله موجودة في أكبر متاحف وقاعات العالم ومعارض الفنية في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى