نبذة عن إدوارد الثاني ملك إنجلترا
حكم إدوارد الثاني ملك إنجلترا لمدة عشرين عاما، من عام 1307 إلى 1327، وتعد فترة حكمه فترة من الاضطراب والصراع، حيث تسبب شن حرب مستمرة مع اسكتلندا في العديد من المشاكل، كما تسببت المعاملة التفضيلية التي يتمتع بها بعض المواطنين في المشاكل الأخيرة.
الطفولة والحياة المبكرة :
ولد إدوارد الثاني في 25 أبريل 1284 في قلعة كايرنارفون في غويند، وكان الابن الرابع للملك إدوارد الأول والملكة القرينة إليانور من قشتالة، وتوفي أخوته الأكبر الثلاثة قبل ولادته، مما جعله الوريث الوحيد للعرش.
في صغره، كانت أليس دي ليجريف، التي تعرف باسم أم إدوارد، هي الحاضنة التي رعت إدوارد. لا تزال المعلومات حول تعليمه متضاربة، حيث يعتقد المؤرخون أنه تلقى تعليمًا دينيًا من الرهبان الدومينيكان، وتدرب على يد جاي فيري في ركوب الخيل والخدمة العسكرية.
وصول إدوارد للعرش :
في غياب والده في عام 1297، تولى إدوارد الثاني منصب الوصي المسؤول عن إنجلترا لمدة عام، وفي عام 1300، سافر الأب والابن إلى اسكتلندا، وتولى إدوارد الشاب منصب قائد الحرس الخلفي خلال حصار قلعة `Caerlaverock` .
تم تنصيب إدوارد ليكون أمير ويلز في 1301 ليصبح بذلك أول أمير انجليزي يحمل هذا اللقب، وخلال أوائل القرن الثالث عشر الميلادي ، أصبح الأمير إدوارد صديقا لبيير جافيستون وهو أحد كبار الفرسان، وعززت هذه الصداقة الوثيقة مكانة جافستون الاجتماعية إلى حد كبير. في عام 1306 ، حصل الأمير إدوارد على لقب فارس من قبل الملك.
في عام 1307 تم نفي جافيستون إلى جاسكوني، ويقال إن نفي الملك لجافيستون كان ردًّا على اقتراح تقدم به الأمير إدوارد لمنح جافستون مقاطعة بونتيو التي ورثها عن والدته، وحتى يعتقد البعض أن جافيستون والأمير إدوارد تورطا في علاقة جنسية .
في العام 1307، أصبح روبرت بروس ملكًا للأسكتلنديين، وبذلك تفكك حلم الملك إدوارد الأول في وجود أمة بريطانية موحدة. وعلى الرغم من تعيين الأمير إدوارد الثاني كرئيس للبعثة ضد بروس، إلا أن قواته اضطرت للتراجع بعد أوامر من الملك إدوارد الأول.
أثناء تجهيز الملك إدوارد لحملة عسكرية في اسكتلندا، تعرض للمرض الذي أدى إلى وفاته في وقت قصير، وبعد وفاته تم تعيين الأمير أدوارد ملكًا على إنجلترا في 20 يوليو 1307 .
غضب النبلاء من تصرفات إدوارد :
بعد أن أصبح إدوارد الثاني ملكاً على إنجلترا، قام باستدعاء بيرس جافستون من المنفى وأعطاه لقب إيرل كورونوال، وهو لقب يقتصر على أعضاء العائلة المالكة فقط، مما تتسبب في إثارة الغضب بين البارونات الأقوياء والنبلاء، وفي عام 1308 عندما غادر الملك إدوارد الثاني إلى فرنسا قام بتعيين جافستون ليكون مسؤولاً عن المملكة أثناء غيابه .
في الاجتماع البرلماني لعام 1308، أصبح تفضيل الملك المستمر لجافستون موضوعًا رئيسيًا للخلاف، وبعد شهرين، عُقد برلمان جديد نجح فيه البارونات بنفي جافستون وإرساله إلى دبلن حيث تم تعيينه في منصب الملازم الأيرلندي .
عام 1310 تم تشكيل 21 لجنة عضو بارونية منتخبة قاموا بصياغة قانون عمل على حصر حقوق الملك وإعطاء البرلمان حق السيطرة على الإدارة الملكية، وإلغاء نظام الأسعار، وإدخال نظام لرصد التقيد بالأوامر، كما حدت من حق الملك في الحرب أو منح الأراضي، كما أدت عودة جافستون في عام 1312 من المنفى إلى إلقاء القبض عليه وإعدامه .
نهاية الملك إدوارد الثاني :
بعد صعود روبرت بروس إلى السلطة واستعادته لمملكة اسكتلندا، قام الملك إدوارد الثاني بغزو اسكتلندا، ولكن تم هزيمته بشدة، وأدت هزيمته في المعركة إلى تحول السلطة للبارونات، وبحلول عام 1315 تم تعيين ابن عمه توماس كسيد لإنجلترا الحقيقي .
في فترة بين 1315 و 1321، انتشرت مجاعة عارمة في إنجلترا، وتمثل القوة الناشئة في النظام الاسكتلندي بقيادة روبرت بروس. تمكن شقيقه إدوارد بروس من غزو إيرلندا وأصبح ملكًا عليها .
أثناء زيارة إدوارد لفرنسا في عام 1325 للتفاوض على معاهدة سلام، التقى زوجته إيزابيلا بالزعيم المنفي روجر مورتيمر وأصبحت عشيقته. بعد ذلك، غزا الاثنان إنجلترا وخلعوا الملك إدوارد الثاني وجعلوا إدوارد الثالث ملكا شرعيا.
بعد إبعاده، تم نقله إلى قلعة بيركلي في جلوسترشاير في 5 أبريل 1327، وتمت عملية اغتياله في وقت لاحق من شهر سبتمبر نفس العام.