نافورة تريفي (بالإيطالي : فونتانا دي تريفي (Fontana di Trevi) هي أكبر نافورة باروكية في روما وواحدة من أشهر النوافير في العالم، يبلغ ارتفاعها 26 مترا، ويصل اتساعها إلى 20 مترا. يزورها ملايين السياح سنويا أملا في تحقيق أمانيهم وفقا للأسطورة القديمة، وتم تصميمها بأمر من البابا كليمنت الثاني عشر على يد المعماري الإيطالي نيكولا سالفي (1697-1751)، ولكنه توفي قبل الانتهاء منها، وتم الانتهاء من تصميمها بواسطة النحات جوزيبي بانيني .
لمحة تاريخية عن نافورة تريفي
تم بناء نافورة تريفي في القرن التاسع عشر قبل الميلاد على ينبوع حكاية أسطورية تتحدث عن تحقيق الأمنيات. وتروي التاريخ الإيطالي القديم أن العذراوات في روما كن يأتين إلى الينبوع ويؤمن بأن أمنياتهن بالزواج ستتحقق، ومن هنا ارتبطت به كلمة تريفي التي تعني “عذراء” في اللغة الإيطالية، كما كان يشير الينبوع إلى النساء المتزوجات اللواتي يرغبن في الإنجاب حتى تحقيق أحلامهن بالأمومة .
الرمزية الفنية لنافورة تريفي
تم اختيار موقع نافورة تريفي بسبب وجودها في تقاطع الطرق الثلاث ووجود قناة أكوا فيرجو، وهي واحدة من القنوات التي كانت تزود روما القديمة بالمياه في القرن التاسع عشر. ويقع موقع تريفي تحت قصر عتيق ضخم يتميز بتماثيل حجرية ومرمرية تعكس مظهرا من مظاهر الحضارة الهندسية والثقافية والمهنية السائدة في روما خلال القرون الوسطى، حيث يتمثل مثال نبتون وهو إله البحر عند الرومان وسط النافورة على عربة يجرها حصانان ومحاطا بعذراوات الأسطورة اللاتينية الثلاث في رمزية للخصوبة والنقاء، وترمز البركة إلى المحيطات ودائرتها البيضاء إلى الفصول الأربعة .
اسباب رمي العملة بنافورة تريفي
يعتقد الإيطاليون أنه إذا أعطى شخص ما ظهره للنافورة ثم قام برمي قطعة نقدية في النافورة مستخدما ذراعه اليمنى فوق اليسرى فإن أمنيته ستتحقق، وأنه سيحضى بزيارة أخرى إلى روما اذا نجح في استعادة القطعة من داخل المياه الجارية . تصل قيمة القطع النقدية التي تقذف في نافورة تريفي إلى مايقارب 2 مليون يورو سنويا . يقوم المشرفون بتنظيف النافورة كل ليلة اثنين حيث تجمع النقود وتذهب المبالغ لصالح صندوق الصليب الأحمر الدولي لمعالجة المرضى أو متضرري الحروب كما يخصص جزء منها لدعم المحلات التجارية للمحتاجين في روما .
الترميمات التي تمت على نافورة تريفي
تم ترميم نافورة تريفي مرة واحدة في عام 1988 بسبب التلوث الذي تسبب في تضرر بعض الأجزاء. ثم تم ترميمها مرة أخرى في عام 1998، حيث تم تفكيكها بالكامل وإصلاح جميع التشققات والشروخ، وتم تجهيزها بمضخات مياه معاد تدويرها. في يناير 2013، تم الإعلان عن عملية ترميم جديدة بتمويل من دار الأزياء فيندي بالتعاون مع السلطات في روما. تضمنت عملية التجديد تجهيز النافورة بمضخات مياه جديدة ونظام إلكتروني لصد الحمام عن حوافها، وتم تركيب أكثر من 100,000 مصباح LED لتحسين الرؤية الليلية للنافورة. بدأت عملية الترميم في يناير 2014 وانتهت في نوفمبر 2015، وتم افتتاحها في حفل رسمي مساء يوم 3 نوفمبر 2015 .