الخليج العربي

ناج سعودي من مجزرة اسطنبول يروي تفاصيل جديدة حول الحادث

منذ بداية العام الميلادي الجديد 2017 وقد تأثرنا جميعا بمجزرة اسطنبول التي أودت بحياة العديد من الأشخاص، بما في ذلك سبعة أشخاص من المملكة أثناء تواجدهم في مطعم شهير في اسطنبول. إنه حادث إرهابي لا يمكن تصنيفه إلا كذلك، حيث حاول الإرهابيون تدمير أي فرحة يمكن أن تشعر بها أي نفس آمنة. أصبح الإرهاب أكثر خطورة بغض النظر عن الأسباب الأمنية في أي دولة، حيث يسعى هؤلاء الإرهابيون لابتكار طرق جديدة لارتكاب جرائمهم، إذ يرغبون في نشر الموت والدمار. ليترحم الله علينا جميعا، فلم نعد نتحمل أي أعمال إرهابية أو سفك دماء.

ومن ضمن الناجين من هذه المجزرة هو ” حسن جاشقجي” والذي قد روي تفاصيل جديدة حول هذه المجزرة، باعتباره شاهد عيان وكان من الممكن أن يكون ضحية من الضحايا لولا العناية الإلهية والتي كانت له خير معين، فقد نجا من هذا العمل الإرهابي هو وزوجته، وفي هذا المقال ننقل ما قاله حسن خاشقجي للعربية.نت ليكشف التفاصيل المثيرة حول هذا الحادث.

تفاصيل جديدة يرويها ” حسن خاشقجي”
يصف أحد الناجين من مذبحة اسطنبول الأحداث المروعة التي تعرضوا لها في مطعم رينا في اسطنبول ليلة رأس السنة. كان هو وزوجته في المطعم قبل إطلاق النار بحوالي 40 دقيقة. كان المطعم آمنا ومشهورا وكان يفضله الأشخاص البارزون. يروي الناجي تفاصيل دقيقة جدا حدثت في المطعم، ولم يكن يتوقع حدوث مذبحة جماعية. يقول في حديثه باللغة العربية: `عندما دقت الساعة 12 لإعلان العام الجديد، كان هناك فرح وسعادة في المكان وكان الجميع في حالة من البهجة والسرور. وفي لحظة ما، سمعنا صوتا مزعجا وظننا أنه قد يكون شجارا على إحدى الطاولات. وبعد لحظات، سمعنا أصوات إطلاق النار. زوجتي هربت نحو التراس وقفزت خلف الحاجز للتمويه من الرصاصات. صاحت زوجتي قائلة: `أريد أطفالي، أريد أن أعود إلى منزلنا`. وأنا أيضا صرخت وقلت لها: `فكري بالجنة الآن، قولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله`. كنا نردد الشهادتين في كل رصاصة. كانت الرصاصات تستمر وتتوقف لمدة 10 ثوان ثم تتكرر.

منفذي الهجوم ثلاثة من بينهم امرأة
ذكر الناجي حسن خاشقجي أن المهاجمين الذين هاجموا المطعم هم ثلاثة أشخاص بينهم امرأة فقد سمع أحد الأشخاص الذين كانوا بالمطعم وقت الهجوم يقول `ماذا تريد هذه؟ هل تريد قتلنا؟` وأكد أنهم متدربين لأن طلقاتهم لم تكن عشوائية بل كانت طلقات احترافية، وأكد أيضا أن جنسياتهم غير عربية بل هم أجانب، ولكنه لم يتعرف على جنسيتهم بعد، وقال `كانت إطلاقات النار كثيفة، وكنا ننتظر وصول الشرطة في كل لحظة، أو أن ينقذنا أحدهم، وفي نفس الوقت ندعو الله`. وكشف أنه وزوجته قفزا إلى البحر، وحاولت فتاة سعودية اللحاق بهم، لكن أحد الإرهابيين قتلها، وأشار أيضا إلى أهمية استهداف العرب في هذه المجزرة، وقال `كأنه يعرف أماكن جلوسنا بدرجة أن عناصر الشرطة سألونا إن كنا جماعة سعودية قدمنا معا`

قصة نجاتهم من المجزرة
لم يكن لدى حسن خاشقجي خيار سوى القفز في البحر، وراءه كانت تطلق عليه النيران. طلب من زوجته بصوت هامس أن تزحف إلى اليمين للخروج من الباب الخلفي. بعد وقوفهما بصعوبة بين الجثث والضحايا، هرب هو وزوجته إلى نهاية المطعم حيث كان البحر تحتهما. في هذه اللحظة، أطلق أحد المسلحين النار عليهما، فقامت زوجته بالقفز في البحر وساعد هو فتاتين برميهما في البحر، ثم سقط هو على الأرض المطلة على البحر التي يبلغ طولها حوالي 5 أمتار. هناك عثر على شخص آخر يدعى بندر القعيطي وهو سعودي الجنسية، قاما معا بسحب النساء من الماء. زوجة بندر كانت تنزف الدم من رقبتها ورأسها. قال خاشقجي عن تلك اللحظات: “أمنا الفتيات في مكان آمن وطلبنا المساعدة من زوارق مائية لإنقاذنا، لكن لم يأت أحد. كان بندر يعاني من كسر في الفخذ بسبب سقوطه على سطح صلب، بينما كانت زوجته تعاني من كسر في الساق

استغاثة وهروب
كانت لحظات مأساوية يعيش فيها هؤلاء الضحايا وسط دم وكسور وظلام طلقات نارية، بعد عدة محاولات لإقناع أحد الزوارق بأخذ الجرحى إلى المستشفى، ركب الجميع الزورق باستثناء خاشقجي وزوجته بسبب صغره، لذا تجمعوا في مستودع واختبئوا هناك واتصل شقيقه في جدة للتواصل مع السفارة أو الشرطة لإنقاذهم. وقال عن تلك اللحظات: `انتظرت أنا وزوجتي في المخبأ حوالي ساعة، وكنا نسمع طلقات مستمرة، وأرسلت آخر كلماتنا لأهلي، ثم رأيت الشرطة البحرية وأرسلت لها رسالة SOS عبر كشاف الجوال، فاقتربت لإنقاذنا، لكن المسلح أطلق النار نحو البحر فهربت الشرطة.` في تلك اللحظة كررنا الشهادتين حيث كان المسلح قريبا منا، وفي أي لحظة يمكنه إطلاق النار من الأعلى، وبعد انتظار ساعة، فجأة ظهر مسدس موجه نحو رأسي وكشاف، فصرخت وقلت `أمان.. أمان.. أمان`، ولله الحمد كانت الشرطة التركية.

وأخيرا فالناجي حسن خاشقجي وزوجته قد أنجاهما الله سبحانه وتعالى وكتب لهما العمر الجديد وهم الآن على أرض الوطن، ولكن ماذا عن الضحايا مع اختلاف جنسياتهم، فقد قتلوا بلا أي ذنب لهم، فتبت يد الإرهاب القذرة وخسئت أعمالهم الدنيئة، نسأل الله للضحايا الرحمة والمغفرة وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى