موضوع تعبير عن دور الوالدين في تربية الأبناء
دور الوالدين في تربية الأبناء
استيعاب احتياجات الأطفال ودعم استقلاليتهم وفهم عالمهم وطريقة تفكيرهم والتعبير عن أنفسهم والاستكشاف ليست مهمة سهلة دائمًا، من الضروري أن يتمكن الوالدين من تصميم القواعد التعليمية وتنفيذها معًا، في الواقع يمكن أن يؤدي عدم التماسك بين الزوجين إلى إثارة التناقض والارتباك لدى الأطفال وله عواقب على نموهم ورفاهيتهم.
تعتبر رعاية الوالدين ومشاعرهم تجاه أطفالهم أمرا مهما للغاية ويجب أن تبدأ منذ الحمل وتستمر خلال فترة الولادة وبعدها، وأيضا أثناء نمو الطفل تدريجيا خلال مرحلة الطفولة والمراهقة. هذا يعزز الروابط بين الوالدين والأطفال. يعتبر الآباء الوصي الأول على الطفل والمعلم الأول، والأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم منها الطفل، وما يتعلمه من هذه المدرسة سيؤثر على حياته المستقبلية، لذا يجب أن يلعب الآباء دورا كبيرا في حياة أبنائهم.
يتعاون الأب والأم لتربية الأطفال وتطويرهم في الجوانب الجسدية والنفسية والروحية والأخلاقية، حيث يلعب الأم دورا أكثر مرونة في نقل مفاهيم الحب والأمان، بينما يلعب الأب دورا مهما في بناء الشخصية، وتعليم الأبناء أن الحياة ليست فقط دافئة ولكنها تحتاج إلى العمل والصراع وأن الفشل والخسارة أيضا جزء من الحياة، وهذه إيجابية لتدخل الآباء في قرارات الأبناء.
من مسؤولية الأب تعليم الأطفال حدود الحياة ونقل القيم الأخلاقية التي ستشكل شخصيتهم، فكل طفل ينمو في بيئة أسرية وبالتالي فإن تكوين شخصية متوازنة تعتمد على دور الآباء والأمهات معًا.
تشكل شخصية الطفل بمساعدة كلا الوالدين، ولكن تتغير هذه الأدوار في كل مرحلة من مراحل الحياة. في مرحلة الحمل، يلعب الأب دورا ثانويا لعدم مشاركته بنشاط، بينما تكون الأم أكثر حضورا في حياة الطفل. تبدأ الأم في تقديم دورها كأم أثناء الحمل، حيث تتابع نمو الطفل وتشعر بحركاته وتلاحظ التغيرات الجسدية وما إلى ذلك. تتعرف الأم بشكل أكبر على الطفل وتبني رابطة معه، بينما يراقب الأب كل شيء من الخارج.
من الضروري أن يتلقى كل طفل الرعاية العاطفية والاهتمام الضروريين للنمو وأن يكون لديه نموذج تعليمي يسمح له بتحديد نفسه وتنظيم نموه ودمجه في المجتمع. إن عدم وجود الأمان في الأسرة هو أكثر ما يؤثر بشكل جذري، واستقرار الأسرة لا يزال العامل الأهم لنمو الطفل بشكل صحي وإيجابي. الأسرة هي التي توفر الشعور بالأمان للأطفال. وقد تغيرت الأسرة كثيرا عبر العصور، ولكن لا يزال لكل فرد دور أساسي ومنظم وأصبح واضحا وضروريا بشكل متزايد لدور كل من الوالدين في التعليم وتنشئة الأطفال. وبالتالي، من الضروري أن يكون الآباء مدركين تماما لأهميتهم في حياة أطفالهم.
كانت الأسرة الأبوية ذات سيادة في الماضي، حيث يؤدي الأب دوره في توفير السلطة والأمن المادي والمالي، حالياً يجب على الأب أن يسعى إلى مشاركة أكثر فاعلية وتقاسم المسؤوليات والملذات مع أبنائه حتى بعد الانفصال، ومع ذلك فإن الأب الذي يعيش بعيدًا عن الطفل في معظم الأوقات يحتفظ بالالتزام القانوني بدفع النفقة وحق / واجب الزيارة، بينما في معظم الحالات تتحمل الأم جميع مسؤوليات التعليم وتربية الأطفال.
دور الوالدين في نمو الطفل
من المهم جدًا التعرف على مراحل نمو الأطفال وفهمهم والتواصل معهم بشكل أفضل، يلعب الأم والأب دورًا رئيسيًا في نمو الطفل كفرد يتمتع بصحة جيدة من الناحية الجسدية والنفسية وفي تشكيل سلوكه، يُعرَّف التطور بأنه سلسلة من التغييرات التدريجية في الكائن الحي التي تكون مترابطة وتحدث بانتظام نتيجة لعوامل داخلية وخارجية، على الرغم من أن النمو والتطور يحدثان معًا فإن التطور بصرف النظر عن النمو يحدث من خلال القدرات والأنماط السلوكية الناشئة حديثًا.
قد يتقلب معدل النمو ويختلف وفقًا لكل خطوة تنموية ولكل طفل، على الرغم من اختلاف سرعة النمو وشكل كل طفل، إلا أن كل طفل بشكل عام ينمو خلال نفس مراحل النمو، وفي عملية التنمية يلعب الأطفال دورًا نشطًا في المجالات المعرفية والاجتماعية من خلال إضافة معلومات جديدة إلى معارفهم القديمة واستيعاب هذه المعلومات.
دور الأم في تربية الأبناء
يعادل حب الأم المتوازن والمستمر للأطفال أهمية العناصر الغذائية الضرورية لتغذيتهم. في العديد من الدراسات التي تمت، تم فحص نتائج وتأثيرات انفصال الأم عن الطفل، حتى إذا كان هذا الانفصال قصير المدى. تشير نتائج البحث إلى أنه إذا تم توفير رعاية احتياطية جيدة للطفل، فإن مقدم الرعاية لن يتغير بشكل متكرر، وسيتم تطوير علاقات جيدة مع الطفل. وبالتالي، لا يعاني الأطفال من هذا الانفصال وتأثيرهم يكون ضئيلا، بل يكتسبون الخبرات التي تساهم بشكل إيجابي في نموهم.
مع ازدياد عدد الأمهات العاملات في الوقت الحالي، يعاني معظم الأطفال من التفرقة على المدى القصير. ووفقا لنتائج البحث، فإنه لا يوجد اختلاف في تطور السمات الشخصية والاستقلالية والاهتمامات بين الأطفال الذين كانت أمهاتهم يعملن والأطفال الذين لم يعملن، وما يؤثر على الأطفال ليس عمل الأم ولا تربيتهم مع مقدم رعاية بديلة. بل ما يؤثر على الأطفال هو نوع العلاقة التي أقيمت بين الأم والطفل ومواقف الأم وثقتها في طفلها.
يتوقف تأثير عمل الأم على الطفل، سواء كان إيجابيا أم سلبيا، على الوقت الذي تبدأ فيه الأم العمل وساعات العمل ونظام العمل ومدته وخصائص مقدم الرعاية أثناء غياب الأم والبيئة الأسرية ونوعية علاقات الأسرة بالطفل. فالانضباط الممنوح للطفل والحدود المفروضة في العلاقات بين الوالدين والطفل يلعبان دورا رئيسيا في تطور سلوك الأطفال وشخصيتهم. ومن المهم أيضا منح الأطفال بعض الحرية.
دور الأب في تربية الأبناء
زيادة عدد الأمهات العاملات في الوقت الحاضر جعل دور الأب في حياة الطفل أكثر أهمية وفعالية. هذا الوضع يتطلب تغييرا في هياكل الأسر التقليدية واستدعاء إعادة التنظيم. وقد زاد هذا التغيير من فعالية الأب في النمو العاطفي والاجتماعي للطفل. فمنذ الولادة، ينشأ الأطفال روابط مع آبائهم وأمهاتهم ويطورون شعورا بالثقة. وتشير نتائج الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتمتعون بعلاقة آمنة مع آبائهم يكونون أكثر اجتماعية ونجاحا أكاديميا وثقة بالنفس.
تكشف الدراسات أن الأطفال يشعرون بالثقة والسعادة في وجود كلا الوالدين، ويتأثرون بشكل متساوٍ بغياب كليهما ويشعرون بالارتياح من وجود أي منهما، للوالدين تأثير مباشر على نمو أطفالهم الاجتماعي والعاطفي ولهم تأثيرات مستقلة عن بعضهم البعض، تشير نتائج البحث إلى أن غياب الآباء يؤثر بشكل خاص على الوظائف العقلية للأطفال.
تظهر الأطفال ردود فعل نفسية مختلفة نتيجة غياب الأب، وتؤكد الدراسات أن هذه الردود تختلف اعتمادا على دور الأب في الأسرة والتواصل مع الطفل وعمر الطفل ومدة الانفصال وخصائص الأم وطبيعة علاقة الطفل بأفراد آخرين في الأسرة. وفي سياق العلاقات الأسرية، ينظر إلى الآباء عموما على أنهم رمز لسلطة الأبناء، وتلعب سلوكيات الوالدين الثابتة والحازمة دورا هاما في تطوير سلوك وعواطف الأطفال.
يجب أن يفهم الطفل أهمية التسلسل الهرمي في العلاقات الأسرية، ويجب إعطاء الأطفال حقهم في التعبير وتعلم أفكارهم ومشاعرهم، ولكن يجب على الوالدين اتخاذ القرارات المتعلقة بأفراد الأسرة.