اسلاميات

مواقف الحب في حياة النبي

تجارب الحب في حياة النبي تعلم الرجال كيفية معاملة المرأة بإحسان، والتعايش الطيب معها، وكيفية التعاطف معها في مختلف الأوقات؛ إذ روت زوجات الرسول عنه العديد من المواقف التي يجب أن نقتدي بها .

مواقف الحب في حياة النبي

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما مع أهله وأزواجه، ولم يفرق بين أي منهن. وفي سنته صلى الله عليه وسلم، حدثت العديد من المواقف التي روتها أزواجه عن حسن معاملته لهن. قالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: `أفضلكم خيركم لأهله، وأنا أفضلكم لأهلي، وإذا توفي أحدكم فدعوه.` هذا حديث صحيح رواه الألباني وورد في صحيح الترمذي. ونستعرض بعض هذه المواقف فيما يلي

حب النبي لعائشة

كانت عائشة -رضي الله عنها- أحب الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

عن عمرو بن العاص قال : ” أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فَعَدَّ رِجَالًا ” . حديث صحيح ورد في صحيح البخاري .

شرح الحديث

سأل عمر بن العاص النبي قبل خروجه أميرا على الجيش عن أحب الناس إليه، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بأن أحب الناس إليه هي عائشة، وأن أحب الناس إليه من الرجال هو والدها أبو بكر الصديق، ويليه عمر بن الخطاب، ثم ذكر بعض أسماء الرجال الآخرين بعد ذكر أبي بكر وعمر .

مواقف من حب الرسول لعائشة

الموقف الأول

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنادي عائشة “بعائش ” ؛ فعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” يا عائِشَ، هذا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ فَقُلتُ: وعليه السَّلامُ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ، تَرَى ما لا أرَى تُرِيدُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ” . حديث صحيح ورد في صحيح البخاري .

شرح الحديث

يُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن  جبريل عليه السلام ” الوحي ” يُهديها السلام ، ويُحييها بتحية الإسلام ؛ فردت عليه أم المؤمنين التحية بأحسن منها ، ومعنى قولها ” ترى ما لا أرى ، تريد النبي صلى الله عليه وسلم ” أي أن الرسول يرى جبريل غليه السلام ، وهي لا تراه .

الموقف الثاني

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أشرب وأنا في فترة الحيض، ثم كنت أطعم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يضع فمه في المكان الذي شربت منه، فيشرب منه. وكنت أتعرق وأنا في فترة الحيض، ثم كنت أطعم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يضع فمه في المكان الذي شربت منه. ولم يذكر زهير أنه شرب منه.” حديث صحيح ورد في صحيح مسلم .

شرح الحديث

من مظاهر رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها خلال فترة الحيض، أنه كان يأكل من الجزء الذي يلامس فمها على العظام التي تنزع اللحم منها، وأنه كان يشرب الماء من نفس الموضع الذي شربت منه، لتخفيف معاناتها وتهدئة مشاعرها السلبية خلال هذه الفترة .

مواقف طريفة لـ حب الرسول

الموقف الأول

يتضمن هذا الحديث بعض المواقف التي تعبر عن الحب والمداعبة بين النبيّ وزوجته عائشة رضي الله عنها

عن عائشة رضي الله عنها قالت : روى الإمام النسائي في صحيحه حديثًا صحيحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أغتسل من إناء واحد، ويبادرني في الاستحمام وأنا أبادره، حتى يقول: دعني، فأقول: دعني. وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وأحمد .

شرح الحديث

يظهر في الحديث الدعابة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه، حيث كانا يتنافسان على الماء للاستحمام .

الموقف الثاني

سباق الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عائشة رضي الله عنها:

عن عائشة أم المؤمنين : كانت هناك امرأة كانت ترافق النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة، وكانت تعمل خادمة [وقالت: لم أحمل اللحم ولم أتعب]. فقال لأصحابه: تقدموا، [فتقدموا]. ثم قال: تعالي أسابقك، فسابقته وتفوقت عليه بسرعتي، وبعد ذلك، خرجت معه في رحلة أخرى، فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، ونسيت ما حملته، وأصبحت تحمل اللحم [وتتعب]. فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا في هذه الحالة؟ فقال: ستفعلين ذلك، فسابقته وتفوقت عليه، فابتسم وقال: هذا هو السبق الذي تحدثت عنه.” حديث صحيح رواه الألباني ووضعه في كتاب آداب الزفاف .

شرح الحديث

في الحديث يظهر تلطف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجته عائشة، ويظهر حسن العشرة بينهما، وأنهما كانا يتنافسان ويتسابقان في الطريق عندما خرجت معه في إحدى رحلاته، وأنها سبقته في المرة الأولى، وعندما خرجت معه مرة أخرى في رحلاتهما تسابقا مرة أخرى، وسبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرها بأنه سبقها مثلما سبقته في المرة السابقة، وأنهما الآن متعادلان، وهذا الموقف يظهر مرح العشرة بين رسول الله وعائشة، ويظهر أيضا جمال كلامه وطبعه .

حب وعدل رسول الله لزوجاته

روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: `من كان له امرأتان ويميل لإحداهما على الأخرى، فسيكون في الآخرة من الشقاء`. هذا الحديث صحيح، ورواه الألباني في صحيح النسائي، وأخرجه أيضًا أبو داود والترمذي .

شرح الحديث

في هذا الحديث ينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدم العدل بين الزوجات إذا تزوج الرجل أكثرة من امرأة ، ويقصد عدم العدل في كافة الأمور من المحبة ، والود ، والواجبات ، وما إلى ذلك ، وذكر أن من لم يعدل بين زوجاته يأتي يوم القيامة ، وهو غير مستوي الطريفين جراء عدم عدله بينهن في الدنيا ؛ فيكون عقابه من جنس عمله .

رفق رسول الله بزوجاته

عن ميمونة بن الحارث زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : ” كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يضعُ رأسَهُ في حِجرِ إحدانا ، فَيتلو القُرآنَ وَهيَ حائضٌ ، وتقومُ إِحدانا بالخُمرةِ إلى المسجِدِ ، فتبسُطُها ، وَهيَ حائضٌ ” . حديث حسن صحيح حدثه الألباني ، وورد في صحيح النسائي .

شرح الحديث

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته بكل لطف ورغم عندما يصيبهن شيء. كان يضع رأسه في حجر زوجته ويتلو القرآن الكريم. يدل الحديث على عدم وجود نجاسة للمرأة أثناء فترة الحيض، وأن حيض زوجاته لم يمنعه من قراءة القرآن بقربهن. يظهر الحديث أيضا جمال عشرة الرسول لزوجاته ورعايته لهن واهتمامه بأوضاعهن المتغيرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى