مواعظ ودروس تربوية للصحابي معاذ بن جبل
معاذ بن جبل، الصحابي الجليل، كان من قبيلة الأنصار ويعد واحدا من أشهر أئمة الفقه. شارك في غزوة بدر وكان من بين الصحابة الذين كانوا يميزون بين الحلال والحرام، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم “إنه أعلم أمتي بالحلال والحرام
معاذ بن جبل معروف بالعدل والزهد في الحياة والفتن، ودفن في الأردن، وترك الكثير من الحكم والمواعظ والدروس التربوية المهمة التي أثرت في أجيال، ونقدم بعضا منها
أفضل مواعظ الصحابي معاذ بن جبل
– حضه على طلب العلم: ذكر أبو نعيم في الحلية أن معاذ بن جبل قال
” تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ ، فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ لِلَّهِ خَشْيَةٌ ، وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ ، وَمُذَاكَرَتَهُ تَسْبِيحٌ ، وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ ، وَتَعْلِيمَهُ لِمَنْ لا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ ، وَبَذْلَهُ لأَهْلِهِ قُرْبَةٌ ، لأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ ، وَمَنَارُ سَبِيلِ الْجَنَّةِ ، وَالأُنْسُ فِي الْوَحْدَةِ ، وَالْمُحَدِّثُ فِي الْخَلْوَةِ ، وَالصَّاحِبُ فِي الْعُزْلَةِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ، وَالسِّلاحُ عَلَى الأَعْدَاءِ ، وَالزَّيْنُ عِنْدَ الأَخِلَّاءِ ، وَالْقَرِيبُ عِنْدَ الْغُرَبَاءِ ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَامًا فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ قَادَةً ، وَهُدَاةً يُهْتَدَى بِهِمْ ، وَأَئِمَّةً فِي الْخَيْرِ تُقْتَصُّ آثَارُهُمْ ، وَتُرْمَقُ أَعْمَالُهُمْ ، وَيُقْتَدَى بِفِعَالِهِمْ ، وَيُنْتَهَى إِلَى رَأْيِهِمْ ، تَرْغَبُ الْمَلائِكَةُ فِي خِلَّتِهِمْ ، وَبِأَجْنِحَتِهَا تَمْسَحُهُمْ ، وَفِي صَلاتِهَا تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ ، حَتَّى حِيتَانِ الْبَحْرِ وَهَوَامِّهِ ، وَسِبَاعِ الْبَرِّ وَأَنْعَامِهِ ، وَالسَّمَاءِ وَنُجُومِهَا ، لأَنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنَ الْعَمَى ، وَنُورُ الأَبْصَارِ مِنَ الظُّلَمِ ، وَقُوَّةُ الأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ ، يَبْلُغُ بِالْعَبْدِ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ ، وَمَجَالِسَ الْمُلُوكِ ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَالْفِكْرَةُ فِيهِ تُعْدَلُ بِالصِّيَامِ ، وَمُدَارَسَتُهُ بِالْقِيَامِ ، وَبِهِ يُطَاعُ وَيُعْبَدُ ، وَبِهِ يُعْمَلُ وَيُحْفَدُ ، وَبِهِ يُتَوَرَّعُ وَيُؤْجَرُ ، وَبِهِ تُوصَلُ الأَرْحَامُ ، وَيُعْرَفُ الْحَلالُ مِنَ الْحَرَامِ ، إِمَامُ الْعَمَلِ وَالْعَمَلُ ، قَالَ : تَابِعُهُ ، يُلْهَمُهُ السُّعَدَاءُ ، وَيُحْرَمُهُ الأَشْقِيَاءُ
– قرن العلم بالعمل: قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: `تعلموا ما تشاؤون، فلن يؤجركم الله بالمعرفة حتى تعملوا
– التحذير من اليأس والبدع: قال أبو إدريس الخولاني إن معاذ بن جبل قال: إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والعبد والحر، فيوشك قائلا أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن، فما هم بمتبعي، حتى يبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم من زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق. قلت لمعاذ: ما يدريني، رحمك الله، أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق. قال: بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال لها: ما هذه ولا يثنينك ذلك عنه، فإنه لعله يراجع ويتلقى الحق إذا سمعه، فإن على الحق نورا
– حضه على التوبة: عندما توفي أبو عبيدة بسبب الطاعون في عمواس وتولى معاذ بن جبل خلافته ليصلي مع الناس ويقود الجيش، وقف معاذ بن جبل وقال: يا أيها الناس، توبوا إلى الله من ذنوبكم. فإن أي عبد يتوب إلى الله تعالى من ذنبه، فإن الله متعه بالمغفرة. ومن كان عليه دين فليسدده، فإن العبد مسؤول عن دينه. ومن منكم يصبح مهاجرا، فليصلح علاقته بأخيه المهاجر، ولا يجوز للمسلم ترك أخيه أكثر من ثلاثة أيام. يا مسلمون، لقد فقدتم رجلا لا أزعم أني رأيت أحدا أكثر تقوى ولا أكثر وفاء للعامة ولا أكثر نصيحة منه. فترحموا عليه وصلوا عليه