مواضع فتح همزة أن
حرف إن هو أحد الحروف الناسخة، ويمكن أن تكون همزة أن مفتوحة أو مكسورة، فما يحدد فتح الهمزة أو كسرها القاعدة التي تقول :إذا أمكن أن يُصاغ من إنّ واسمها وخبرها مصدرًا صريحًا يكون مرفوعا أو منصوبا أو مجرورً، فإنها تفتح، أما إذا لم تصاغ هي واسمها وخبرها إلى مصدر، فتكون همزتها مكسور، وسنذكر فيما يلي مواضع فتح همزة أن .
فتح همزة أن
– يجب فتح همزة “أن” في بعض المواضع؛ فإذا كان بإمكاننا تفسير همزة “أن” ودمجها مع الاسم والخبر في المصدر، فيجب فتح الهمزة، ومن بين المواضع التي يجب فيها فتح الهمزة ما يلي:
الموضع الأول لفتح أن
أن تقع في محل رفع فاعل، مثل: سعدت أنك بار بأهلك، بمعنى سعدت ببرك بهم.
الموضع الثاني لفتح أن
أن تقع في موقع النائب عن الفاعل، مثل: (علم بصحة الخبر، علم بأنك تمت مكافأتك)، أو كما ورد في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن).. الآية 1 من سورة الجن، بمعنى أي أوحي إلي أنه استمع نفر.
الموضع الثالث لفتح أن
أن تقع في موقع المفعول به، مثل: (سمعت أنك فزت بالجائزة، علمت أنك عدت من السفر، أو كما جاء في قول الله عز وجل: (وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُم أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ).. الآية 81 من سورة الأنعام، وأيضًا في قوله بسم الله الرحمن الرحيم (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا).. الآية 30 من سورة الأنبياء.
الموضع الرابع لفتح أن
أن تقع في موقع المبتدأ، مثل: يُقال عنه: `عندي أنك فاضل، من شدة حيائه أنه لم يرفع عينه`، ويقول الله تعالى: `وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً`، وذلك في الآية 39 من سورة فصلت.
الموضع الخامس لفتح أن
أن تقع بعد لو، أو لولا، مثل: بسم الله الرحمن الرحيم ( فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمٍ يُبْعَثُونَ).. الآية 143 من سورة الصافات، وقوله تعالى (فَلَو أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ)..الآية 102 من سورة الشعراء، وقوله تعالى (لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ المُتَّقِينَ)..الآية 57 من سورة الزمر.
الموضع السادس لفتح أن
أن تقع خبرًا عن اسم معنى غير قول، مثل: أعتقد أنك صادق، وأعتقد أيضًا أن هناك شيئًا آخر بخلاف قولك `أنت صادق`.
الموضع السابع لفتح أن
أن تقع مجرورة بحرف جر مذكور أو مقدر، مثل قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ).. الآية 6 من سورة الحج، وقوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُم كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ) ..الآية 112 من سورة آل عمران، وقوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا إِنَّمَا البَيْعَ مِثْلُ الرِّبَا).. الآية 275 من سورة البقرة.
ومثل: (لأنه قيل، بناء على ما قيل)، (وذهب إلى أن)، (ويرجع الأمر إلى أن) وهكذا
ومثلما قال تعالى في سورة الجن، الآية 18: (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا)، أي أن المساجد مخصصة لله، فتم حذف حرف الجر تقديرا.
الموضع الثامن لفتح أن
إحدى مواضع فتح الهمزة هي الموضع الذي تقع فيه الكلمة المجرورة بالإضافة، مثل قوله تعالى في الآية 23 من سورة الذاريات “إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُم تَنطِقُونَ”، أي مثل نطقكم.
الموضع التاسع لفتح أن
أن ترد بعد فعل قلبي وليس في خبرها اللام، مثل قوله تعالى(أَلَم يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) .. الآية 63 من سورة التوبة، وقوله تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمتُم مِن شَيْءٍ).. الآية 41 من سورة الأنفال، وقوله تعالى(وَظَنَّ أَنَّهُ الفِرَاقُ).. الآية 28 من سورة القيامة، وقوله تعالى( يَحسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ)..الآية 3 من سورة الهمزة.
الموضع العاشر لفتح أن
يمكن أن يكون الجمل المعطوف على شيء من الأشياء التي تم ذكرها أو بديل عنها، مثلما في الآية الكريمة التي يقول فيها الله تعالى (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)، حيث يتم الانتقال من المفعول (نعمتي) إلى ما يتم العطف عليه.
مثلقوله تعالى في سورة الأنفال الآية 7: `وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ`، فيمكن استخدام المفعول به الثاني بدلاً من `إحدى`.
ومثلما قال ابن مالك: عندما يقول شاعر: `وهمز إن افتح لسد مصدر .. مسدها وفي سوى ذاك اكسر`، فهو يعني إذا كان بإمكاننا تحديد مصدر الهمزة والتعامل معه، فيجب فتحه، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فعلينا كسر الهمزة.