تربية الحيواناتحيوانات

مهنة الرعي واهميتها في سلطنة عمان

مهنة الرعي

لقد اتجه الإنسان نحو العمل وكسب المال الحلال، ومن المؤكد أن مهنة الرعي تعتبر واحدة من أهم أنواع الرزق الحلال. فقد قام بها عدد كبير من الرسل والأنبياء، وقد أشادت القرآن الكريم والسنة النبوية بالعديد من المهن الشرعية، بما فيها الرعي، وذلك لأنها لا تؤذي الإنسان ولا تتعارض مع العقيدة الإسلامية السمحة. قال تعالى: كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى (54) سورة ط .

وقال أيضا (وما تلك بيمينك يا موسى)، قال هي عصاي التي أتكأ عليها وأهش بها على غنمي ولدي بها أهدافا أخرى. ومن بينها قول الله تبارك وتعالى في سورة الأعلى (سبح اسم ربك الأعلى، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي أخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى) سورة الأعلى. يعتبر رعي الأغنام مهنة تسبب العديد من المهن الأخرى مثل صناعة الألبان والجلود واللحوم. تختلف طرق الرعي تبعا للمناطق والحضارات، وتختلف ممارسة الرعي في الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية عن الحضارات القديمة في عمان، على سبيل المثال.

مهنة الرعي وأهميتها في سلطنة عمان

منذ الأزل، لم تتوقف مهنة الرعي ومرافقة الحيوانات المختلفة للإنسان، سواء في المجتمعات الريفية أو البدوية. وحتى الآن، يستمر الإنسان في مزاولة مهنة الرعي بسبب أهميتها الاقتصادية الكبيرة، على الرغم من التغيرات البيئية المتسارعة، والتصحر الواضح، واستصلاح الأراضي للبناء، وتوسع المدن على حساب الأراضي الزراعية، والانتقال إلى الوظائف الحكومية التي يرونها بعض الناس أفضل من شقاء الرعي. وبغض النظر عن هذه الأسباب، فإن مهنة الرعي ستظل محتفظة بأهميتها، نظرا لأنها كانت مهنة لمعظم الأنبياء والرسل، واختلفت أشكالها وأهمية الحيوانات التي ترعى فيها .

تتوارث العائلات المحبة للرعي هذه التقاليد منذ زمن بعيد، وتستمر حتى الآن، وتعتبر فن التعويب واحدة من هذه التقاليد والتي يقوم بها النساء في سلطنة عمان خلال فترة الرعي. يتم فيها إنشاء كلمات جديدة بطريقة ترفيهية للتسلية والترويح عن النفس. يختلف أسلوب الرعي بحسب المحافظات في سلطنة عمان، ويعتبر هذا الفن مصدر دخل هام للبدو الموجودين في سلطنة عمان .

السن المناسب لممارسة مهنة الرعي

تعتمد مهنة الرعي على المعلومات والتقاليد المتوارثة من جيل إلى جيل في هذا العمل ، الطبيعة وفصول السنة الثمانية موجودة دائمًا ، ربما لا توجد مهنة أخرى لها ، مثل هذه الصلة الوثيقة بالطبيعة ، تعد الطبيعة النقية مهمة جدا لاستمرارية عمل الرعي ، ويمكن لكل من النساء والرجال أن يكونوا رعاة، من الواضح أن استعداد الصغار لمواصلة الرعي هو العنصر الأساسي للاستمرارية ، النبأ السار هو أن هناك شبابا مهتمين بأن يصبحوا رعاة ، ولكن توجد مشاكل في الاستمرارية ، بسبب المشاكل المستمرة مع الحيوانات المفترسة الكبيرة .

عمليا، يلعب كل فرد من الأطفال إلى الجد دورا هاما. يتعرف الأطفال على الرعي منذ الصغر، ويشارك كبار السن في أعمال الرعي طالما أنهم قادرون على ذلك. يعمل الجميع معا ويعتنون ببعضهم البعض، ويساهم الرعي في بناء جسور بين الأجيال. يعتمد دخل رعاة الرنة بشكل أساسي على بيع اللحوم والمنتجات الأخرى. ويتمتع رعاة الرنة التقليديين بمهارات متنوعة ونشاط، ومن المعتاد أن يكون لديهم مصادر دخل متنوعة. على سبيل المثال، يقدمون خدمات سياحية ويبيعون الحرف اليدوية للحصول على دخل إضافي مهم. بالإضافة إلى ذلك، يعمل العديد من رعاة الرنة بدوام جزئي في أعمال تجارية أخرى ذات صلة بالرعي، مثل السياحة أو تجهيز اللحوم .

أنواع الرعي

تختلف مهنة الرعي عن باقي المهن الأخرى في شكلها من بلد إلى بلد، ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى، لذلك سنذكر بعض أنواع الرعي:

  • الرعي البدوي : يعتبر الرعي البدوي أعرق أنواع الرعي وأقدمها ، حيث يقوم الرعاة من البدو بالتجول مع عائلتهم من مكان لأخر ، ولا يستقرون في منزل واحد ، فهم يسيرون بحثا عن الأماكن التي يكثر فيها طعام المواشي الخاصة بهم ، ويستقروا به لفترة محددة ثم ينتقلون إلى مكان آخر ، ويتحدد ذلك تبعا لاختلاف مواسم زراعة المحاصيل ، كما أنهم يقومون بجانب الرعي بزراعة بعض المحاصيل البسيطة ليتغذى عليها أفراد الأسرة ، ولا يقتصرون على تربية حيواناتهم فقط ، بل قد يقوموا بتربية حيوانات لأشخاص أخرين مقابل أجر .
  • الرعي شبه البدوي: يقوم الرعي شبه البدوي أيضا على الترحال والتنقل من مكان لأخر ، ولكن تكون فترات إقامتهم أطول قليلا من البدو فقد يستقرون حول أرض محددة يتوافر بها الغذاء لحيواناتهم عدة شهور ، ولكن كان من الصعب على البدو شبه الرحل المحافظة على نمط الحياة هذه في وقتنا الحالي ، بعد أن قامت الدولة بتقسيم حدود الأراضي وملكيتها ، وبعد ظهور الصناعات الأخرى ، مثل التعدين ، والأخشاب ، وغيرها .
  • الترحال : يتبع الرعاة في هذا النوع نمطًا رحبًا يعتمد على الهجرة الموسمية، ففي فصل الصيف ينتقلون إلى أماكن مرتفعة وباردة، ويبحثون في الشتاء عن الأماكن الدافئة المنخفضة، ولدى كل منهم موطنين محددين ينتقلون بينهما خلال المواسم .
  • الرعي الحديث: يعتمد الرعي في العصر الحديث على نمط معين يسمى بالمرابع ، حيث يكون في صورة مزارع كبيرة تضم إعداد كبيرة من الماشية ، والأغنام ، والخراف ، والماعز ، بالإضافة إلى ذلك يقوم المزارع بتربية الدواجن بجانبها ، فلا يعتمد المربي في هذا النوع على الترحال ، بل يستقر في مكان ما ، ويقوم بتأسيس مزرعة خاصة به ، ومن ثم يقوم بجلب الغذاء إلى المزرعة .

الرعي الجائر

يشير هذا إلى الرعي غير المنظم الذي يستنزف موارد الأرض بشكل كامل، والذي قد يؤدي إلى تدميرها وموت المحاصيل المزروعة فيها، بسبب عدم الاهتمام بدراسة الأعداء التي يتم رعيها في مساحة معينة من الأرض، ومدى قدرة التربة على تحمل هذا الضغط، وتترتب على ذلك آثار كثيرة

  • قد يؤدي الرعي الجائر إلى تدهور جميع الأراضي المخصصة للرعي في منطقة ما، مما يمنع الرعاة من تغذية حيواناتهم، ويؤدي ذلك إلى تقليل الثروة الحيوانية في هذه المنطقة .
  • يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث خلل في النظام البيئي وانتشار ظاهرة التصحر .
  • يحدث صراع بين الفلاحين والرعاة بسبب الرعي على أراضيهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى