مهرجان “Cascamorras” السنوي في اسبانيا
سيحتفل آلاف المواطنين والزوار في مدينة بازا الإسبانية ابتداء من يوم 6 أغسطس بمهرجانهم السنوي كاسكاموراس (Cascamorras). ويعتبر هذا المهرجان له تاريخ طويل في إسبانيا وشهرة عالمية. تعود أسطورة المهرجان إلى العصور الوسطى، حيث تروي أن هذا المهرجان نشأ بسبب خلاف كبير بين مدينتي بازا وباثا ومدينة غواديكس في مقاطعة غرناطة بسبب التنافس على تمثال عذراء الرحم.
أسطورة المهرجان يعود مهرجان كاسكاموراس الشعبي إلى سنة 1490م ، بعدما بنى الدون لويس دي اكونا هيريرا كنيسة الرحمة في مدينة بازا في مقاطعة غرناطة.
تختلف الآراء في تفسير أصل الاحتفال بمهرجان كاسكاموراس ولا يوجد لها وجه شبه، لكن الأسطورة الشهيرة تقول أنه في سنة 1151م ، و عند قدوم جيوش الموحدين إلى بلاد الأندلس و بالضبط إلى غرناطة، تم تحطيم عدد كبير من التماثيل و الأصنام، و من بين التماثيل التي تم تحطيمها تمثال عذراء الرحمة .
بعد ثلاثة عقود من الواقعة كما تقول الأسطورة، جاء أحد الفرسان الذين كانوا يرافقون فرناندو الكاثوليكي (Fernando le Catholique) ، و يدعى دون لويس أكونا هيريرا (Don Luis de Acuña Herrera) الذي أراد أن يبني كنسية الرحمة (Grâce). و أثناء أعمال البناء التي بدأت سنة 1490، سمع أحد العمال المسمى خوان بدرنال (Juan Pedernal) فجأة صراخا غريبا قادما من الأرض، و يقول حسب الأسطورة : آي الرحمة. و عند الحفر تم إيجاد تمثال عذراء الرحمة، حسب تعبيرهم.
انتماء عامل البناء إلى مدينة غواديكس ، جعله يطلب من السلطات أن تكون حقوق الملكية لمدينة غواديكس، لكن السلطات حكمت لصالح مدينة بازا التي تم العثور فيها على التمثال بحق الاحتفاظ به. ذلك ما لم يستسغه العامل خاصة و أن مدينة غواديكس هي التي كان يتم فيها الاحتفال بالمناسبات الدينية فقط.
اضطر العامل بعد ذلك لاستدعاء صديق له لاستعادة تمثال عذراء الرحمة المسمى كاسكاموراس (Cascamorras).
تدور الأسطورة حول صراع بين مدينتي غواديكس وبازا للحصول على تمثال بازا. وفيما كان التمثال في مدينة بازا، أرسل رجل من مدينة غواديكس يدعى كاسكاموراس ليقوم بسرقة التمثال. كانت مهمته تتطلب أن يحافظ على نظافته أثناء نقله لتمثال بازا، ولكن يقظة سكان بازا أفشلت مخططه بتلطيخه بالشحوم وكل ما وجدوه أمامه.
وحسب ما ترويه الأسطورة، قد حققت بازا في النهاية فوزا في الحصول على التمثال. لذا، يحتفل سكان مدينة بازا سنويا بالاحتفاظ بهذا التمثال، وذلك عن طريق تلطيخ أجسادهم بزيت أسود اللون. يبدأ المهرجان بوصول شخص يرتدي زي البهلواني من مدينة غواديكس إلى مدينة بازا لسرقة تمثال عذراء الرحمة، في حين يقوم بقية المحتفلين بمنعه من الوصول إليه وذلك عن طريق تلطيخ أجسادهم بالشحوم المتمثلة في الزيت الأسود وطرده من المدينة.
طقوس الاحتفالتتم طقوس هذا المهرجان بغطس أجساد المحتفلين في براميل مليئة بالشحم كما اعتادوا للاحتفال.
في كل سنة، يتم عرض تمثال الشاب كاسكاموراس في منتصف أغسطس في مسرح ميرا في غواديكس (théâtre Mira de Amescua) ، و في تاريخ 6 من سبتمبر كحد أقصى يتم نقل التمثال من غواديكس إلى بازا و هي الطريق التي سلكها الشاب لسرقة التمثال. تمثال كاسكاموراس عبارة عن تمثال للشاب يحمل علما كبيرا و برفقته مرافقين آخرين .
في السادس من سبتمبر، في تمام الساعة السادسة مساء، يصل الشاب الذي يجسد شخصية كاسكاموراس إلى حي الأروديس (Arrodeas)، حيث ينتظره الآلاف من سكان بازا لتلطيخه بالزيت الأسود أو الصبغة السوداء حتى لا يتمكن من سرقة تمثال عذراء الرحمة. يستمر في سيره نحو ساحة الإيراس (Plaza de la Eras)، حاملا علما ويتحرك به أمام حشود المحتفلين. بعد ذلك، ينتقل مع السكان إلى ساحة مايور (Plaza Mayor) للاحتفال. ثم يلقي خطابا قبل أن يدخل إلى خلية مغلقة. في اليوم التالي، يتجول في شوارع المدينة بحثا عن تبرعات من سكان المدينة.
في الثامنة من صباح 8 سبتمبر، تبدأ الاحتفالات بتمثال عذراء الرحمة، ويشارك سكان بازا وغواديكس في الاحتفال على حد سواء. في النهاية، في 9 سبتمبر، يعود الشاب الذي يجسد كاسكاموراس إلى غواديكس ويتلطخ بالزيوت السوداء على طول طريقه العودة. تتجه الحشود من محطة القطار إلى كنيسة سان ميجال (San Miguel)، مرورا بقصر الأسقفية (épiscopal) ومقاطعة غرناطة، لتقديم التحية للسلطات الدينية والمدنية.
على الرغم من أن التخلص من آثار الشحوم يعد مهمة صعبة، إلا أنهم لا يفوتون فرصة اللعب والمرح التي تسود المدينة خلال الاحتفالات، وينسون تبعات ذلك.
تذكر أن مدينة بازا، أو باثا كما ينطقها بعض الناس، تنتمي إلى بلدية بازا ومقاطعة غرناطة. وتقع في منطقة أندلوسيا في جنوب إسبانيا. تبلغ مساحة المدينة حوالي 545 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 22,092 نسمة.