مهرجان الحريد تراث شعبي لأهالي جزر الفرسان
يحتفل أهالي جزر فارس الفرسانيون بمهرجان الحريد، وهو احتفال تقليدي يتم الاحتفال به على مدار السنوات لصيد سمك الحريد، والذي يعرف أيضا باسم بغاء البحر. يتجمع الجميع من الكبار والصغار في وقت واحد من كل عام للاحتفال بصيد أكبر عدد من أسماك الحريد، وهذا المهرجان يعد تراثا قديما لا تختلف مراسمه عبر العصور، ولا تتغير مشاعر الأطفال والشباب والكبار الذين يحتفلون به، حيث يشعرون جميعا بالفرحة العارمة والسعادة الكبيرة بأداء مراسم الاحتفال والرقصات الفرسانية التي تعد جزءا من تراثهم .
سمكة الحريد هي نوع من أسماك الببغاء التي تعيش في الشعاب المرجانية في المحيطات الحارة أو شبه الحارة، وتتميز هذه السمكة بشكلها الغريب حيث لديها أسنان أمامية مرتبة توجد في مقدمة الفم، مما يشبه منقار الببغاء. ومن المعروف أن هذا النوع من الأسماك يعيش في المياه الدافئة بين الشعاب المرجانية داخل المحيطات والبحار.
ما هو مهرجان الحريد ؟
مهرجان الحريد هو من المهرجانات السنوية الخاصة بمنطقة جزر الفرسان الواقعة في أرخبيل والتابعة لمنطقة جازان بالسعودية، ويبدأ بتجمع أسماك الحريد والمعروفة بسمك ببغاء البحر، الذي يتميز بشكلة الخارجي ذو الألوان المتنوعة والتي تشبه الببغاء حيث يعيش هذا النوع من الأسماك في مناطق الحيد البحري، وفي ساحل حصيص يتجمع مجموعات كثيرة جدا من سمك الحريد حيث يصل عدد المجموعة الواحدة إلى ألف سمكة ويجتمع أهل جزر الفرسان إلى المناطق المرتفعة في هذه المنطقة لرؤية مجموعات الحريد وهي تحت المياة ومن ثم يبدأ الصيادون في عملية الصيد والنزول إلى البحر بالشباك لصيد السمك به .
الوقت والزمان لمهرجان الحريد
عادة، يبدأ مهرجان الحريد في نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل من كل عام، ويحتفل به مرة واحدة في السنة. وفي اليوم الخامس عشر من الشهر القمري، يلاحظ سكان جزر الفرسان رائحة محددة تشير إلى اقتراب وصول سمك الحريد إلى هذه المنطقة. ووفقا للتفسير العلمي، تعني هذه الرائحة وقت إطلاق بيض الشعاب المرجانية مرة واحدة في السنة. يبدأ المهرجان قبل صلاة الفجر على ساحل حريد، حيث يقوم صيادون محترفون، المعروفون باسم “سواد”، بتجميع مجموعات من الحريد. يتم اختيار هؤلاء الصيادين بعناية للمشاركة في عملية الصيد، بينما يظل البقية على الشاطئ مستعدين لبدء المهرجان .
فعاليات المهرجان
عندما يتم رمي الشباك في البحر، يتم جمع الأسماك داخلها، وتجمع أكبر عدد من الأسماك في كل شبكة. يطلب كبير الصيادين من الشباب والأطفال جمع شجيرات تسمى الكسب والتي تنتشر في هذا المكان. ثم ينزل الجميع إلى الشاطئ الرملي لانتظار انتهاء مرحلة التجميع. وفي هذه اللحظة، يتركز اهتمام الجميع على البحر، وخاصة على كبير الصيادين، حيث ينتظرون اللحظة الحاسمة من بدء الماراثون. يبدأ الماراثون بنداء كبير الصيادين للشباب والأطفال بقوله “الضويني”، أي “هجموا.” ومن هنا، ينطلق الشباب والأطفال من الكبار والصغار إلى البحر لجمع أكبر عدد من الحريد داخل القفص. وتختلف الكمية المجموعة من شخص لآخر، ويفوز في الماراثون من يحصل على أكبر كمية من أسماك الحريد.
كما تتوع فعاليات هذا المهرجان أيضا فليس على حسب جمع أكبر الأسماك فقط بل إن هناك فعاليات للطيران الشراعي وأيضا القيام بالرقصات الفرسانية القديمة والشعبية، وفي القدم كان يحتفل بهذا المهرجان العرائس اللائي تزوجن خلال العام حيث تلبس كل عروس فستان زفافها وتكتمل زينتها للاحتفال بها في بيتها مع زيارة النساء والأطفال لها وتقديم التهنئة .