الخليج العربي

مهرجان الحارة المكية .. رحلة عبر الزمن

لا شك أن المهرجانات الثقافية تلعب دورا هاما في نشر الثقافة وتعريف الناس بالتراث في مختلف البلدان، وهي أيضا عوامل جذب سياحي إذا تلقت الاهتمام اللازم. وتهتم المملكة العربية السعودية بتنظيم مهرجانات مختلفة بشكل دوري، وأشهرها مهرجان الجنادرية التراثي الذي يقام في العاصمة الرياض منذ عام 1405 هـ. تشمل قائمة المهرجانات السعودية أيضا مهرجان جدة التاريخي، ومهرجان أضواء المدينة، ومهرجان قرية رجال ألمع، ومهرجان الحارة المكية، وهذا هو موضوع مقالنا .

شاهد : صحيفة مكة تأسست منذ حوالي 57 عاما

مهرجان الحارة المكية :
هو حدث سنوي اجتماعي وتراثي وثقافي وترفيهي يقام في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وينظمها أمانة مكة المكرمة. تم إنشاء موقع خاص به لمواقف السيارات على طريق مكة – جدة، ويهدف الحدث إلى إبراز تفاصيل الحي القديم في مكة المكرمة الذي كان موجودا قبل حوالي 200 عام، وذلك من خلال المناحي الثقافية والحرفية والفنية والتراثية المختلفة. يستقبل الحدث الآلاف من المواطنين والمعتمرين والزوار لمدة 10 أيام، حيث يتمكنون من الاطلاع على تراث الأرض الأكثر قداسة من خلال الأنشطة الربيعية والفعاليات المسرحية بالإضافة إلى الأسواق الشعبية والفلكلور الغنائي.

البداية :
قبل أكثر من ثلاث سنوات، أعرب مسؤولو أمانة مكة عن رغبتهم في إقامة مهرجان ثقافي ضخم لنقل الحياة في مكة قبل مئتي عام. استعانوا بمؤرخين ومثقفين من كبار السن مثل المهندس مروان فطاني ومحمد العطاس وطارق سندي وصديق واصل لتصميم حارة قديمة تشبه الحياة في تلك الفترة، بما في ذلك الحرف والمهن مثل عامل النحاس والخطاط وبائع الكتب والفران والعطار والنجار والحداد وصانع الأحذية والرسام والنقاش والقماش، بالإضافة إلى بائعي الآيس كريم والسوبيا والبليلة والسمن والتميس، وذلك لنقل صورة حية عن حياة الناس البسطاء في ذلك الوقت. وقد استغرق تنفيذ هذا العمل نحو عامين.

الهدف :
يهدف المهرجان بخلاف الجوانب الترفيهية والسياحية والتسويقية والثقافية والمعرفية له إلى تأصيل العادات الجميلة في المجتمع المكي، والربط بين طابع الحارة قديمًا والحياة الحديثة المعاصرة، بشكل مبهج وشيق للزوار، إلى جانب إبراز الموروث المكي كحسن الضيافة ورحابة الصدر، واحترام الكبير والعطف على الصغير.

فعاليات المهرجان :
يتضمن مهرجان الحارة المكية مجموعة من الفعاليات المتميزة من بينها مرسم للفن التشكيلي للأطفال، بالإضافة لمعرض للفنون التشكيلية للكبار، ومسرح يقدم بعض المجسات والوصلات الشعبية التراثية الحجازية الأصيلة التي يتخللها بعض الرقصات، ومعرض للحرف اليدوية كالمشغولات والمنسوجات والملابس يتم بيعها للجمهور، ومتحف للبيت المكي، وآخر يضم صورًا فوتوغرافية لمكة القديمة، كما وفر القائمون عليه أماكن لجلوس الزوار وبعض المطاعم التي تقدم المأكولات الشعبية.

مشاهد من النسخة الأخيرة للمهرجان :
توجد بائع كتب يقف في زاوية أمام تجمع من الكتب، ويشرح للناس أهمية القراءة والاطلاع. بجانبه، يقف خطاط ينتمي لحارة المكة، ينقش بخط يده بعض الحكم والأمثال المزينة بالزخارف الهندسية والإسلامية. وعلى يساره، يعمل حداد على تلميع الأواني النحاسية. في منتصف البيت، يوجد فتاة تشرح للزوار الأجهزة المستخدمة في المنزل في الماضي، وكيفية حفظ الملابس في صناديق خشبية.

في الرصيف المقابل يقوم فران بخبز الخبز الساخن للزوار، وعلى مقربة منه يوجد قهوجي يقدمالشاي اللذيذ، وفي الزاوية يوجد نجار يدق المسامير، وفنان يعمل على رسم لوحة فنية جميلة.

قالوا عنه :
يروى الدكتور فيصل الشريف، مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمكة، أن المهرجان يبرز كيف ساهمت حكومة المملكة في الحفاظ على الموروثات المكية وعملت في نفس الوقت على التنمية والتطوير العمراني الذي نشهده الآن

مقالات ذات اهمية بمنطقة مكة المكرمة :
” #مكة_لايف ” على سناب شات
أفضل فندق في مكة يطل على الحرم
تختلف أسعار الأراضي في الرياض وجدة والمدينة ومكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى