مهارات فن الانشاء
إن جمال اللغة العربية يكمن دائما في بساطتها كوسيلة للفكر والتعبير والتواصل مع الآخرين، وهذا يعني أنها قادرة على تعلمنا العديد من الإبداعات والمهارات، بالإضافة إلى الحفاظ على تراثنا وهويتنا العربية من الاندثار، وذلك بسبب تعدد صيغها وأساليبها المتعددة في التعبير، بما في ذلك الجمل الإنشائية والتعبيرية، فأصبحت اللغة العربية واحدة من اللغات السامية الأكثر استخداما وانتشارا في العالم
يعود انتشار اللغة العربية إلى أنها تحدث بها ملايين الأشخاص في الوطن العربي، مما جعلها تحتل المرتبة الرابعة من بين اللغات الأكثر انتشارا في العالم. وتكتسب اللغة العربية أهمية قصوى لدى المسلمين، حيث تعتبر لغة مقدسة ولغة القرآن الكريم والأنبياء. إنها اللغة المستخدمة في الصلاة وتشكل أساسا في أداء العديد من العبادات والشعائر الإسلامية. تتميز اللغة العربية بسهولتها، مما جعلها تتصدر في مجال الشعر والأدب والفن. زادت مكانة اللغة العربية بعد انتشار الإسلام في الدول وظهوره المباشر، حيث أثر الإسلام بشكل واضح وغير مباشر على العديد من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل اللغة التركية والفارسية
مهارات اللغة العربية
اللغة العربية تتكون من أربعة أقسام: الاستماع والقراءة والكتابة والتحدث. ومن بعد مهارة القراءة ومهارة الكتابة تأتي مهارة الإنشاء. وتعتبر مهارة الكتابة عملية مكونة من شقين، واحد منهما آلي والآخر عقلي. يعني ذلك أننا نستخدم الكتابة بالأيدي ونقرأ بالعقل ونفهم ونمتلك معرفة جيدة بالنحو والمفردات واستخدام اللغة
معنى الإنشاء
أحد أهم مميزات اللغة العربية هو قدرتها على الإبداع واستخدام الحروف بشكل مهاري في الكتابة، حيث يتعلق ذلك بصناعة النصوص من خلال تأليف الكلمات وتنظيم المعاني في الخطابات والمقالات والتسامح والإفراج والمطالبات والملاحظات والتعهدات والأيمان وأمثالها، ويشمل ذلك أيضا كتابة الأحكام وتصريف الأفعال واختيار المفعول به، إنها بشكل أساسي عملية لغوية دقيقة في الكتابة، ويمكن تعريفها على أنها القدرة على السيطرة على اللغة كوسيلة للتفكير والتعبير والتواصل.
اللغة وسيلة تعبير
في بداية أي تجربة إنشائية ” كتابية”، لديك عدة عناصر عليك الالتزام بأهمية توافرهما في العملية الإنشائية مثل إدراك نوعية الموضوع وحدوده وتمييز ما هو مناسب أو غير مناسب له، فيما بعد هذه الخطوة علينا الاهتمام بمهارات التحرير العربي في التعبير الكتابي، والحفاظ على الأسلوب صرفيًا ونحويًا، مع مراعاة المعنى والحقائق والمعلومات بدون أي تغيير فيهما إطلاقا، مما يساعدنا ذلك في تكامل المعاني ويؤهلنا للوصول لجمال المبنى والمعنى.
أنواع الإنشاء
الإنشاء له عدة مهارات تعتمد على قدرات الفرد أولاً في الإبداع واختيار الحروف وتوظيفها بشكل منمق والإنشاء القصصي هو سرد قصة حقيقية خيالية، ويكون ترتيب الأحداث زمنيًا في العادة ويغلب هنا استعمال الفعل الماضي وقوعًا حقيقيًا وافتراضيًا، ويأتي بعد ذلك الإنشاء الوصفي الذي يقوم الفرد فيه بوصف الحاضر والماضي والمستقبل، وتكون الوقائع حقيقية في العادة ولكن من الممكن أن يكون الإنشاء خياليًا أيضًا ليعطيَ للقارئ متعة ، وأما صيغة الفعل فتتناسب مع زمن الإنشاء الوصفي.
وإن وصف ما هو قائم ومحسوس، ويأتي بعد ذلك دور الإنشاء العرضي هو عرض فكرة ما من خلال التعريف والتحليل والمقارنة، ويليه نوع آخر من الإنشاء وهو الإنشاء الجدلي وهو فكرة خلافية، وهنا يعتمد القارئ على إقناع الكاتب له حتي لو بأمر غير صحيح وبطريقة عاطفية أو علمية أو يدمج الطريقتين معًا، وبعد ذلك استخدام الإنشاء التخليصي وهو طلب القراءة من نص ما وتخليصه لإبراز الأفكار الرئيسة وطلب فعل ذلك في حدود كمية معينة كطلب اختصار الأصل إلى الثلث والربع أو كتابة في حدود عدد معين من الكلمات.
كيفية تدريس الانشاء
- أولاً: يبدأ الأمر بتعلم مهارة تركيب الجملة
- ثانيًا: يجب أن نفهم كيف يتم تفسير الجملة بشكل واضح .
- ثالثاً: يجب عدم حذف أي شيء يفيد المعنى من الجملة التي يكتبها الطالب.
- رابعًا: الالتزام بالدقة في استعمال أدوات الربط.
- خامسًا: الاهتمام بنظام الجملة داخل الفقرة.
- سادسًا: علينا الالتزام بوضوح الجملة.
- ثامنًا: علينا التنوع في نظام الكلمة.
- تاسعًا: الاهتمام بالتنظيم داخل الجملة و الفقرة.
أهداف تعلم الإنشاء
يساعدنا تعلم الكتابة على عدة جوانب؛ منها القدرة على توضيح الأفكار باستخدام الكلمات المناسبة والأسلوب الصحيح، وفهم وتنسيق عناصر الفكرة بطريقة تجعلها جميلة وقوية في تأثيرها على القارئ. كما يمكن للفرد أن يعبر عن وجهة نظره للآخرين ويوضحها بواسطة الكتابة، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للطلاب تعلم القدرة على تنسيق الأفكار وبناءها بشكل منطقي في جمل مترابطة، واستخدام كلمات صحيحة وتراكيب لغوية سليمة.
خطوات الإنشاء
في البداية علينا أن نتعرف على كيفية اختيار المدرس موضوعا أو موضوعين للتعبير، ويتم تجهيزهما مسبقا في كراسة التحضير، ثم يدخل المدرس الفصل ويكتب الموضوعين على السبورة ويضع لكل منهما مجموعة من العناصر، ويقوم المدرس بشرح الموضوع محاولا فهم جميع عناصره أو يطلب من بعض التلاميذ القيام بذلك أمام زملائهم. ثم يطلب المدرس من التلاميذ كتابة الموضوع، ويجمع الكراسات من التلاميذ ليقوم بتصحيحها أو تصحيح جزء منها وفقا لمعاييره الشخصية، ثم يبدأ في التفكير في موضوع آخر ليسير على نفس النهج الذي سار عليه في السابق.
استراتيجية تعليم الإنشاء
أول طريقة لتعليم الكتابة بطريقة فعالة هي استخدام المدرسة كمجال للتعبير الكتابي عن الخبرات الشخصية والمشاهدات المختلفة ورواية الوقائع وكتابة التهاني والشكاوى والنقد وتحليل الشخصيات ووصف المباريات. ويمكن أن يتم التدريب على الكتابة تحت الرسوم والصور واللافتات وغيرها، وبعد ذلك يمكن عقد مجالس الفصول التي تحفز على تحرير الخطابات
بالتالي، إن إنشاء مكتبة الفصل يوفر الفرصة لتلخيص القراءات المتنوعة، لأنه يعزز الطلاب بشكل طبيعي للتعبير عن نشاطهم الذاتي وتجاربهم الشخصية. ويجب على المعلم أن يمنحهم الفرصة للتعبير عن الأعمال التي قاموا بها والأمور التي أخبروا عنها، وأن يشجعهم على التعبير عن مشاعرهم الشخصية لتوضيح أفكارهم وتعزيز رغبتهم في الكتابة. يجب أن يتم تعليم التعبير الكتابي تدريجيا، حتى يتقدم الأطفال خطوة بخطوة وفقا لقدراتهم واحتياجاتهم.
يبدأ المدرس بأن يملي عليهم جملاً قصيرة، ويحذف بعض أركانها أو مكملاتها، ويكلفهم كتابة الجمل تامة بعد الإتيان بالكلمات التي تصلح أن تقوم مقام الجزء ومن ثم المحذوف، ويحسن بالمدرس في المبدأ أن يقيدهم باختيار الكلمات المرادة من كلمات يعينها لهم، وفيما بعد يملي الأستاذ على الطلاب جملاً بسيطة، ويطالبهم بوصف بعض أجزائها بالأوصاف المناسبة أو إضافة قيد ظرفي أو جر ومجرور مما يناسب المقام، ويشرح المعلم للطلاب بعد ذلك في تدريب الأطفال على ربط جمل بسيطة بعضها ببعض بالروابط التي يستقيم بها المعنى بحروف جر أو عطف أو غيرها، وبعد ذلك يبدأ المعلم في تدريب الطلاب على التعبير الوصفي بحيث يلقي اسئلة مرتبة ما يمكن الإجابة عنها، بحيث يكتب إجاباتهم على السبورة حتى ينتهي الموضوع، ثم يكلفهم بالكتابة في موضوع مثل الذي يناقش.