مهارات حل النزاعات
ماهو النزاع أو الخلاف
الصراع والنزاع جزء طبيعي من أي علاقة صحية، لأنه يحدث عندما لا يتفق شخصان على كل شيء في أي وقت وتحت أي ظرف من الظروف. لذلك، الفكرة ليست تجنب الخلاف، ولكن تعلم كيفية حل النزاعات بشكل صحيح. تحتوي هذه المقالة على أهم المعلومات لفهم سبب النزاع وحقائق حول الصراع وكيفية مواجهته
يجب أن يتم فهم الخلاف بشكل صحيح، لأن عدم التعامل المناسب معه يمكن أن يتسبب في ضرر كبير للعلاقة. ومع ذلك، إذا تم التعامل معه بموقف إيجابي ومحترم، فإن النزاع يمكن أن يوفر فرصة لتقوية الروابط بين الطرفين. بغض النظر عن أسباب الاختلافات والنزاعات، يمكنك الحفاظ على قوة علاقاتك الشخصية والمهنية وتطويرها من خلال تعلم تقنيات حل النزاعات.
على الرغم من وجود العديد من الجوانب السلبية، إلا أنها إذا كانت تستند إلى أسس وقيم ومبادئ وليس على أسس شخصية، فإنها ستظل تؤدي إلى الحركة والتنمية، حيث أن المجتمع المتنقل هو مجتمع مسلح يحتوي على مجموعتين مختلفتين على الأقل، كما تطلب كل مجموعة من الطرف الآخر اقتراح أنواع مختلفة من المبادئ والقيم، حيث أن هذا يقلب الحالة التقليدية ويدفع المجتمع إلى الأمام.
مفهوم الصراع
يعرف أستاذ العلوم السياسية إدوارد عازار الصراع بأنه احتياجات الإنسان الأساسية مثل الاعتراف بالآخر وقبوله وتقديم المساهمات الاجتماعية والسياسية من أجل الأمن، وغالبًا ما تحدث الأحداث الاجتماعية الطويلة الأمد بين طرفين متضادين والنزاعات.
على سبيل المثال تسبب قرار محكمة العدل الدولية بتمرير عبورها على الأراضي الهندية في جدل، ويرجع ذلك إلى عدم وجود توافق في القانون أو بين طرفين محددين، أو وجود تضارب في المصالح أو دعاوى قانونية بين الطرفين، كما يحددها علماء النفس وعلماء الاجتماع أنه التنافس بين طرفين سواء كان فردًا أو جماعة اجتماعية.
تعريف حل النزاع هو وسيلة لحل المشاكل والخلافات بين الطرفين دون اللجوء إلى المسؤولين، وهذه هي الخطوة الأولى للتوصل إلى توافق في كثير من القضايا، وهي فرصة جيدة.
التفاوض لحل النزاعات
هناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها لحل النزاعات، ومنها:
يشير التفاوض إلى الاتفاق على أن الأطراف المتنازعة يجب أن يتوصلا إلى نتيجة، ويصلوا إلى مصالحهم الخاصة، وهذه هي خطوة جيدة في العديد من أنواع النزاعات.
أسس المفاوضات الناجحة
هناك أسس للمفاوضات الناجحة هي:
- ينبغي التركيز على مصالح الطرفين بدلاً من الالتفات إلى موقف واحد أو التمسك بموقف معين دون النظر إلى مصالح الأطراف الأخرى، وينبغي التفكير في الاحتماليات المختلفة وتجنب إغلاق الأبواب أو الوصول إلى صراعات.
- لا يرضي الحل الوسط الأطراف، ويؤدي مرة أخرى إلى الصراعات وعدم الرضا.
- يُنصح بتقديم خيارات وآراء متعددة قبل التوصل إلى اتفاق نهائي.
- يهدف التركيز على حل المشكلة بالتعاون بين جميع أطراف النزاع دون مهاجمة بعضهم البعض، وعليه يجب لفت انتباه جميع الأطراف إلى هذه الحقيقة لتحقيق النجاح في حل المشكلة وتفادي التصعيد.
- يجب تحديد مقياس عادل لقياس فعالية الحل الذي تم اقتراحه من قبل الأطراف المتنازعة، ويمكن أن يكون هذا القياس قانونًا محددًا أو رأي شخص متمرس.
مهارات تحل بها النزاعات
يتمتع المفاوض الناجح بالعديد من الصفات والمهارات التي تمكّنه من حل النزاعات، مثل:
- يبدأ المفاوض الناجح مفاوضاته بعقل مفتوح يمكنه فهم الطرف الآخر.
- يستمتع بالاستماع إلى حديث الآخرين، حيث يكون مستعدًا للتفاوض.
- إنه يهاجم المشكلة وليس الأفراد.
- ترتيب نقاط التفاوض حسب أهم الأمور.
- يحافظ على هدوئه ولا يدع الغضب يسيطر عليه، كما يحلل الأمور بمنطقية وواقعية.
- يجب الجمع بين اهتماماتنا ومصالح الآخرين في أقصى حد ممكن.
- يعبر بوضوح وسلاسة عن آرائه، ويفكر في حلول مبتكرة، كما يقبل اقتراحات الآخرين.
- يتمثل الإدراك في أن عملية التفاوض قائمة على أساس حقيقة أن العديد من الأشخاص لم يتمكنوا من توضيح الاستراتيجيات والمهارات التي تم استخدامها بوضوح، ويتحمل المسؤولية عن اختيار تلك الاستراتيجيات والأساليب لتحقيق النجاح.
الوساطة لحل النزاع
يتم تعريف الوساطة (بالإنجليزية: يعرف الوساطة (Mediation) بأنها جهود طرف ثالث مستقل عن أطراف النزاع، يتمتع بموقف عادل وشفاف لمساعدة الأطراف المتنازعة على إدارة النزاع أو حله، ولا يعتبر حكما يلزم الطرفين، ما لم يكن هناك لوائح أو قوانين في هذا الصدد.
التحكيم هي طريقة تستخدم في النزاعات الدولية والمؤسسات الاقتصادية، وتحظى بشعبية كبيرة في المجتمعات التقليدية، وهي الطريقة الأكثر تماشياً مع هذه المجتمعات.
يعد الجدل أقل رسمية وأسرع من النظام القضائي، حيث يتقدم الطرفان إلى المدعي الشخصي لحل النزاع بينهما، ويقرر القاضي وهيئة المحلفين الحكم بناءً على الأدلة والمعلومات المنقولة.
أنواع النزاعات
تنقسم النزاعات إلى عدة أنواع:
- النزاعات المسلحة، سواء كانت دولية أو غير دولية.
- الخلافات الشخصية: تتمحور هذه الصراعات حول المشاعر العالية المستوى التي تتحكم فيها، حيث تكون هذه المشاعر وراء العديد من الصراعات الأساسية وتتجسد في أساليب التعامل بين الأطراف المتصارعة.
- الخلافات العقائدية: يتميز هذا الصراع بالرؤية الضيقة والتطرف، وإزالة أي مساحة مشتركة بين الأطراف، ويحاول كل طرف فرض معتقداته وقيمه على الطرف الآخر، ولا يوجد توافق أو تفاهم بينهما.
- صراعات الهوية: تحدث هذه الصراعات عندما يشعر أحد الأطراف بالإهانة، أو يتجاهل هويته أو أي جزء من هويته الأساسية، وغالبًا ما يكون سبب هذه الصراعات هو العنصرية أو الدينية.
مهارات المفاوض الناجح
قبل البدء في أي عملية تفاوض، يجب التأكد من وجود مهارات معينة واستخدامها عند الحاجة، دون المبالغة في استخدامها أو تظهيرها بشكل غير طبيعي
- الاستماع الفعال: يجب على المفاوض أن يتمتع بمهارات فعالة في الاستماع لبعضهم البعض خلال المناقشة، وهذا يعني القدرة على مراقبة لغة الجسد والتواصل اللفظي لتحديد الحلول والفوائد، والمفاوض الناجح هو الذي يقضي معظم وقته في الاستماع للطرف الآخر.
- ضبط النفس: يجب على المفاوضين السيطرة على عواطفهم خلال عملية التفاوض لتجنب الإحباط وضمان تحقيق نتائج إيجابية، فإن الشعور بالإحباط عند مناقشة القضايا المثيرة للجدل يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية.
- الذكاء الكلامي: يجب أن يتواصل المفاوض بطريقة واضحة ودقيقة، ويجب أن يتمتع بمهارات التواصل الفعال لتجنب سوء فهم الموضوع أو شرح التفاصيل على سبيل المثال.
- حل المشكلات: الهدف النهائي للتفاوض هو الوصول إلى حلول وإحراز نتائج إيجابية، لذلك يجب على المفاوض أن يكون مستعدًا لحل المشكلة وليس مجرد الاستفادة من عملية التفاوض، وعدم التعاون بدون نية اقتراح حلول مفيدة يمكن أن يؤدي إلى فشل المفاوضات وانهيار العملية بأكملها وفشل الاتصال بين الأطراف المتفاوضة.
- صنع القرار: في مرحلة ما من عملية التفاوض، إذا لم يكن هناك وقت كافٍ لفريق التفاوض للتفاوض، فقد يتعين على المفاوض اتخاذ قرار مؤقت لإنهاء حالة الجمود أو التوصل إلى تسوية وسط، ويجبأن يتوفر هذا القدرة على المفاوضين، على الأقل في قائد الفريق.
يتم التركيز على أهمية مهارات حل النزاعات وفهم مفهوم النزاع، وتعريفه، ويتم التأكيد على ضرورة توافر المهارات المختلفة لدى المفاوض لحل النزاعات.