مهارات التعامل مع الشخصيات الصعبة
من أهم المهارات التي يكتسبها الإنسان خلال حياته، مهارته في التعامل مع الآخرين وفهم وضع كل شخص من حوله والتعامل المناسب معهم، لكي لا يفقد علاقته بهم ولا يسمح لأحد بتجاوزه كلاميا أو بفرض الآراء عليه، خاصة أن صعوبة الأشخاص لا تكمن فقط في الغلظة أو في الصعوبة اللفظية والكلامية، بل هناك أشخاص صعبو الطباعة ومتشبثون بأفكارهم ومتحيزون لأنفسهم.
التعامل مع الشخصيات الصعبة
يجب أن يمتلك الأفراد مهارات التعامل مع من حولهم، وخاصة إذا كانوا يحبونهم ويرغبون في الحفاظ على علاقاتهم بهم، ولكي يتعاملوا مع الشخصيات الصعبة، يجب معرفة أنواعها وكيفية التعامل مع كل نوع، ويجب أن يتعامل الشخص مع كل فرد بطريقة مناسبة، ولكن يجب الالتزام بالأدب والخلق الرفيع في التعامل مع أي شخصية، حيث أنه يجبر من حولك على احترامك، والاحترام هو الأساس في العلاقات الإنسانية، ومن المفيد أيضا أن يدعو الشخص لله ويستخدم الأدعية المجربة لتسهيل الأمور، ومن بين هذه الأدعية دعاء تيسير الأمور، وهو دعاء رائع لفتح الأبواب المغلقة وجعل القلوب القاسية تتلقف العباد.
مهارات التعامل مع الشخصية الفظة
يجب أن نتعامل بحذر مع أصعب أنواع الشخصيات، حيث نصحنا الله تعالى بعدم أن نكون فظينا وقاسيي القلب، ونهانا عن الغلظة والقسوة في قوله الكريم “وبما رحمة من الله لنت لهم ۖ ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ۖ فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ۖ فإذا عزمت فتوكل على الله ۚ إن الله يحب المتوكلين” صدق الله العظيم، ومن أبرز صفات الشخصية القاسية:
- غالبًا ما يقاطع الآخرين بسبب خلافات تافهة.
- من يتصف بالغرور لا يرى أن الآخرين لديهم الحق في انتقاده أو التعبير عن رأيهم.
- يرى أن الشخص الطيب هو فقط الخير، وأنه لا يمكن لأي شخصمن حوله أن يكون مثله أبدًا.
- فظ في التعامل، وذو صوت مرتفع.
- يُثير الخوف في قلوب من حوله، خاصةً من هم أضعف منه.
- متمسك بوجهة نظره لأبعد مدى.
- يتجاهل ما يقوله الآخرون ويعبر عن وجهة نظره الخاصة ويتبناها فقط.
التعامل معه يكون من خلال:
- يجب الالتزام بآداب الحديث، وعدم السماح بالتجاوز سواء له أو عبره.
- الاستماع بانتباه وإبراز شعورك بأهمية ما يتم قوله، والشغف بالموضوع، يمكن أن يساعد على تخفيف حدة الحديث.
- يجب الإعراب عن رأيك بوضوح وعدم التساهل في التعبير عنه.
- يجب تبادل الآراء والمشاركة في المناقشات بودٍّ واحترام لآراء الآخرين، حتى لا يثير ذلك غضبهم.
- ينبغي الاستماع إليه بأدب وعدم مقاطعته، فشخصيته الجافة والخشنة تسمح له بترك الحديث والانصراف عند الرغبة.
مهارات التعامل مع الشخصية المتطلبة
تعتبر الشخصية المتطلبة من بين الشخصيات الأكثر إرهاقًا في التعامل، حيث تسعى دائمًا لتحقيق أهدافها من خلال علاقاتها مع الآخرين، في حين أن الحياة الإنسانية السوية تحتاج إلى أشخاص يضعون العلاقات الإنسانية في المقام الأول، بعيدًا عن التركيز على تحقيق الأرباح وتحقيق الأهداف. ويمكن التعرف على الشخصية المتطلبة من خلال عدة علامات، وهي:
- شخصية كثيرة الإلحاح على الآخرين، يمكنه تكرار الطلب أكثر من مرة لكي يحصل عليه، فهي يضع الهدف أمام عينه، وهو تنفيذ طبه ورغبة، ويظل يلح عليه حتى تنفيذه، ولا سيما أن تلك الشخصية صعبة في كونها قادرة على إحراج من حولها، ولا مانع عندها في ذلك لتحقيق أهدافها حتى وهي تعلم أنها تحمل عبء على من حولها.
- عندما يتعلق الأمر بالشخصيات التي تمتلك متطلبات كثيرة، فإن هذه الشخصيات، حتى عندما يتم تلبية طلباتها، ستستمر في الطموح والابتعاد عن الرضا، وهذا يعتبر أمرًا مؤلمًا للغاية، حيث أن الأشخاص ليسوا دائمًا قادرين على تلبية جميع طلبات الآخرين من حولهم.
- رغم ذلك، تتميز تلك الشخصيات بالثقة العالية في أنفسهم وفي الآخرين، ولا يوجد لديهم أي شكوك حول قدراتهم، كما يتجنبون دائماً الغضب والانزعاج.
فيما يتعلق بالتعامل مع هذه الشخصية، هناك اثنان من النهج الممكنين. يتطلب الأمر من الشخص أن يكون مرنا ولديه ثقافة في التعامل مع الآخرين وأن يعامل كل شخص بطريقة تتلاءم مع طباعه. قد تتطلب التعامل مع هذه الشخصية المتطلبة تأجيل الطلبات والتذرع. النهج الآخر هو تجنب طلبات الشخص المتطلب تماما، ويمكن أيضا أن يتم التصريح بالضيق الذي يسببه التكرار المستمر للمطالب. يمكن اللجوء إلى هذا النهج في حالة رغبتك في الاستمرار في العلاقة دون قطعها.
التعامل مع الشخصية الناقدة
تعرف الشخصيات الناقدة على أنها من الشخصيات الصعبة في التعامل، وتتطلب التعامل معها شخصيات غير حساسة ولا تتأثر بالألفاظ السلبية الموجهة إليها. وفي بعض الأحيان، تكون الشخصية الناقدة مسببة للألم النفسي والإحباط، ويمكن التعرف عليها من خلال مجموعة من التصرفات مثل:
- تتميز الشخصية الناقدة بأنها تبحث دائمًا عن أخطاء الآخرين، حيث تكون متفرغة للنظر إلى أفعال الناس والتعقيب عليها.
- من أسوأ سلوكيات الشخصية الناقدة هو عدم احترام الأشخاص الذين يحيطون بها، حيث ينظرون إلى الآخرين بنظرة استعلائية ويعتبرون أنهم هم فقط من يعرفون كل شيء.
- يستخدم الناقد دائمًا أسلوب الهجوم في حديثه، حيث ينتقد الأشخاص بشدة وبأسلوب نقدي جارح، مما يجعل الناس يشعرون بالازدراء منه ويبتعدون عنه.
- يُعرف الناقد بأنه باحث، حيث يطرح دائماً الأسئلة على من حوله ويسعى لمعرفة تفاصيل الأمور، كما لو أنه باحث يريد الوصول إلى الحقيقة.
يتضح من سلوكيات الشخص المتابع أو الناقد أنه صعب التعامل معه، ويجعل من حوله دائمًا متنمرين له، ولا يرغب أي شخص في الجلوس معه. فالنفس تميل إلى الأشخاص الذين يحترمونها، ومن أهم الطرق للتعامل مع الشخصية الناقدة: –
- يجب أن يتوقف الشخص عند حده وعدم تجاوز تعاليم الأدب، حيث يتعين عليه احترام الآخرين وعدم المساس بحرياتهم.
- يجب التأكيد على عدم الحديث عن بعض الأمور الشخصية، وتثبيت الحدود مع الشخص عند محاولته طرح أي سؤال شخصي.
- الاستماع للآخرين يشعرهم بالتقدير والاهتمام، وهي الطريقة الصحيحة لتجنب إحداث الحرج للآخرين.
- عدم إتاحة الفرصة له للسيطرة على الحوار، ولا ينبغي أبدا أن يعتبر المتحدث الرئيسي للحاضرين، حتى لا يستغلها لإساءة معاملة وإيذاء الأشخاص الآخرين من حوله.
- يجب الالتزام بالهدوء أثناء الحوار، حيث ينبغي عدم الانفعال وهذه إحدى مهارات التواصل والمحاورة، على الرغم من أن الشخص المنتقد يمكن أن يثير الغضب ويجعل الناس يشعرون بعدم الأهمية، مما يثير المشاعر الإنسانية لدى الأشخاص للغضب والحزن، إذ يميل الإنسان إلى احترام وتقدير من يتحدثون معه.
- كما شرحنا سابقًا، الإصغاء الجيد هو أحد أساليب التواصل والتعامل مع شخصية معينة، ولكن يجب ألا يتيح للناقد فرصة طويلة للحديث، ويجب تغيير الموضوع عند اشتداد النقاش.
الشخص الذي يعرف كل شيء
ستجد دوماً مجموعة من الأشخاص يدعو المعرفة، ويشعروا أنفسهم بأنهم على علم بكل شيء، وهم من يعرفوا الخلطة السرية لكل الأمور، في البداية يخدع الكثير من الناس فيهم، ولكن سرعان ما يفضحهم جهلهم، لأن العارف لا يعرفن ولا يتحدث عن نفسه، العلم والجهل يبرزان صاحبهم، ولا يمكن ادعائهم ولا اخفائهم، فمع أول حديث ستعرفه ومن أهم ما يميزه:
- يتحدث الشخص المدعي للمعرفة عن نفسه بشكل كثير، ويستعيد ذكريات ماضية لنفسه، ويحاول إقناع الأشخاص بأنه كان يملك العالم في يوم من الأيام.
- لا يتوقف عن الحديث في أي موضع، فهو يدعي المعرفة في جميع الأمور ويدعي الاطلاع على جميع جوانبها.
- يعبر عن رأيه في أي شيء حتى لو كان لا يعرف عنه شيئًا، ولكنه لا يستطيع الصمت.
- يتشبث الشخص بآرائه بشدة حتى النهاية، وذلك لأنه لا يريد أن يظهر عدم معرفته بأي شيء، ولا يريد أن يظهر جهلاً أمام الآخرين.
- من أبرز عيوب هذا الشخص هو سخريته الزائدة من الآخرين ومن المواقف والمعلومات.
- يتصف المدعي للمعرفة بالغرور والكبر، وهذان هما أكبر ما يكشف عنه، بينما يتصف العالم والمتعلم بالتواضع، إذ يرفع العلم صاحبه خلقاً ومقاماً.
- الغريب في تلك الشخصيات هو أنها متشككة، ولا تثق بمن حولها أو بآرائهم، لأنهم يعتمدون على أسس غير سليمة وغير علمية في تقديم آرائهم، ويعتقدون أن الجميع مثلهم، لذا فلا يثقون في رأي أحد، ولا يقتنعون بمشورة أحد.
فيما يتعلق بكيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص الذين قد يؤدي وجودهم إلى الهلاك، على سبيل المثال، إذا قدم أحدهم فتوى في مجال علمي أو طبي أو هندسي أو عملي وسمعه أحد الأشخاص وتبع رأيه، فقد يتسبب ذلك في تعريض حياتهم للخطر. كما ينصح النساء بعضهن ببعض الأمور التجميلية دون معرفة مسبقة، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات، خاصة مع وجود منصات التواصل الاجتماعي التي لا يمكن التحقق فيها من هوية الأشخاص. لذا، يجب أن نكون حذرين عند التعامل مع هذه الشخصيات وعدم اعتماد أي معلومة إلا من مصدر مختص، ويفضل الاستعانة بأكثر من مصدر، ويجب أن يتم التعامل معهم على النحو التالي
- يجب الالتزام بالهدوء وأخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع تلك الشخصيات.
- يُفضل الإشادة بالشخص الذي يدَّعي المعرفة، حتى يهدأ ويشعر بأنه قد نفذ ما لديه من رغبة في تأكيد شخصيته وتحسينها.
- يفضل عدم الدخول في عداوات أو مناقشات كلامية معه.
- يفضل تجنّب الحديث عن الأمور التي تعرفها جيدًا، حتى لا يستفزك ويجعلك تثور بسبب جهله.
- يجب عليك الالتزام بآرائك ما دمت مقتنعًا بها.
- في كثير من الحالات، من الأفضل تجنب التحدث مع شخص ما إذا شعرت بأن الوضع ليس جيدًا.
- يمكن بعض الأحيان التعبير عن التقبل لبعض آرائه، لتجنب غضبه، الذي يتطلب المدح الذاتي.
التعامل مع الشخصيات باردة المشاعر
من أنواع الشخصيات الصعبة التي يقابلها الشخص في حياته، الشخص البارد، وهو شخص يستدعي التعصب والغضب، ويشعر من حوله بأنه عديم الشعور وعديم الرغبة في أي شيء، ويحتاج هؤلاء الشخصيات معاملة خاصة، ويحتاج إلى أناس يخرجوا منه المشاعر الناعمة، التي تكمن في كل إنسان إلا أنه صعب الحصول عليها من ذلك الشخص، والذي تتمحور صفاته في:
- شخص غير ودود في تعامله مع الآخرين، فهو دائما جاف في تعامله وحديثه.
- لا يجيب على الأسئلة الموجهة إليه، فهو يميل إلى الصمت لفترة طويلة.
- لا يتحدث إلا عند الضرورة وبقدر الحاجة فقط.
- لا يعترض على الآراء والأفكار المطروحة.
- يتصف بالبرود في مشاعره، ولا يبدي اهتمامًا بأي شعور حوله، حتى مشاعر الحزن يستطيع إخفائها بشكل جيد.
التعامل معه يكون من خلال:
- يجب الصمت تمامًا حتى يتم الإجابة عن الأسئلة.
- إشعاره بأن رأيه ذو أهمية.
- إبداء الحب لشخصيته، والاهتمام بما يقترح.