من هي زوجة سيدنا يوسف ؟
سيدنا يوسف هو نبي وابن نبي، ولطف الله به بنعم كثيرة، وعاش حياة مليئة بالعبر التي نستفيد ونتعلم منها، حيث مر بالمعاناة والاختبارات. ذكر القرآن حياته منذ طفولته، حيث كان يوسف ابن يعقوب نبي الله، وكان يشعر يعقوب بأن ابنه يوسف سيكون له شأن عظيم، ورغم أن يوسف كان محبوبا لدى والده، إلا أن إخوته كانوا يحسدونه ويكرهونه، وحاولوا التخلص منه، ورموه في بئر الصحراء، ولكن تم إنقاذه ونقله إلى مصر، حيث اشتراه عزيز مصر، وأعطاه لزوجته زليخا ليرعاه، وقد أغرمت بحبه وحاولت إغوائه، لكنه رفض الخيانة والحرام، وهذا كان سبب دخوله السجن.
قصة زليخة
ودخل سيدنا يوسف للسجن، وبعد دخوله السجن حزنت زليخا عليه حزنا كبيرا، وذهب مالها وذهب عنها سلطانها وقد أصابها العمى بسبب البكاء الشديد والدائم على ظلمها ليوسف، وكانت تطلب الصدقة من الناس منهم من يعطيها ومنهم من لا يعطيها هكذا ساءت أحوال زليخا بعد سجن يوسف، أما سيدنا يوسف فقد قضى في سجنه عشر سنوات، وخرج نبيا وقد أنعم الله عليه فأصبح أمينا على خزائن مصر، وأصبح سيدنا يوسف صاحب جاه وسلطان، فكان يخرج في موكب عظيم يشمل عليه القوم وكبار الموظفين يتفقد أحوال الرعية، وقد أخبر بعض الناس زليخا أن تذهب وتكلمه أثناء مرور موكبه فلربما يشفق عليها، فسبحان الله الذي يغير ولا يتغير، فنادته زليخا بصوت عالي قائلة سبحان من جعل الملوك عبيدا بمعصيتهم وسبحان من جعل العبيد ملوكا بإيمانهم وطاعتهم لله، فتنبه يوسف وسأل من تكون هذه العجوز، فجاؤوا بها وقالت له أنا من تربيت في بيتي وكنت أعتني بك، وقد أكرمت مثواك لكني لجهلي فرطت فيك وقد أخذت جزائي وضاع بصري وصرت ذليلة وهذا جزاء ظلمي لك وعاقبة المفسدين.
تأثر سيدنا يوسف بشدة بكلامها وبالحالة التي وصلت إليها، وبكى يوسف عليه السلام بكاء شديدا، ثم ذهب إلى بيته وأخذ يفكر في أمرها. بعد ذلك، بعث رسولا ليبلغها بطلب سيدنا يوسف للزواج منها. فقالت للرسول: “هل يستهزؤن بي الملك؟ لقد رفضني وأنا كنت في شبابي وجمالي، والآن يريدني وأنا عجوز عمياء. فما حاجته بي؟” ذهب الرسول إلى سيدنا يوسف وبلغه ردها. وعندما جاء موعد موكب سيدنا يوسف ووجدها واقفة، سألها لماذا رفضتي طلبي. فأجابت قائلة: “إن نظرة وجهك أحب إلي من الدنيا وما فيها.” أمر يوسف بتجهيزها وأقام بها الزفاف. وقام سيدنا يوسف بالدعاء لله وهي وراءه تدعو الله، ودعا يوسف أن يعيد لها شبابها وبصرها. واستجاب الله لدعائه، فعادت أجمل مما كانت عليه في السابق. وذلك تكريما لسيدنا يوسف الذي رفض الوقوع في الحرام. وجعل الله في قلب يوسف مثل حبها له، فأكرمها وعاشت معه في القصر. وقام يوسف بضم إخوته وأبيه، وعاشوا جميعا في نعمة وفضل من الله.
راعيل بنت رماييل
: راعيل بنت رماييل هي زوجة سيدنا يوسف، وكانت تلقب بـ “زليخا” أو “زليخاء”، وكانت من النساء الجميلات في مصر وكانت متكبرة بسبب جمالها وأناقتها. كانت زوجة بوتيفار، عزيز مصر، وذلك في عهد امنحوتب الثالث الذي كان من أقوى ملوك مصر. أحبت سيدنا يوسف وحاولت إغوائه، ولكن الله عصمه من الفتنة وحفظه من الخطأ، وظلت زليخا مخلصة لحبها له حتى أذن الله لهما بالزواج والعيش معا.