من هي زرقاء اليمامة ؟
زرقاء اليمامة، هي امرأة عربية و تدعى “جو” اشتهرت بحدة البصر وبقوته، و كان الناس يقولون عنها أنها ترى على بعد مسيرة ثلاثة أيام، و لذلك أطلق عليها زرقاء اليمامة، و كانت تعيش في بلدة في نجد أطلق عليها اسم اليمامة نسبة إليها، و تقع اليمامة جنوب نجد في المملكة العربية السعودية، و بالتحديد في منطقة تسمى جديس وهذه المنطقة واسعة وقد اختفت هذه المنطقة، مثلها مثل العديد من الأماكن و البلاد التي اختفت عبر الزمان، و قد تحدثت الكتب القديمة عن زرقاء اليمامة، مثل” كتاب أثار البلاد وأخبار العباد و كتاب العقد الفريد، وكتاب الأغاني للأصفهاني قد ذكر قصتها مع الأعداء و تسترهم بفروع الأشجار، وقد وصف المتنبي قوة بصر زرقاء اليمامة، قائلاً أنها تعادل علمه.
وكانت زرقاء اليمامة امرأة لها احترامها و مكانتها في قومها، وكان قومها يلجأون إليها في مهام استطلاع العدو من بعيد، حيث كانت هناك حروباً عديدة و متعددة لسنين عديدة، بين القبائل ولذلك كان وجود امرأة لها قدرة خاصة و ترى العدو على بعد مسافات كبيرة مكسب كبير لقبيلتها، حيث كانت تحذر قومها وقت الخطر.
يحكى أن قبيلة أرادت الاعتداء على قبيلة زرقاء اليمامة. علموا بوجود زرقاء اليمامة وفكروا في طريقة للتغلب على قدرتها الفائقة في اكتشاف العدو. قاموا بخلع فروع الأشجار للاختباء خلفها والتحرك، حتى لا تراهم زرقاء اليمامة. عندما تقدموا نحو قبيلتها، رأتهم زرقاء اليمامة من بعيد وأخبرت قومها. لكن قومها لم يصدقوها واعتبروها مبالغة أو خرافة، وسألوها كيف تتحرك الأشجار. نتيجة عدم تصديق قومها لها، هاجم الأعداء بلادها ودمروا منازلهم وقتلوهم. أحضروا زرقاء اليمامة وقاموا بنزع عينيها التي أصبحت شهيرة في التاريخ وتحمل العديد من الأسرار. عندما نزعوا عينيها، وجدوها محشوة بالأثمد، وهو حجر أسود كانت تستخدمه زرقاء اليمامة للتجميل والتزيين. يقال أنه تدفق سائل أسود من عينيها عند نزعهما، وعندما سألوها عن هذا السائل الأسود في عينيها، أجابت أنها كانت تستخدم الأثمد منذ صغرها للتجميل، وتشير الأبحاث إلى أن الأثمد يحافظ على صحة العين ويحميها من الأمراض. يذكر الطب النبوي فوائد الأثمد للعين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدمه كما يستخدمه زرقاء اليمامة.
و هناك من شكك في حدة بصر زرقاء اليمامة لهذا الحد، معتمدين على ذلك أن العين البشرية من الصعب ان ترى على بعد أكثر من 50 كيلو متر، شرط أن يكون السطح ممتد أو تكون واقفة على قمة جبل، ولم يروى عن زرقاء اليمامة أنها صعدت جبال لتراقب من فوقها، كما أن كروية الأرض لا تسمح أن يتم رؤية جسم أكثر من بعد خمسة كيلو مترات حيث يصعب رؤية مسافة أبعد بسبب أن الأفق ينحني بعد هذه المسافة لتكور الأرض، و بالنسبة للضوء فإن سير الأشعة في خطوط مستقيمة، يجعل هناك استحالة رؤية جسم بعد المسافة التي ذكرناها و هي خمسة كيلو مترات، وربما تكون زرقاء اليمامة من الأشخاص الذين له خصائص وقدرة خارقة للطبيعة، حيث يوجد أشخاص يتميزون بقدرات وهبها الله سبحانه وتعالى لهم .
هناك عدة احتمالات أن يكون تردد صوت زرقاء اليمامة مسموعا من قبل بعض الجواسيس أو المسافرين كإشارة عن اقتراب العدو. ولذلك، حذرت قومها ليستعدوا لأي هجوم. وربما تمتلك حدة بصيرة تمكنها من التنبؤ بحدوث الأشياء ومعرفة الأمور قبل حدوثها. وقد استخدم الأعداء حيلة الأشجار لتضليل قوم زرقاء اليمامة وجعلهم لا يصدقونها عندما حذرتهم من تقترب الأشجار منهم. ولذلك، لم يستعدوا لأي هجوم محتمل، وكان عدم الاستماع إلى تحذيرات زرقاء اليمامة هو السبب في نهاية مأساوية لها ولقومها، حيث أمر قائد جيش الأعداء بإخراج عين زرقاء اليمامة كانت سببا في خسارتهم لو كان قومها استمعوا لتحذيراتها.