اسلامياتشخصيات اسلامية

من هي الصحابية سمية بنت خياط

زواج سمية بنت خياط

أم عمار، الشهيدة الأولى في الإسلام، كانت تلقب بسمية بنت خياط. زوجها ياسر بن عامر قدم من اليمن إلى مكة، وحالفه أبو حذيفة وزوجها سمية بنت خياط، التي كانت أمة لأبو حذسفى. لكنه أعتقها عندما ولدت عمارا. سمية بنت خياط كانت من أوائل المسلمين مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أظهر الإسلام رسول الله، وأبو بكر الصديق، وبلال بن رباح، وصهيب، وخباب بن الأرت، وعمار بن ياسر، وسمية أم عمار رضي الله عنهم أجمعين.

آل ياسر

عائلة آل ياسر هي عائلة ارتقت مكانة عالية في الإسلام، وتتألف من ثلاثة أشخاص: الأب والأم وابن وحيد، والأب هو ياسر بن عامر من أهل اليمن، والأم هي الصحابية سمية بنت خياط، أما الابن فهو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر العنسي، وهو حليف بني مخزوم.

وكانَ عمَّارُ بن ياسرٍ من أوائلِ السابقينَ إلى الإسلامِ، الذينَ نالوا أشدَّ العذابِ بسببِ دخولهم الإسلامِ، وقد نزلَ قولُهُ تعالى ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ [النحل: 106] في عمَّارٍ رضي الله عنهِ.

هاجر عمار إلى المدينة المنورة وشهد جميع المعارك مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليه. قيل إنه استأذن على علي رضي الله عنه وقال: مرحبا بالطيب المطيب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: `عمار ملئ إيمانا حتى وصل إلى جوفه الطاه`.

وقد أسلم عمار في دار الارقم بن ابي الارقم، وكان من اوائل من دخلوا في الإسلام وعذبوا عذابًا شديدًا بسبب ثباتهم وعدم تراجعهم عن مواقفهم، قال أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: أخذ المشركون عمارا، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير، فلمَّا أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا وَرَاءكَ؟» قال: شَرٌّ يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَاللهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُم بِخَيْرٍ. قَالَ: «فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟». قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالإِيْمَانِ. قَالَ: «فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ».
وَرَوَى أَبُو بَلْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: عَذَّبَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارًا بِالنَّارِ. فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُرُّ بِهِ، فَيُمِرُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَقُولُ: يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى عَمَّارٍ كَمَا كُنْتِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ. تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ

إسلام سمية بنت خياط

عندما أنزل الله الوحي على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن شقاء الدنيا إلى نعيم الآخرة، كانت سمية وزوجها من أوائل المسرعين للإسلام. سارع عمار بن ياسر إلى دار الأرقم وبسط يديه للنبي وشهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. ثم عاد عمار بن ياسر إلى والديه وعرض عليهما الإسلام، ففرحت أرواحهم بسماع القرآن وشهدوا بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. بعد ذلك، أظهرت سمية إسلامها وكانت من أوائل المؤمنات اللواتي سابقن في الإسلام وبشرن بالجنة. ولكن عندما انتشر خبر إسلامهما، نزل عليهما كفار قريش أشد العذاب.

كان آل بني مخزوم يأخذون الأسرى إلى بطحاء مكة ويرتدون عليهم دروعًا من الحديد، ويعذبونهم بأشد أنواع العذاب تحت أشعة الشمس المحرقة بدون ماء، ويكررون العذاب في اليوم التالي.

لكن عائلة آل ياسر أظهروا صبرا واستمروا في سعيهم للفوز برضوان الله، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يمر عليهم ويقول لهم (أبشروا يا عائلة عمار فإن موعدكم الجنة)، وبعد ذلك بدأوا يشعرون بالراحة والطمأنينة، ولم يزدهم عذاب المشركين إلا إيمانا وثباتا.

فضل سمية بنت خياط رضي الله عنها

  • صبرها وثباتها على إيمانها: كانت سمية بنت خياط من الصابرين الذين تحملوا أشد أنواع العذاب بسبب إيمانها بالله عز وجل وثقتها الكاملة بأن جزاء صبرها هو الجنة التي أعدها الله لعباده الصالحين. كان إيمان سمية قويا وثابتا أكثر من عذاب المشركين، وكانت ترغب في العذاب في سبيل الله وتحلم بملاقاة الله والجنة.
  • اول شهيدة في الإسلام: كان زوج سمية من الأوائل الذين أسلموا عندما كان الإسلام محظورا في دار الأرقم. استشهد زوجها بعد وفاتها بقليل، وعلى الرغم من كونها عجوزا، إلا أنها تحملت صنوفا من العذاب التي لا يمكن للشباب الأصحاء تحملها. وقد تحملت كل صنوف العذاب بإصرار واستخفاف، وعندما يأس أبو جهل منها وثباتها على الإسلام، طعنها في موطن عفتها، وماتت شهيدة في سبيل الله. وبذلك كانت سمية بنت خياط أول شهيدة في الإسلام.
  • أول من أعلنت إسلامها من النساء: كانت سمية بنت خياط في صفوف النساء المؤمنات الصادقات اللواتي سبقن إلى الإسلام وحصلن على بشارة الدخول إلى جنة الله عز وجل. وعن عبد الله قال: أول من أعلن إسلامه سبعة: الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأم سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد. وأما الرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتمكن من الإعلان عن إسلامه في بداية الدعوة بسبب عمه، وأما أبو بكر فلم يستطع الإعلان عن إسلامه في بداية الدعوة بسبب قومه، وأما الآخرين فقد تعرضوا للتعذيب والضرب والإيذاء من قبل المشركين، حيث قيدوهم بأصفاد من الحديد وجعلوهم يقفون تحت أشعة الشمس الحارقة، ولم يتخلف عن الإيمان إلا بلال رضي الله عنه، فقد هان عليه الأمر في سبيل الله، وهان على قومه، فأعطوه الكفار الولدان ليطوف بهم في شوارع مكة وهو يردد: “أحد، أحد.
  • البشرى بالجنة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على آل ياسر وهم يعانون العذاب من المشركين، ويقول لهم (فرحوا يا آل عمار فإن مصيركم الجنة)، هذه الرياح من الجنة تلطف عليهم العذاب الذي يتعرضون له، وحتى كانوا يتمنون العذاب في سبيل جنة الله التي أعدت لهم السماوات والأرض.

وفاة سمية بنت خياط رضي الله عنها

توفيت سمية بنت خياط رضي الله عنها، دون أن تتخلى لأبي جهل عن إسلامها، وكانت كما قال جابر رضي الله عنه: يقتلوها فتأبى إلا الإسلام

ظلت سمية مؤمنة بمبادئها الإسلامية حتى قام أبو جهل بطعنها في موضع عفافها فماتت رضي الله عنها، وهي أول شهيدة في الإسلام، وعندما قتل أبو جهل يوم بدر، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار رضي الله عنه: “قتل الله قاتل أمِّك

كانت استشهاد سمية رضي الله عنها في السنة السابعة من الهجرة مثالًا يحتذى به في التضحية من أجل الله والثبات على دينه. ورغم ذلك، فإن أجرها كان عظيمًا، حيث وعد الله المتقين من عباده بجنة عرضها السماوات والأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى