اسلامياتشخصيات اسلامية

من هي الصحابية ام عمارة؟.. وما قصتها مع الرسول

نسب ام عمارة رضي الله عنها

ام عمارة هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن النجار، وهي أم حبيب وعبد الله ابني زيد بن عاصم، شهدت أم عمارة وزوجها زيد بن عاصم بن كعب وابناها حبيب وعبد الله ابنا زيد العقبة، وشهدت هي وزوجها وابناها أحدا.

شخص يدعى مسليمة الكذاب قطع عضوا حبيب السيدة التي تدعى هذه الرقم (10668)، عندما وصلها رسالة من النبي صلى الله عليه وسلم، وابنها عبد الله بن زيد هو الذي روى الطريقة الصحيحة لوضوء النبي صلى الله عليه وسلم.

إسلام ام عمارة رضي الله عنها

عندما بدأت رسالة الإسلام في الانتشار، وبعد أخذ النبي (ص) بيعة العقبة الأولى، أرسل مصعب بن عمير (رضي الله عنه) الذي نجح بشكل مبهر في نشر الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء البلاد، وذلك بفضل ذكائه وفطنته وأخلاقه الحميدة وسيرته الزكية. وقد أسلمت أم عمارة بفضله، وفي العام التالي، جاءت نسيبة بنت كعب (رضي الله عنها) وقد أسلمت على يد رسول الله (ص)، ثم عادت إلى المدينة وهي حاملة الإسلام في قلبها وتنشره بين أهل المدينة.

شهدت أم عمارة العديد من المناسبات التي جمعتها برسول الله عليه الصلاة والسلام، مثل بيعة العقبة، ومعركة أحد، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، وفتح مكة، ومعركة حنين، كما شاركت في حروب الردة مثل يوم اليمامة، وكانت من المشاركين في عملية القضاء على مسلمة الكذاب.

قصة الصحابية ام عمارة مع رسول الله

دافعت أم عمارة، الصحابية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجلت موقفا يشهد لها التاريخ في غزوة أحد.

بعد انتهاء غزوة بدر التي تسببت في الضرر الكبير للمشركين وزادت كراهيتهم للإسلام لأنهم لم يتوقعوا أن ينتشر بين الناس بهذا الحجم، جمعوا جميع المعارضين للإسلام للقضاء عليه المستمر في الانتشار، وبلغ عدد الجيش آنذاك ثلاثة آلاف. خرج المشركون ونساؤهم للمعركة. وخرج المسلمون لملاقاة المشركين، وأعد النبي عليه الصلاة والسلام خطة محكمة وطلب من الرماة عدم مغادرة مواقعهم.

خرجت ام عمارة مع عائلتها للجهاد في سبيل الله، وكانت ام عمارة تسقي العطشى وتضمد الجرحى، لكن اشتداد المعركة فيما بعد جعلها تقف كالرجال وتقاتل في الدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام، وعندما تفرق الناس في غزوة احد، لم تهاب شيئًا ووقفت ببسالة بجانب رسول الله عليه الصلاة والسلام لتفتديه بروحها.

كان الانتصار في البداية للمسلمين، ولكن عندما غادر الرماة أماكنهم، هاجم المشركون الجيش المسلم وقتلوا عددًا كبيرًا منه، وكانوا يرغبون في قتل النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن امرأة تدعى عمارة ظلت مع القلة المؤمنة التي اجتمعت حول النبي.

عن عمارة بن غزية قال: قالت ام عمارة: رأيتني، وانكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة، وأنا ابناي وزوجي بين يديه نذب عنه، والناس يمرون منهزمين، ورآني ولا ترس معي، فرأى رجلًا موليًا ومعه ترس، فقال: ألق ترسك إلى من يقاتل، فألقاه، فأخذته، فجعلت أترس به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل، لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم، إن شاء الله.

رجل ركب فرسًا واعتدى عليَّ بالضرب، فثقت بالفارس ولم يفعل شيء، ثم ضربت عرقوب الفرس فسقط على ظهره، فصاح النبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن أم عمارة، أمك، أمك، وذهب، فساعدتني أم عمارة عليه، حتى عدته إلى حالته الطبيعية.

أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله قال: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت واحدا في حضرة رسول الله، وعندما انفصل الناس عنه، اقتربت منه أنا وأمي لنقدم التضحية عنه. فقال لي: “ابن أم عمارة”، فأجبته بنعم. فقال لي: “ارم”، فرميت بيدي حجرا على رجل من المشركين وهو يركب فرسا. فصابت عين الفرس واضطربت حتى سقط هو ورفيقه. وأكثرت من رميهما بالحجارة حتى نالتهما وتوقفا. وكان النبي ينظر ويبتسم، ونظرت جرحا في كتف أمي، فقال: “أمك أمك، اعتن بجرحها. بارك الله عليكم أهل البيت، مقام أمك أفضل من مقام فلان وفلان. رحمكم الله أهل البيت، ومقام زوج أمك يعني أنت خير من مقام فلان وفلان. رحمكم الله أهل البيت”. قالت: ادع الله أن نكون رفقاء لك في الجنة. فقال: “اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة”. فقالت: لا أهتم بما ألم بي في الدنيا.

بعد ثباتها في غزوة أحد، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لأمهريرة وابنها أن يكونوا معه في الجنة.

فضل ام عمارة رضي الله عنها

لا ينتهي الحديث عن فضل أم عمارة وجهادها في سبيل الله.

  • نيلها رضى الله في بيعة الرضوان: ذكر الله في سورة الفتح أنه رضي عن المؤمنين الذين بايعوك تحت الشجرة، وعلم ما في قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم وأثابهم بفتح قريب
  • شهدت خيبر: شهدت أم عمارة خيبر مع المؤمنين الصادقين الراغبين في الجهاد وعددهم ألف وأربعمائة فقط، لذا رأيت كيف أعز الله نبيه الكريم في هذه الغزوة وقتل أعدائه.
  • ثباتها مع النبي عليه الصلاة والسلام في يوم حنين: عندما حاصر المشركون المسلمين في يوم حنين، وتبعثرت الصفوف، نادى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، فثبت معه قلة قليلة من المؤمنين الصادقين الذين بايعوا الله ورسوله بيعة صادقة، وكانت بينهم ام عمارة، لتختم بذلك جهادها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبت أنها من أصحاب العقيدة الراسخة القوية التي لا يكسرها شيء.
  • أم الشهيد: تحملت أم عمارة مصاب ابنها الذي قتله مسلمة الكذاب بعد أن أرسله إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقطع جسده قطعا، وعندما وصلها خبر وفاته، نذرت أم سلمة الانتقام من مسيلمة الكذاب، ولكنها رضيت بقضاء الله تعالى، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض عنها وأولادها.
  • يوم اليمامة: عندما قام أبو بكر بمحاربة المرتدين، قررت أم عمارة الجهاد في سبيل الله للثأر لابنها الذي قتل على يد مسلمة الكذاب، وانطلقت لتحارب أعداء الله، وفرحت بمقتل مسلمة الكذاب، ولكنها أصيبت يوم اليمامة بـ 11 جرحا وفقدت يدها.

وفاة ام عمارة

توفيت ام عمارة في عهد الخليفة عمر رضي الله عنهما، وذلك في العام الثالث عشر للهجرة، بعد حياة حافلة بالغزوات والثبات على دين الله، وكانت إحدى أفضل النساء صبرًا وجهادًا في سبيل الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى