من هو مكتشف فيروس الإيدز
متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) هي حالة مزمنة خطيرة تهدد الحياة وتسببها فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، حيث يؤثر فيروس نقص المناعة البشرية على قدرة الجسم على محاربة الكائنات المسببة للأمراض .
لوك مونتانييه مكتشف فيروس الإيدز
اكتشف العالم الفرنسي لوك مونتانييه في عام 1983 الفيروس المسبب لمرض الإيدز، وساهمت رغبته الاستثنائية في مشاركة أبحاثه مع الآخرين بشكل كبير في فهمنا لفيروس نقص المناعة البشرية، وهذا أدى بدوره إلى تطوير اختبار تشخيصي حاسم للكشف عن العدوى بفيروس الإيدز، وكان هذا الاختبار حاسما في رسم خريطة انتشار المرض ووضع استراتيجيات للوقاية .
في عام 1983، أجرى مونتانييه بحثا منفصلا يصف تفصيليا خصائص الفيروس، وقام بنشره وأطلق عليه اسم الفيروس المرتبط بتلف الغدد الليمفاوية. في نفس الوقت، أعلن العالم الأمريكي روبرت شارلز غالو اكتشافه للفيروس المسبب لمرض الإيدز وسماه فيروس تي – الليمفاوي البشري. عند مقارنة البحثين مع بعضهما، تبين أن النتائج تعود لنفس الفيروس، وتوصلوا إلى أنه فيروس العوز المناعي البشري .
فريق مونتانييه قام بعزل فيروس HIV-2 المرتبط ارتباطا وثيقا بفيروس الإيدز والمسؤول الأول عن وباء غرب إفريقيا، وقد لعب هذا الاكتشاف دورا رئيسيا في التحقيقات حول أصل وتطور فيروسات نقص المناعة. وبذلك قدم البروفيسور مونتانييه خدمة عظيمة للبشرية من خلال جعل نتائج بحثه المحوري متاحة على الفور للأوساط العلمية .
نجح انفتاحه في إنقاذ العديد من الأشخاص من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية عن طريق الدم أو منتجات الدم أو نتيجة الجنس بدون حماية، وأصبح شخصية بارزة في الكفاح ضد الإيدز في فرنسا وغيرها من الأماكن بسبب إحساسه بالمسؤولية الاجتماعية .
السيرة الذاتية لـ لوك مونتانييه
ولد عالم الفيروسات لوك مونتانييه في تشابريس بفرنسا عام 1933، وحصل على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة باريس عام 1960. وفي عام 1973، أصبح رئيس وحدة الأورام الفيروسية في معهد باستور، وعين أستاذا في علم الفيروسات عام 1985. ومنذ عام 1974، شغل منصب مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS) في فرنسا .
في عام 1963 كشف مونتانييه عن آلية تكرار فيروس RNA ، وهو فيروس التهاب الدماغ ، وبعد ذلك بوقت قصير ، نشر اختبارًا جعل من الممكن من الناحية الكمية تحديد التحول الذي يحدثه فيروس بوليوما في مزارع الخلايا الثديية ، وقد كان لكل من هذه الإنجازات تأثير كبير على التطورات اللاحقة في علم الفيروسات الأساسي .
تاريخ فيروس الإيدز
يرون الباحثون أن ظهور الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز بدأ في جمهورية الكونغو في أفريقيا، ويعتقدون أن مصدر انتقال هذا الفيروس إلى البشر يعود إلى إحدى القرود المعروفة باسم الشمبانزي، وذلك عن طريق تلوث دم صيادين بدم هذا الحيوان، حيث كان تجارة لحوم حيوانات الأدغال شائعة قبل عام 1931 .
كان عدد الإصابات بهذا الفيروس قبل عام 1960 يتراوح بين 100 إلى 300 ألف حالة، ومنذ عام 1995 أصبح مرض الإيدز هو المسبب الرئيسي لوفاة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 44 عامًا، حيث توفي حوالي 50 ألف حالة بسبب هذا المرض .
يجدر بالذكر أن أول دواء تم الوصول إليه لعلاج هذا المرض تم الإعلان عنه في عام 1987 ويُسمى دواء زيدوفودين، وتم بعد ذلك إنتاج أدوية مضادة لفيروس الإيدز ذات الكفاءة العالية في عام 1997، وأصبحت هذه الأدوية هي الخيار الأفضل لعلاج المرض .
بعد توفير الأدوية السابقة، لاحظنا انخفاضا كبيرا في عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض بنسبة تقارب 47%. وعلى الرغم من أن الفيروس لا يزال يعتبر أحد أكثر الفيروسات التي تسبب الوباء في العالم حتى ذلك الوقت، إلا أن تطور وسائل العلاج أدى إلى إمكانية التحكم في المرض بفعالية أكبر وتقليل نسبة انتقاله من المصابين إلى الأشخاص الأصحاء .