من هو ” مالك بن الريب ” و قصيدتة المشهورة التي يرثي نفسه
مالك بن الريب التميمي هو شاعر وفارس من قبيلة بني مازن بن عمرو بن تميم، واشتهر بالشجاعة والقوة التي كانت تحكى عنه في عشيرته. ولكنه كان يستغل قوته في قطع الطريق، حتى قابل أمير خرسان الذي طلب منه التوبة وترك هذا الفعل الشنيع. ومن أشهر أشعار مالك بن الريب قصيدة كان يرثي فيها نفسه وهو على فراش الموت.
قصيدة مالك بن الريب التي يرثي فيها نفسه
كان مالك بن الريب يعتدي على المارة في طريقهم، ولكن عندما قابل أمير خرسان وطلب منه التوبة عن ما كان يفعل، أطاعه وصاحبه في غزوة، ولكن خلال نومه لدغته أفعى وشعر بأنه يفارق الحياة، فرثى نفسه في القصيدة التالية:
ليت شعري يعرف هل أبيت ليلة في وادي الضيق، أزجي القلاص والنواجي
ليت الغضى لم يقطع الركب عرضه، وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليًا
لو دنا الغضى مزارًا لأهل الغضى، ولكن الغضى ليس دانيًا
ألم ترني وأنا أدلو بالهدى وأصبحت جندياً في جيش ابن عفان المغوار؟
وجدت نفسي في أرض الأعداء بعد أن كنت بعيدًا عنها في أرض الأصدقاء
أغراني الشوق لأهل عُدٍّ وصحبتي بأهل طِّبس، فتوجّهت وراءي
أجبت الهوى حين دعاني بزفرة، فتحملت الألم وتركت ردائي
قلت وقد وُضِعَتْ قُرى الكُردِ بيننا، جزا اللهُ عمرًا خيرَ ما كان جازيًا
إذا عُدتُ من الحرب ولم أرَ أحدًا، وحتى لو كانت رغبتي في المال قليلة
قالت ابنتي لي عندما رأت مدة سفري الطويل: `هذا يتركني بدون أب`
بحياتي، لو كانت هامتي في خراسان، لقد كنت بعيدًا عن باب خراسان
إذا تجنبت باب خراسان، فلن أعود إليها، وإن تمنيت لكم الأماني
قدرة الله عظيمة، يوم سأترك الدنيا طائعاً وسأكون غنيًا ومرموقًا
يُخبر درُّ الظبَّاء السانحات في المساء أنني هالك مِن ورائي
ود أكبري، اللذين كان كل منهما لي شفيق ناصح إذا نصحني
واصل الرجال الشهود تفتكي بأمري، حتى لا يقصروا من وثاقي
وقد دار الحب من حيث يدعو صديقي، ودار الحب لأحبائي، ودار الحب إلى النهاية
تذكرتُ من يبكي عليَّ، ولم أجد سوى السيفِ والرمح الرُّدينيِّ باكيًا
شخص ذو شعر أشقر يسحب خيوطه نحو الماء، حيث لم يترك الموت له أي فرصة
ومع ذلك، يتدلى من أطراف (السمينة) نساء عزيزات عليهن في كل ليلة
يتقدمون على أيدي الرجال بقفزة ويصلون إلى حد حيث يحكمون قضائيا
وعندما تمر عندي، تبدو وفاتي وجسمي قريبين
أقول لأصحابي ارفعوني، لأنه بدا لي بوضوح أن سهيل قد طلع
أيها صاحبي، اقتربت رحلتي إلى الموت، فانزل برفقتي إلى المقام الأخير
يمكنني البقاء هنا ليوم أو ليلة، لكن لا تستعجلوني، فسيتضح وضعي بعد ذلك
واقفا عندما تأخذ روحي، أعد لي السدرة والكفن عندما أفنى
ومضجعي خُطِّت بأطراف الأسنان وردَّت عيني فَضْلَ رِدائِيا
ولا تحسداني، بارك الله فيكما، على الأرض ذات العرض أن توسعا لي
خذاني فجراني بثوبي إليكما، لأنني كنت قبل ذلك صعب المراس وصعب الإدارة
كنت تظهر رحابة عندما تتمركز الخيول بسرعة عندما يكون لديها همس اللجوء إليها
كنتُ متحمِّسًا ومستعدًا للقتال في أي وقت، ولم أكن أهتم بشتم أحد، سواء كان ابن عمي أو جاري
رأيتني في ظلال ونعمة، وركبت العتاق راكبًا
وفي يوم ما تراني في ساحة مستديرة تخترق طرف ثيابي بأطراف الرماح
وهما يقفان عند بئر السمينة يستمعان إلى صوت الغرّ والبيض الحسان الرّوانية
لأنكما خلفتما خلفي قفرةً، يهبُّ فيها الريحُ السّوافية
ولا تنسَ عهدي خليلي بعدما تقطعت أوصالي وتبللت عظامي
ولن يتوقف أتباعي عن البث المؤثر ولن يفتقد الميراث الذي أوصيت به
يقولون: لا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنونني وأينَ مكانُ البُعدِ إلا مَكانيا
أشعر باللهفة للغد، عندما ينامون بعيداً عني وأصبحت وحيداً
صباح اليوم، كانت أموالي تنتمي لي، ولكنها الآن تنتمي لشخص آخر
يا ليت شعري يعلم هل تغيرت حال الرحا، هل أصبحت جرياناً كالمثل، أم لا؟
إذا كان الحي يحلو فكله جميل، وإذا تجمعت فيه الأبقار حمّتدم عيونهم سواجيا
رعي الأغنام والماشية، وكاد الظلام يغمرها حيث تساقطت الخزامى والأقاحيا
هل يجب عليّ ترك العيس العوالي بالضحى تعلو المتان الفيافيا بركبانها؟
عند عصب الركبان بين عنيزة وبولان عاجوا المبقيات النواجيا
يا ليت شعري يعلم هل بكيت أم أنت السبب، كما لو أنهم لو نادوا بوفاتك بالبكاء
في حال وفاتي، اذهبي إلى القبور وسلمي على الرمس، واسقي السحاب الغوادية
على سطح مسطح تساقطت الرياح فوقه ترابا تماما كما يفعل بأوراق الأشجار الجافة
تم الاحتجاز بين أحجار وتربة، وقرارتها أسفرت عن كسر عظام الرجل
يا رفيقا إما أن تعرضا أو أبلغا بني مازن والريب أن لا تلتقيا
إذا عبرت القلوصة الوعرة في الركاب، ستفلق الأكباد وتبكي بواكيا
وأبصرت نار المازنيات موهنة بعلياء، يثنى الطرف عنها رانيا
بأعواد النجوج أضاء وقودهمها في ظلال السدر حوراً جوازياً
غريبٌ بعيد عن دياره، يقفز بقوّة تدل عليه الدهور على أنه لا يمكن أن يُضاهَى
أعيد طرفي حول رحلي لأرى من خلالهما المناظر الطبيعية الجميلة
وبالرمل، شفنا نساء لو شاهدوني، بكين وتقدمن لدواء المداوي
منهن أمي وابنتاي وخالتي وأخرى تبكي بحرقة شديدة
لم يكن الرمل وأهله عندي عهدًا ملزمًا ولم أودعهم بالرمل قولًا