من هو ” ماكس فيبر ؟ “
ماكس فيبر
ماكس فيبر هو عالم اجتماع شهير ، قدم العديد من الكتب والأطروحات، و ساهم في إثراء الحياة الفكرية ، ولكن للإجابة على سؤال من هو ماكس فيبر ، يجب التعرف على تفاصيل من حياته سواء في ذلك التفاصيل الشخصية ، أو تفاصيل شهرته التي جعلت الحديث يدور والسؤال ، لا يزال حقل للبحث حوله ، من هو ماكس فيبر ، بعد ما يقارب المائة عام على وفاته.
تتضح الإجابة على السؤال حول ماكس فيبر بالتعرف على جزء من شكل الحياة الثقافية، والفكرية ، والسياسية ، والاجتماعية و الاقتصادية ، للعالم بشكل عام في ذلك الوقت ، وألمانيا خاصة، وبالأخص علم الاجتماع ، ذلك العلم الذي اشتهر ماكس فيبر بالانتماء له ، بل واشتهر عنه أنه أحد الأباء الروحيين لذلك العلم لذلك تجدر الإشارة إلى توضيح شكل الحياة الفكرية في العالم في ذلك الوقت، وهو الوقت الذي سطع فيه نجم العديد من مشاهير الفكر والثقافة والاجتماع منهم
- أوجست كونت، عالم فرنسي.
- إرفنج جوفمان.
- كارل ماركس، الثائر ، والمفكر.
- هاريت مارتينو.
في خضم هذا العدد من المفكرين و المثقفين ، وتأثيرهم على الحياة الثقافية في العالم أجمع ، ولد العالم الألماني ماكس فيبر أو ماكسيميليان لعائلة مسيحية ، وكانا والداه من المنتمين لأحد طوائف المسيحية ، وهي البروتستانتية، وهي أحد طوائف المسيحية الأقل اعتراف بسلطة الكنيسة و الباباوات، ولد يحب الانعزال ، والزهد.
هذا المسار قد ساهم بشكل كبير في تكوين شخصية ماكس فيبر وتشكيل أفكاره ومنحه حرية التعبير والتفكير. كانت عائلة ماكس فيبر تعيش في ظروف معيشية جيدة وتمتلك وسائل إنتاج تعزز جودة حياتهم، وتمكنهم من توفير التعليم والتعلم لابنهم وتوفير حياة خالية من المعاناة المالية. كل هذا ساهم في نجاحه العلمي والثقافي والفكري.
كانت حياة ماكس فيبر في بداية حياته، ولا سيما في سنوات تعليمه الأولى، لا تشير إلى ما وصل إليه فيما بعد، إذ لم يكن طالباً جاداً أو متفوقاً، بل العكس كان صحيحاً بالنسبة لمعلميه ووالده.
كان والد ماكس فيبر محامياً وسياسياً نبيلاً من نبلاء عصره، وكان يختلف باستمرار مع ابنه ولم يكن هناك اتفاق بينهما بسبب الاختلافات، حتى في سنوات متأخرة من عمرهما وحتى وفاته.
ولد ماكس فيبر في ألمانيا في عام ألف وثماني مائة وأربعة وستون، وعاش في بيت بروتستانتي ، يحمل الصفات و الأخلاق البروتستانتية ، لا يتقيد بقيود الكنيسة و هو لأب أحد أعضاء حزب سياسي ، وهو القومي الليبرالي الألماني ، المعروف باهتمامه بالثقافة والعلم وحرية الرأي ، ليجد نفسه محاط بالمثقفين والمفكرين ، وطبقة السياسيين ، مما أثر في تعليمه ، واختياراته لاحقاً.
في بداية حياته، التحق ماكس فيبر بكلية الحقوق ودرس الحقوق، ثم التحق بعد ذلك بدراسة الاقتصاد. وتأثر تكوين شخصية ماكس فيبر بدراسة الحقوق والاقتصاد، إلى جانب النشأة الدينية والثقافية في عائلته.
مسيرة ماكس فيبر العلمية
انضم ماكس فيبر إلى جامعة فريدريش فيلهيلم في برلين، ودرس الحقوق والاقتصاد، ودرس التاريخ والفلسفة. دمج ما درسه من تاريخ واقتصاد ليقدم أطروحاته الفكرية بشكل أكاديمي علمي. وبفضل ذلك، حصل ماكس فيبر على شهادة بتقدير شرفي أول في الدكتوراه، حيث ناقش في رسالته العصور الوسطى وحياة التجارة فيها وأنواع طبقات المجتمع
عمل ماكس فيبر كمدرس في جامعة فرايبورغ وجامعة هايدلبرغ، وكان أستاذًا جامعيًا في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ وجامعة فيينا، وهذه جامعات ألمانية.
قام ماكس فيبر بتوسعة مجال عمله الأكاديمي ليشمل العديد من المجالات والتخصصات المختلفة مثل علم الاجتماع والدين والاقتصاد والقانون والتاريخ والفلسفة، وقدم إسهامات عديدة في هذه المجالات التي تأثرت بشكل كبير على الحياة الثقافية. واستمر في عمله في الجامعات والتدريس لعدة سنوات. ومع ذلك، تعرض لحالة نفسية شديدة أثرت عليه بشدة، وكانت السبب المباشر في توقفه عن العمل في الجامعات والتدريس. وعمل أيضا محررا في مجلة العلوم الاجتماعية بعد تعافيه من حالة الاكتئاب النفسي الذي أصابه بعد وفاة والده.
إسهامات ماكس فيبر
تعددت مجالات إسهامات ماكس فيبر، حيث تشعبت و اختلفت فيما بين مجال السياسة ، والدين ، الاقتصاد، القانون، التاريخ ، الفلسفة ، الاجتماع ، وقد كان تنوع اهتماماته أثر كبير في تنوع و اختلاف إسهاماته في عدة مجالات وقد أبدى ماكس فيبر اهتماماً خاصاً بعلم الاجتماع والسياسة و الدين ، وكانوا أكثر مجالاته بوجه عام اهتمام.
كان ماكس فيبر مهتما بظاهرة الحداثة وتحليلها، وكان يهتم بالاقتصاد في مؤسسات الدولة وتطور الفكر الإداري. وكان رائدا في استخدام وتعريف مصطلح البيروقراطية والأخلاق البروتستانتية، ويعتبر مرجعا في علم الاجتماع حتى الآن، حيث يعود العديد من المهتمين بمجال الاجتماع إلى أفكاره وكتبه ونظرياته. ولا يمكن لدارس أو مهتم بعلم الاجتماع أو بحث نشأة علم الاجتماع أن يخلو عقله من التأثر به. ويعد إسهاماته من أهمها
- تقديم مجلة أرشيف للعلوم السياسية والاجتماعية.
- عضو ألمانيا في مؤتمر السلام.
- ألف كتاب اليهودية القديمة.
- قدم كتاب الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية.
- تفسير ظاهرة الحداثة.
- ألف كتاب العلم والسياسة بوصفهما حرفة.
- تقديم كتاب مفاهيم أساسية في علم الاجتماع.
- كتاب الاقتصاد والمجتمع.
- قدم التصور النماذج المثالية.
- قدم مصطلح البيروقراطية ومفهومه.
- ألف كتاب ديانة الهند.
- – أنتج دراسات دينية وتعامل مع الفكر الاشتراكي ونقده.
- وضع أطروحات في علاقة الدين بالاقتصاد.
- بدأ في دراسة الدين الإسلامي ولكنه توفي قبل إصدار كتاب عن دراساته.
- ألف كتاب ديانة الصين.
- تحويل علم الاجتماع إلى علم حديث.
- قدم كتاب الأسس العقلانية والسوسيولوجية للموسيقى.
- كتاب دعوة للعلم.
- ألف كتاب علم الاجتماع والدين.
- قدم مقالات عديدة في علم الاجتماع، وتم ترجمتها وجمعها في كتب.
أفكار ماكس فيبر
يعتقد ماكس فيبر أن الحداثة والعقلانية لهما علاقة وثيقة، وهذه العلاقة هي السبب وراء تقدم أوروبا وشعوبها في مجالات مثل البيروقراطية والتكنولوجيا والسياسة. ويعتبر هذا الارتباط بين الحداثة والعقلانية قويًا.
كان من أفكار ماكس فيبر ، قدرته على النظر إلى حياة الفرد الأوروبي في هذه الفترة الزمنية مع الاتصال المفروض بين عالمه هو ، وعالم غيره من باقي العوالم الأخرى للبشر الذي أخضعها لقوته بالغزو ، سواء في ذلك كان ذلك الغزو غزو فكري أو تقني أو غزو حقيقي عسكري ، وما سيصل إليه حال الفرد الأوروبي بعد ما قدمه من ثقافة ، وفكر.
وفاة ماكس فيبر
في عام ألف تسعمائة و ثمانية عشر عاد ماكس فيبر من عزلته التي عاشها بعد وفاة والده ، وعاد للإنتاج الفكري ، والثقافي مرة أخرى ، وعمل على تقديم مقالاته العلمية ، حتى ظهور ما تسمى بـ الأنفلونزا الأسبانية ، والتي سادت في ذلك الوقت ، وإصابة ماكس فيبر، وتوفى بها في عام ألف وتسعمائة وعشرين عن عمر ست وخمسين عام.