اسلاميات

من هو كليم الله ؟ ” ولماذا سمي بذلك ؟ “

من هو النبي الذي يطلق عليه كليم الله

من هو النبي الذي يطلق عليه لقب كليم الله وما هو السبب وراء هذا اللقب، حيث أطلق على العديد من الأنبياء -عليهم السلام- ألقابا تناسب مقام كل نبي، فأطلق على نبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم) لقب حبيب الله، وأطلق على نبي الله إبراهيم -عليه السلام- لقب خليل الله، وأطلق على نبي الله عيسى -عليه السلام- لقب روح الله، وأطلق على نبي الله آدم -عليه السلام- لقب صفي الله، وأطلق على نبي الله موسى -عليه السلام- لقب كليم الله.

لماذا سمي النبي موسى بكليم الله

يجب علينا عند التحدث عن من هو النبي الذي يطلق عليه كليم الله التطرق إلي معني تكليم الله -سبحانه وتعالى- للانبياء -عليهم السلام- فقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنَّ هناك العديد من الطرق والوسائل التي يتم تبليغ الرسائل للأنبياء -عليهم السلام- من خلالها إما عن طريق الوحي من خلال سيدنا جبريل -عليه السلام- ومنهم من كلمهم الله سبحانه وتعالى.

ذلك يعني أن الله – سبحانه وتعالى – يتحدث إليهم دون أن يراهم (من وراء الحجاب)، حيث يقول تعالى في محكم التنزيل: “وليس من حق البشر أن يتحدثوا مع الله إلا بوحي أو من وراء حجاب، أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء. إنه على كل شيء قدير وحكيم.” وقد اختار الله – سبحانه وتعالى – سيدنا موسى – عليه السلام – واحدا من الأنبياء الذين تكلموا معهم الله، ولذلك أطلق على سيدنا موسى – عليه السلام – اسم أبيه عمران وجده سيدنا يعقوب – عليه السلام – هذا اللقب العظيم، وهو لقب كليم الله، وهذا يعني أن الله تكلم سيدنا موسى – عليه السلام – على الأرض، حيث أكرم الله – سبحانه وتعالى – سيدنا موسى – عليه السلام – وتكلم معه الله مباشرة من فوق سبع سماوات بدون وحي (أي بدون وسيط مثل الأنبياء الآخرين – عليهم السلام)، ويدل على ذلك قوله تعالى: “وتكلم الله موسى تكليما.

وقوله تعالى: إنني اخترتك فوق الناس برسالتي وكلامي”، وهذا كان تفضيلا من الله – سبحانه وتعالى – لسيدنا موسى – عليه السلام – ولباقي الأنبياء، حيث قال الله تعالى “تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات”، وسيدنا موسى هو النبي الذي اختاره الله – سبحانه وتعالى – لينزل لبني إسرائيل ويهديهم ويدعوهم لتوحيد الله وعدم الشرك به ويدعو فرعون وقومه لترك عبادة الأصنام.

قصة النبي كليم الله

تعتبر قصة سيدنا موسى -عليه السلام- واحدة من أشهر القصص النبوية، وتبدأ قصة سيدنا موسى، الذي كان كليم الله تعالى في القرآن، في عهد فرعون الذي كان يحكم مصر. وكان هناك معجزة وعبرة من الله -سبحانه وتعالى- في ولادة سيدنا موسى -عليه السلام-، حيث رأى فرعون في حلمه قبل ولادة سيدنا موسى نارا تقترب من القدس تحرق سكان مصر ما عدا بني إسرائيل. فطلب فرعون تفسير هذا الحلم من الكهنة، وأخبروه أنه سيخرج رجل من تلك البلاد أو من بني إسرائيل، وسيكون بيديه نهاية حكم فرعون. فأمر فرعون بقتل جميع الأطفال الذكور الحديثي الولادة من بني إسرائيل.

منذ ذلك الوقت ومن بني إسرائيل، ولكن الله -سبحانه وتعالى- هو القوي الحافظ الذي حمى سيدنا موسى منه، فبعد ولادة سيدنا موسى، أوحى الله إلى أمه أن تلقيه في النهر قائلا: “وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخفي ولا تحزني، إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين.” وقام الله -سبحانه وتعالى- بحمايته. فوضعت الأم الطفل (سيدنا موسى) في صندوق وألقته في النهر حتى وصل إلى مكان قريب من قصر فرعون. هناك وجدته امرأة فرعون وكانت عاقرا، وعندما رأت الطفل، ألقى الله محبة الطفل في قلبها. وبعد إصرارها الشديد على الاعتناء بالطفل، وافق فرعون ولكن موسى رفض الرضاعة من جميع المرضعات في القصر. حتى وصلهم الله إلى والدته. فقامت هي بتولي أمر رضاعته ورد الله -سبحانه وتعالى- الطفل إليها بقدرته. ثم تربى سيدنا موسى في قصر فرعون، دون علم فرعون بأصل موسى ودون معرفته بأن سيدنا موسى سيكون سبب هلاكه. وعندما كبر سيدنا موسى -عليه السلام-، عرف فرعون أن أصل موسى يعود إلى بني إسرائيل، الذين ارتكب فرعون وقومه الظلم والتعذيب بحقهم. في يوم من الأيام، شاهد رجلان يتقاتلان، وكان أحدهما من قومه. فانتصر لصاحبه وقتل بالخطأ رجلا من المصريين، أثناء دفاعه عن أبناء قومه الضعفاء. فتآمر القوم على قتله، ونصحه رجل مؤمن بالهروب من مصر قبل أن يقتل على أيدي تلك الطغاة الظالمين. وبالفعل، هرب سيدنا موسى إلى أرض مدين، حيث التقى بسيدنا شعيب. هناك تزوجه من ابنته وعمل لديه لمدة عشر سنوات. وبعد انتهاء تلك الفترة التي تفقدوا عليها، خرج ليعود إلى أهله في مصر. وفي طريق عودته، شاهد جمرة من النار في ليلة شديدة البرودة والمطر. قمر بوضع أهله وتركهم ليتولى أمر تلك المنطقة، ولكن عندما وصل كلمة الله تعالى إليه.

وأمره أن يذهب إلى فرعون وقومه ويقوم بدعوتهم إلى عبادة الله وحده فذهب إلى فرعون وقام بنشر الدعوة وتبليغ الرسالة، وقام سيدنا موسى بتحدي فرعون ببعض المعجزات التي أعطاها الله له، ولكن فرعون رفض وأصر على شركه بالله، واتهم سيدنا موسى وهارون بأنهما سحرة يقومان بذلك لإضلال المصريين وإبعادهم عن الإيمان والعبادة. ثم خرج فرعون وجنوده يطاردان سيدنا موسى وبني إسرائيل، ولكن موسى وقومه تمكنوا من عبور البحر بعد أن ضرب موسى البحر بعصاه، وعندما حاول فرعون وجنوده عبور البحر، أغرقهم الله فيه وجعلهم عبرة للعالمين.

معجزات سيدنا موسى “كليم الله”

منح الله تعالى الأنبياء والرسل العديد من المعجزات لتثبيت ما أرسلوا به من الرسالات، وكان سيدنا موسى -عليه السلام- أحد هؤلاء الأنبياء الذي أعطاه الله تعالى العديد من المعجزات. وفيما يلي، سنوضح تلك المعجزات

  • معجزة العصا 

هذه هي العصا التي كان سيدنا موسى يستخدمها في بعض حوائجه، ولكن الله سبحانه وتعالى جعلها تتحول إلى أفعى عظيمة ابتلعت ما صنعه سحرة فرعون من سحر لكي يتمكنوا من إيهام الناس.

  • معجزة اليد البيضاء 

عندما يدخل سيدنا موسى يده في جيبه ويخرجها بعدها بيضاء تسر الناظرين.

  • انقسام البحر بالعصا 

عندما كان سيدنا موسى عليه السلام يهرب هو وقومه من فرعون وجنوده، ضرب البحر بعصاه.

  • ضرب الحجر بالعصا 

بعدما ضرب سيدنا موسى الحجر بالعصا، خرج الماء منه.

  • تظليله بالغمام
  • يتم إسقاط الطعام على الأرض للمن والسلوى وقومه
  • إنقاص المحاصيل والثمرات لدى فرعون وقومه.
  • أرسل الله سبحانه وتعالى الآيات إلى فرعون وقومه عقابا لرفضهم عبادة الله وحده

مواضع ذكر سيدنا موسى -عليه السلام- في القرآن الكريم

حيث تم ذكر قصة سيدنا موسى عليه السلام في العديد والمختلف من الآيات في القرآن الكريم مثل: سورة البقرة وسورة الأعراف وسورة إبراهيم وسورة الإسراء وسورة طه وسورة النمل وسورة الشعراء وسورة الدخان وسورة النازعات وغيرها من السور، حيث تكرر ذكره 136 مرة كما ذكر في كتب العلماء، وتم ذكره على 16 مقطع في الآيات وفي عدد كبير من سور القرآن الكريم.

حيثُ يذكر الله قصة سيدنا موسى بمختلف فترات حياته على ذلك يقول الله تعالى في سورة إبراهيم: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ”، وفي سورة الإسراء يقول تعالى أيضًا: “وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً”، ومنهم أن سيدنا موسى -عليه السلام- هو أحد أولى العزم من الرسل فقد كلَّمه الله و اصطفاه، حيثُ قال تعالى: “وَ لَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ”، وقال أيضًا: “وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً”.

دعاء سيدنا موسى عليه السلام

هناك عدة أدعية لسيدنا موسى -عليه السلام- وفي أكثر من سورة في القرآن الكريم، ولكن هناك أشهر دعاء دعاه نبي الله موسى عندما كلفه الله تعالى بالرسالة وأمره بالذهاب إلى فرعون ليدعوه هو وقومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له فقام بالدعاء إلي الله بذلك الدعاء، حيث يقول الله تعالى على لسان موسى: “قال رب اشرح لي صدري* ويسر لي أمري* واحلل عقدة من لساني* يفهموا قولي* واجعل لي وزيرا من أهلي* هارون أخي* اشدد به أزري* وأشركه في أمري” من سورة ط.

وأيضاً عندما هرب من مصر إلي مدين وعندما وصل مدين فقام بمساعدة فتاتين تسقيان قطيع من الأغنام وكان والدهما النبي شعيب -عليه السلام- فدعا موسى عند ذلك وقد شعر بافتقاره إلى الله، ويقول الله تعالى: وقدم لهما الماء، ثم توارى إلى الظل وقال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقيرمن سورة القصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى