من هو ” فريد ريجز ؟ ” Fred Riggs

فريد ريجز – Fred Riggs

فريد دبليو ريجز (3 يوليو 1917 – 9 فبراير 2008) كان من الرواد في تطوير النماذج والنظريات الإدارية، وهو المفكر الإداري الأكثر تمثيلا في المجتمع الحديث. اشتهر بدراسته في المقارنة العامة للإدارة (CPA) وخاصة بنموذج ريجيسان “النماذج المنشورية المنقسمة المدمجة.” كما كان أستاذا فخريا في قسم العلوم السياسية بجامعة هاواي في الولايات المتحدة الأمريكية وحاز على العديد من الجوائز من مؤسسات ودول مختلفة تقديرا لمعرفته في فهم النظرية الإدارية.

والد الإدارة العامة المقارنة، فريد ريجز، طور في عام 1956-1957 تصنيفاً يُطلق عليه “AGRARIA-TRANSITIA-INDUSTRIA”، وتم تطوير هذا النموذج بالكامل في عام 1957، ويعكس خصائص المجتمعين، أي المجتمعات الزراعية والصناعية.

المجتمع الزراعي هو حالة المجتمع حيث تسود الأنشطة الزراعية، وهي معروفة بشكل أساسي بميزاتها المختلفة مثل القيم النسبية ، ونمط الانتشار الوظيفي ، والحركة المكانية المحدودة ، والأنماط والمعايير التقليدية ، وما إلى ذلك، أعطى ريجز مثالاً على الإمبراطورية الصينية في هذا السياق.

التطرف الآخر لهذه النظرية يتمثل في المجتمع الصناعي حيث تتوفر الأنشطة الصناعية، ويتركز على ميزات مختلفة مثل معايير الأداء، والتميز المهني العالي، وزيادة الحركية المكانية، والنمط الحديث للمجتمع وما إلى ذلك.

كيف أصبحت البيئة عاملًا في الإدارة العامة

قد قدم جهدا فريدا وبذل مجهودا كبيرا في البحث عن نموذج موضوعي وفعال لتحليل الإدارة العامة في البلدان النامية، من خلال المقارنة والنظر إلى المنظورات البيئية. وبفضل معرفته بالنظرية الاجتماعية، طور “النماذج المندمجة – المنشورية – المشتتة” لفهم الهياكل الإدارية والسلوك التنظيمي. كان الدافع الرئيسي وراء تطوير نموذجه هو أن النماذج الغربية ذات صلة أقل بالدول النامية، التي تتمتع ببيئة وسياقات فريدة فيما يتعلق بالهياكل الاجتماعية والحياة الاقتصادية والممارسات الثقافية والرموز السياسية وتوزيع السلطة وتقسيم العمل وغيرها.

أما بالنسبة للدول المتقدمة، فإن الأنظمة الإدارية في تلك البلدان تتكون إلى حد كبير من البيئة، وبالتالي تأثر العديد من العلماء في جميع أنحاء العالم بكتاباتهم ونماذجهم لفهم نظرية الإدارة العامة المقارنة، وذلك منذ الستينيات.

كيف طور ريجز نظرية الادارة العامة

لدعم مقترحاته، استعان ريجز بالمفاهيم والمصطلحات المستخدمة في مجالات مثل علم الاجتماع والفيزياء وعلم الأحياء لشرح النهج البيئي للإدارة العامة، ولهذا الغرض، استخدم نهجين تحليليين هما النهج البيئي والنهج الهيكلي والوظيفي

النهج البيئي

النهج البيئي في دراسة الإدارة العامة قدم مساهمة مميزة. يشمل بيئة الإدارة العامة دراسة مكان الأشخاص وممتلكاتهم. لتعزيز هذا المفهوم، قام ريجز بتحليل العلاقة بين النظم الإدارية والعوامل البيئية مثل التاريخ والهياكل الاجتماعية والتقاليد والعادات والوضع الاقتصادي والرموز السياسية والتكنولوجيا والاتصالات. ومن منظور أوسع، شرح كيف تؤثر الظروف البيئية على النظم الإدارية استنادا إلى دراساته في تايلاند والفلبين بشكل توضيحي.

النهج الهيكلي الوظيفي

يعتمد تحليل ريجز للإدارة العامة في المقام الأول على نهج هيكلي وظيفي،حيث يشير إلى الهيكل كنمط نشاط المجتمع، ويتصور هذا النهج أنه في كل مجتمع يجب تنفيذ وظائف مهمة معينة من خلال عدد من الهياكل مع تطبيق بعض الأساليب المحددة، بناءً على ذلك ، حاول ريجز شرح المجتمعات المختلفة،  المجتمعات الزراعية التقليدية ، والمجتمعات الصناعية عالية التطور ، والمجتمعات النامية متميزة وظيفيا وهيكلية.

وصفت المجتمعات التي تعمل بصورة متكاملة وظيفياً بأنها مجتمعات مدمجة

• في المجتمعات التقليدية، تكون الوظائف الاجتماعية والهيكل الاجتماعي مترابطة بشكل كبير، حيث لا يوجد تقسيم منظم للعمل.
• تحدد مجتمعات وظيفيا، كما هو مشهور في المجتمعات الصناعية.

بالإضافة إلى هاتين المجموعتين المتطرفتين تماما، أي التقسيم بين مجتمع العمل ومجتمع محدد جدا، هناك مجتمع ثالث يسمى المجتمع المنشوري – نموذج ريجز الأكثر شيوعا. أكد ريجز أن “النماذج المنشورية المشتتة” هي أنواع “مثالية” لا يمكن العثور عليها في أي مجتمع فعلي. ومع ذلك، ستساعدنا هذه النماذج على فهم وتحليل المجتمعات ووظيفة الأنظمة الإدارية.

السيناريو الحالي للإدارة العامة

تغيرت الإدارة العامة بشكل جذري في النواحي النظرية والعملية، من خلال تحولات غير مسبوقة في أسسها الأيديولوجية والهيكلية والمعايير المعتمدة بشكل كبير على الافتراضات أو المبادئ التي تدفعها السوق. يتم تجسيد هذه التغييرات النموذجية في العديد من الأحيان مع استمرار الاهتمام الكبير بالإدارة العامة الجديدة، وخاصة في سياق المناقشات والتواصل، في جميع أنحاء العالم.

إنه يمثل تغييرا جذريا في العالم النامي، حيث يتم تقديم نموذج جديد لإدارة ما بعد الاستعمار المعروف بإدارة التنمية وإيكولوجيا ريجز للتحدي الذي يفرضه هذا النموذج الجديد المركز حول السوق. ظهور مقترحات ونماذج محايدة أخرى للسياق تسهم في تفاقم التعقيد في الإدارة العامة في العالم النام، مثل الإدارة الجيدة وشراكة القطاعين العام والخاص وأفضل الممارسات، وما إلى ذلك.

تسبب ظهور السياسات والإصلاحات النيوليبرالية وانتشارها في جميع أنحاء العالم، والتحولات الفكرية المماثلة نحو الإطار التحليلي المشابه للأعمال، في تهميش نسبي وربما الاستبدال الكامل لمثل هذه التقاليد البحثية المقارنة.

مساهمة نظرية فريد ريجز في تحسين الإدارة العامة البيئية

بشكل عام، ينبغي للإدارة البيئية العامة تحسين نقاط الضعف الخاصة بها باتباع الطرق التالية:

أولا، عند استخدام الإدارة البيئية كنهج بحثي، يجب تجنب الافتراض أن البيئة وحدها قادرة على تحديد السلوك الإداري. لاحظ ريجز أنه على الرغم من أهمية وصف تأثير البيئة على العناصر الأخرى، يجب أيضا أن ندرك تأثير الأفراد على البيئة. فقط من خلال مراعاة الجوانب المتبادلة للتأثيرات يمكننا أن نأمل في تطوير نموذج بيئي حقيقي.

ثانيًا ، على الرغم من أن النهج البيئي يحاول شرح عملية التحول داخل نظام قائم أو ضمن عمل بيئة غريبة ، إلا أنه لا يزال يتجاهل إلى حد كبير الاهتمام النهائي للإدارة العامة ، أي تقييم السياسات وتحقيق الأهداف المقصودة، يشير ميلتون ج، إيسمان ، الباحث المقارن في الإدارة العامة ، إلى أنه بالإضافة إلى البحث التقليدي ، ينبغي على المرء أيضًا أن يولي مزيدًا من الاهتمام لتلك الدراسات التي تقدم مساهمة مباشرة في جوهر الإدارة العامةظ

وتشمل هذه الدراسات حول التنمية الصناعية ، والتعليم ، وعلوم الصحة العامة ، وإدارة شؤون الموظفين ، والسياسات المالية والاقتصادية ، من بين أمور أخرى، وبالتالي ، بدلاً من الإشارة إلى القيود السلوكية ، يجب أن يركز النهج البيئي على نقاط القوة في حل المشكلات بدلاً من ذلك. أخيرًا ، عادةً ما تستند النماذج الإدارية العامة التي تبني على أساس النهج البيئي إلى افتراضات بديهية ومسبقة، حيث تم العثور على النماذج غير فعالة ومرهقة بسبب افتقارها إلى الخبرة التجريبية.