من هو فاتح بلاد الصين
عندما نتحدث عن فتح الصين، نجد اسم القائد المسلم فاتح الصين، وهو قتيبة بن مسلم، الذي عرف بأنه من أعظم المحاربين ويعتبر أيضًا من فاتحيالصين .
من هو فاتح بلاد الصين
قتيبة بن مسلم هو القائد المسلم الذي فتح الصين، وله سجل طويل من الانتصارات. لم يكن لديه مفهوم للراحة، بل كان يسعى دائما لتحقيق مزيد من الانتصارات الكبرى بكل قوة وشجاعة. كان القيام بالمعارك والفتوحات هو الطريقة الوحيدة التي كان يستمتع بها ويشعر بالراحة. كانت تحطيم أصنام المشركين ونشر الإسلام في كل مكان هي وسيلته المثلى للتسلية .
وكذلك فإنه كان يحرص دائمًا على أن يرفع راية الإسلام في كل مكان ، وعلى الرغم من أنه قد واجه الكثير من الصعاب والتحديات إلا أنه تمكن من تجاوز ذلك ولم يؤثر عليه في الطريقة التي كان يتبعها للدعوى والتي كان يسعى من خلالها نشر الإسلام في جميع أنحاء العالم ، ولقد عرف بأنه محارب صلب ولا يهاب أي شيء ، وبسبب القوة والشجاعة التي كان بها فإن كان يبث الخوف والرعب في نفوس الأعداء على الرغم من جميع الممتلكات التي كانت لديهم ، ولقد كان إسمه بالكامل هو أبو حفص قتيبة بن مسلم الباهلي والذي عرف بإسم قتيبة بن مسلم .
قصة قبيلة باهلة
قبيلة التي كان قتيبة بن مسلم ينتمي إليها كانت تؤمن بأن الإسلام هو ما يحمي قلوبنا، وقد أثبت قتيبة بن مسلم ذلك من خلال الفتوحات التي قام بها لنشر الإسلام، على الرغم من أن قبيلة باهلة لم تكن ذات أهمية كبيرة في الجاهلية. ومع ذلك، رفع الرسول – صلى الله عليه وسلم – مكانتهم عندما سأله الأشعث بن القيس قائلا: ((يا رسول الله، هل تعوض دماءنا؟)) وكان يقصد القصاص، فأجاب: “نعم، لو قتلت رجلا من قبيلة باهلة لقتلتك.” وقد رفع الرسول – صلى الله عليه وسلم – مكانتهم، حيث قام الإسلام بإلغاء جميع الطبقات الاجتماعية التي كانت موجودة في الجاهلية، حيث أصبح الإسلام دين المساواة
فتوحات قتيبة وعصره الذهبي
كان يطلق على عصره العصر الذهبي وذلك بسبب كثرة الفتوحات التي قام بها ، حيث أن طارق بن زياد عندما كان يحارب في الأندلس فلقد كان قتيبة بن مسلم يقوم بفتح المدن في الصين النائية ، ولقد كام بالفعل مصدر تهديد على الإمبراطورية الخاصة بها على الرغم من قوتها وعلى الرغم من الجيوش الخاصة بهم .
بعد فتح حوض نهر سيحون والمدن التي توجد فيه، اتجه المسلمون إلى الصين واستمروا في التوغل بها وفتحها حتى وصلوا إلى مدينة كاشغر وفتحوها، لتصبح بعد ذلك قاعدة إسلامية. ولكن الجيوش الإسلامية لم تتجاوز الجانب الشرقي من آسيا .
في حين قرر أن يفتح الفرغان ويستقر فيها، اختار عشرة من أكثر الرجال بلاغة في قومه وعين هبيرة بن مشمرج الكلابي قائدا لهم. يتميز هبيرة بذكاءه وفطنته وإيمانه ولباقته في الحديث، ولذلك اختير ليكون قائدا لهم. كانت مهمتهم الذهاب إلى إمبراطور الصين وإبلاغه بالفتح الإسلامي القادم إليه. وعندما التقوا الإمبراطور وتحدثوا معه وأبدوا لباقتهم، أخبرهم بأن يحضروا قائدهم الأعلى، فأحضروا هبيرة بن مشمرج الكلابي. وحدث هذا الحوار بينهم
(( فقال له : أصدقني القول يا هذا وإلا قطعت رأسك ، فقال الملك : ما أحسن ما دبرتم دهركم، فانصرفوا إلى صاحبكم – كان يقصد به قتيبة – وقولوا له : ينصرف راجعاً عن بلادي ، فإني قد عرفت حرصه وقلة أصحابه ، وإلا بعثت إليكم من يهلككم عن آخركم، فقال له هبيرة : أتقول لقتيبة هذا ؟! فكيف يكون قليل الأصحاب وأول خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون في بلاد الشام ؟ وكيف يكون حريصاً من خلف الدنيا وهو قادراً عليها، وغزاك في بلادك ؟ وأما تخويفك إيانا بالقتل فإننا نعلم أن لنا أجلاً إذا حضر فأكرمها عندنا القتل ، فلسنا نكرهه ولا نخافه.
فقال له الملك:ما الذي يرضي صاحبكم حتى يكف عني؟” فأجاب: “قد أقسم أنه لن ينصرف حتى يطأ أرضك ويختم ملوكها ويجبي الجزية منها.” فقال أنا أبر يمينه وأخرجه منها، وأرسلت إليه ترابا من أرضي وأربعة غلمان من أبناء الملوك، وبعثت إليه ذهبا كثيرا وحريرا وثيابا لا يعرف قيمتها أحد. ثم جرت بينهم مفاوضات كثيرة، وفي النهاية اتفقوا على أن يبعث بصحن من ذهب واسع يحتوي على تراب من أرضه ليطأه قتيبة، وأرسل مجموعة من أبنائه وأبناء الملوك ليختموا أعناقهم، ثم أكرمهم وأعادهم إلى أهلهم. وبعث له مالا وفيرا ليبرح به يد قتيبة
موت قتيبة بن مسلم
على الرغم من ذلك إلا أنه كان ينتظر الفرصة المناسبة التي يمكنه أن يذهب بها إلى بلاد الصين بدون أن يمنعه أي شخص من القيام بذلك ، ولكن ما منعه أن جاءه خبرة وفاة الخليفة (( الوليد بن عبدالملك )) الذي تولى من بعده أخيه (( سليمان بن عبدالملك )) ولكنه لم يكن علاقته جيدة بـ ( سليمان ) حيث أنه كان بينهم عداوة قديمة بسبب أنه بايع الوليد وأن يقوم بعزل أخية من الولاية ، وعندما سمع قتيبة بذلك فإنه قام بإعداد الجيش حتى يقوم بقتل سليمان ، ولكن رجال الخليفة لم يتركوا وقاموا بمحاصرته هو وجميع من معه وتم قتله ، ولقد كان ذلك في عام 96 هجريًا ، وكان نهايته هي نهاية غدر بعد أن كان يجوب البلاد ويطلب الملوك العظام الآمان والعفو منه بسبب جيوشه التي لا يمكن حصرها .
تاريخ قتيبة بن مسلم
ولد في مدينة البصرة عام 48 هجريًا، وكان والده مسلم بن عمرو، الذي كان له سجل كبير في القتال، وقد قاتل أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير في معركة ضد عبد الملك بن مروان، حتى تم استشهاده في عام 72 هجريًا .
من أبرز الصفات التي يتميز بها قتيبة هي حب القتال، وكان لديه عقل راجح وحكمة وقوة، مما جعله يصبح ملكًا ومثابرًا وينفذ العديد من الفتوحات في البلاد .