من هو طومان باي ؟.. وأحداث حصلت اثناء حكمه
طومان باي
آخر حاكم لدولة المماليك في مصر كان الأشرف أبو النصر طومان باي، وهو السلطان الوحيد الذي تم إعدامه بشنقه على باب زويلة. حكم مصر منذ موت عمه الغوري في معركة مرج دابق في عام 922 هـ / 1516م، وتم تعيينه نائبا لعمه قبل المعركة
تم تعيينه في المنصب في 14 رمضان 922 هـ، ولم يكتمل تنصيبه كحاكم للبلاد بسبب الخوف من العثمانيين الذين كانوا يتربصون بها، وتم تزيين شوارع القاهرة ومشي موكبه مع الأمراء وكبار رجال الدولة ومندوب الخليفة العباسي بين الناس.
تولى طومان باي حكم البلاد وهي في أسوأ حالاتها بسبب سوء الحكم السابق لحكام المماليك في مصر، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية للبلاد، حيث انتشرت السرقة وزادت حالات النهب والظلم، وتراجعت ظروف المعيشة للشعب. بالإضافة إلى ذلك، كانت البلاد على وشك الدخول في حرب مع الدولة العثمانية عندما أبدى سليم الأول رغبته في السيطرة على البلاد.
معركة الريدانية (29- من ذي الحجة 922هـ)
بعد موقعة غزة، أرسل السلطان سليم الأول وفدًا إلى طومان باي مؤلفًا من 15 شخصًا يحملون رسالة تنص على الآتي:
من موقعي السعيد إلى الأمير طومان باي، وبعد، أوحى الله لي أن أملك الأراضي الشرقية والغربية كما فعل الإسكندر ذو القرنين. أنت مملوك للبيع والشراء ولا يمكنك الحكم، أما أنا فأنا ملك من ملوك العشرين جدا، وتمكنت من الحكم بعد تعييني من الخليفة والقضاة … إذا أردت النجاة من سلطتنا ، فاضرب الطريق في مصر باسمنا وكذلك الخطاب، وتكن نائبنا في مصر ، وسوف تمتلك من غزة إلى مصر ، ونحن سنمتلك من الشام إلى الفرات. وإذا لم تخضع لنا ، فادخل مصر واقتل كل من الجراكسة حتى تقطع بطون الحوامل وتقتل الأجنة الجراكسة داخل الأرحام
تأثرت حالة الجيش وقوة التسليح بشكل كبير بسبب الأوضاع التي كانت عليها البلاد في ذلك الوقت، وكذلك بعد خروج الجيش من معركة مرج دابق. وضعف التمويل المالي في البلاد كان آخر سبب، حيث أودع الغوري كل أموال البلاد في بناء قلعة حلب التي استولى عليها سليم الأول.
طومان باي وافق على مضمون رسالة حقن الدماء، ولكن الأمير علان الدودار الكبير عارض الرأي وقتل وفد السلطان سليم، وأعلن عن عزمه الدفاع عن بلاده وحريمه وأرزاقه، أو القتال من أجل الآخرين
بدأ السلطان طومان باي في تجهيز وتجهيز الجيش، فأمر بصنع البنادق والمكاحل وقام بتدريب قاس للجنود (حتى وصلت قذائفهم إلى القاهرة)، وأصبح الجيش جاهزا لمواجهة العثمانيين. وأطلق اسم معركة الريدانية على هذه المعركة نسبة إلى موقعها في منطقة الريدانية بجوار القاهرة في المطرية، وهي منطقة خارج أسوار القاهرة من اتجاه باب النصر.
خان جان بردي الغزالي الجيش والسلطان طومان باي بتقديمه اقتراحًا لإخفاء المدافع في الرمال حتى لا يتم رؤيتها من قبل جواسيس العثمانيين. وبعد ذلك، اخبر السلطان سليم الأول بمواقع المدافع.
بعدما أخبر الغزالي سليم الأول بالموقف، قسم الجيش إلى ثلاث فرق، حيث قامت الفرقة الأولى بالهجوم على جيش طومان باي من مدخل الريدانية، ودخلت الفرقة الثانية من تحت الجبل الأحمر المقطم من جهتي اليمين والخلف، وأمّا الفرقة الثالثة، فدخلت مصر من بولاق وأحاطت بها من جهة الشمال.
بعد ذلك، علم السلطان طومان باي بخيانة الغزالي ولم يخبر الجيش خوفا من وقوع الفتنة وضعف روح القتال. ثم ذهب طومان باي مع الأمير علان والأمير كرتباي للانضمام إلى صفوف الجيش العثماني والتوجه إلى السلطان سليم الأول. انتهت المعركة بخسارة جيش المماليك، ولكن الخسائر كانت تؤثر على الطرفين. وقد بدأت العثمانيين بالدخول إلى القاهرة في يوم الجمعة 30 من ذي الحجة سنة 922 هـ الموافق 23 يناير 1517م.
تعرضت القاهرة للنهب والسرقة، حيث لم يتركوا شيئا إلا واستولوا عليه، بما في ذلك الخيول والبغال والأقمشة. ولهذا السبب، قام المماليك بالتنكر واللباس كفلاحين وفقراء، لأن العثمانيين كانوا يقتلوا أي جنود من المماليك. وفي يوم الإثنين 3 محرم 923 هـ، دخل سليم الأول القاهرة في موكب كبير على فرسه، حيث تم تفريش الأرض بالحرير ليسير عليها. وتم تعليق الرايات الحمراء في كل مكان ونثر العطور في الجو. وفي اليوم التالي، ألقى خطبة الجمعة من فوق المنابر للمرة الأولى.
موقعة الصليبية
قام طومان باي بجمع نحو ما يقرب من سبعة آلاف فارس وقامت معركة بينه وبين العثمانيين في ليلة الأربعاء 5 محرم 923 هـ – 28 يناير 1517 م وقاموا بمهاجمة مخيمات العثمانيين في الريدانية واستمرت المعركة من الفجر إلى مغرب اليوم الثاني وقام المماليك بقطع رأس من يظفرون به من العثمانيين وإحضار رأسه إلى طومان باي.
اندلعت المعارك بشدة يوم الخميس من بولاق إلى الناصرية، ولجأ طومان باي إلى حي الصليبية للاحتماء به، وجعل مسجد شيخون مركزا للمقاومة، وأقام حواجز دفاعية في رأس الصليبية وقناطر السبع وجامع ابن طولون ورأس الرملية، كما حفر الخنادق. بعد المقاومة الشديدة من العثمانيين، اضطر طومان باي إلى الانسحاب إلى بركة الحبش والانتقال إلى الضفة الغربية بالجيزة عبر النيل.
موقعة أطفيح
قام السلطان طومان باي بجمع نحو ما يقرب من ألفين من الفرسان ومع 7 ألف من العربات لمواجهة العثمانيين بمنطقة بالقرب من أطفيح ونشأت معركة كبيرة بين العثمانيين و جيش المماليك بقيادة طومان باي في جنوب الجيزة، وقد استطاع شادي بك خلال المعركة من الاستيلاء على مراكب العثمانيين في النيل، وقام شادي بك بمحاصرة العثمانيين مع طومان باي وقاتلوا جميع العثمانيين ولم يبق منهم إلا قائد الانكشارية إياس أغا وأبو حمزة أحد الأمراء الذين خانوا المماليك
موقعة الجيزة
لقد التقى الأمير شادي بك العثمانيين ومعه نحو ألفي فارس وعربي يهاجمون العثمانيين، وتمكنوا من هزيمتهم على الرغم من كبر عدد جيش العثمانيين. وهذا أدى إلى غضب السلطان سليم الذي قال في ذلك الوقت (لم أكن أتوقع أن أعاني مثل ما عانيت في هذا اليوم من أحد، ولم أكن أقول أنني أمتلك عشرة آلاف فارس ورجل، وهؤلاء هم النخبة من قومي ويليهم أكثر من عشرين ألفا من الجنود) وقصده بـ (الأعور) هو شادي بك الذي لديه أقل من خمسمائة فارس ولا يمكن أن يواجهه الجيش بالكامل
موقعة وردان
قام السلطان سليم الأول بتقسيم جيش العثمانيين إلى أربع فرق، تولي سليم الأول قيادة الفرقة الأولي، أما الفرقة الثانية فكانت بقيادة الغزالي، والفرقة الثالثة بقيادة يونس باشا، وتولي إياس باشا قائد الانكشارية قيادة الفرقة الرابعة ومعاونيهم عربان الغزالية، وقاموا بمحاصرة ومهاجمة طومان باي من كافة الجهات فهزموا الجراكسة.
بعد ذلك لجأ طومان باي إلى حسن بن مرعي وابن عمه، حيث أقسموا له على الولاء، ولكن حسن خان بخانته دل عليه للسلطان سليم الأول، وتم القبض عليه، وحملوه الجنود إلى معسكر السلطان سليم الأول في إمبابة.