من هو تميم بن مقبل وأهم قصائده
تميم بن مقبل هو شاعر جاهلي أسلم وأدرك الإسلام، لكنه تحسر على الجاهلية ومثلها، ويرتبط ببيت شعر التمني الشهير “لو أن الفتى حجر”، ويعد تميم بن مقبل واحدا من أشهر الشعراء .
قصائد شعرية
قصيدة أناظرُ الوَصلُ أمْ غادٍ فَمَصرُومُ
أناظرُ الوَصلُ أمْ غادٍ فَمَصرُومُ
أمْ كلُّ دَيْنِكَ مِن دَهماءَ مَغْرومُ
أمْ ما تَذَكَّرُ مِن دَهماءَ إذْ طعلَتْ
نَجْدَيْ مَرِيعٍ،وقَدْ شَابَ المَقَادِيمُ
هَلْ عاشقٌنَالَمن دَهْمَاَءَ حاجَتَهُ
في الجاهلية ِ قبلَ الدِّينِ مَرْحومُ
بَيْضُ الأَنُوقِ بِرَعْمٍ دونَ مَسكنِها
وبِالأبارِقِ من طِلحَامَ مَرْكُومُ
وطفلة ٍ غَيْر جُبَّاءٍ،ولا نَصَفٍ
من سرِّ أَمثالهَا بادٍ ومَكتُوم
خَوْدٌ تَلَبَّسَ إلْبابَ الرجالِ بها
مُعطًى قليلاً على بخلٍ،وَمحْرُوم
عانقتها وانحنت بطول العناق بنعومة
مالتْ بِشَاربِها صَهْباءُ خُرطُومُ
صِرْفٌ،تَرَقْرقُ في النَّاجُودِ،نَاطلُها
بالفلفُلِ الجَوْنِ والرُّمَّانِ مخْتُومُ
يَمُجُّها أَكْلَفُ الإسْكابِ وافَقَهُ
أيدِي الهَبَانِيقِ،بِالمَثْنَاة ِ مَعْكُومُ
كأَنَّها مَارِنُ العِرْنِينَ مُفتَصلٌ
منَ الظِّباءِ ، عليهِ الوَدْعُ مَنْظومُ
مُقَلَّدٌ قُضُبَ الرَّيْحَانِ،ذُو جُدَد،ٍ
في جَوْزِهِ من نِجَاِر الأَدْمِ تَوْسِيمُ
مِمَّا تَبَنَّى عَذارَى الحيِّ،آنَسَهُ
مَسحُ الأكُفِّ وإلْباسٌ وتَنْويمُ
مِنْ بَعْدِ ما نَزَّتُزْجِيهِ مُرَشِّحَة ٌ
أَخْلَى تِيَاسٌ عَلَيْهَا فَالبَرَاعِيمُ
لا سافِرُ اللحمِ مَدْخولٌ ولا هَبِجٌ ،
كاسي العِظامِ ، لطيفُ الكَشْحِ مَهْضومُ
وليْلَة ٍ مِثْلِ لَوْنِ الفِيلِ غَيَّرَهَا
طُمْسُ الكَوَاكِبِ والبِيدُ الدَّيَامِيمُ
كلَّفتُها عَنْدَلاً في مَشيِها دَفَقٌ
تَفْري الفَرِيَّ إذا امتدَّ البَلاعيمُ
فيها إذا الشَّرَكُ المجهولُ أخطأَهُ
أُمُّ الأَدِلاَّءِ،واغْبَرَّ الأَيَادِيمُ
مُعَوَّلٌ ، حين يستولي براكبِهِ
خَرْقٌ كَأَنَّ مَطَايَا سَفْرِهِ هِيمُ
باتَتْ على ثَفِنٍ لأمٍ مَراكِزُهُ
جافى بهِ مُستعدَّاتٌ أَطاميمُ
غَيْرَى على الشَّجِعَاتِ العُوجِ أَرْجُلُهَا
إذَا تفَاضَلتِ البُزْلُ العَلاكِيمُ
يهوي لها بينَ أيديها وأرجُلِها
إذا اشْفَتَرَّ الحَصى حُمْرٌ مَلاثيمُ
رَضْخَ الإماءِ النَّوى رَدَّتْ نَوازِيَهُ
إذا استدَرَّتْ بأيديها المَلاديمُ
إنْ يَنقُصِ الدهر منِّي فالفتى غَرَضٌ
للدَّهرِ، مِنْ عُودِهِ وَافٍ ومَثْلُومُ
وإنْ يكنْ ذاكَ مِقداراً أُصِبْتُ بهِ
فَسِيرَة ُ الدَّهْرِ تَعْوِيجٌ وَتَقْوِيمُ
مَاأَطيَبَ العَيْشَ لَوْ أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ
تَنْبو الحوادثُ عنهُ وَهْوَ مَلْمومُ
لا يُحرِزُ المَرءَ أنصارٌ ورابِيَة ٌ
تأبى الهَوانَ إذا عُدَّ الجراثيمُ
لاَتَمْنَعُ المَرْءَ أَحْجَاءُ البِلاَدِ،ولاَ
تُبْنى لهُ في السمواتِ السَّلاليمُ
فَقَدْ أُكَثِّرُ لِلْمِوْلى َ بِحَاجَتِهِ،
وقَدْ أَرُدُّ عَليْهِ وَهْوَ مَظْلُومُ
حَتَّى يَنُؤءَ بِمَا قَدَّمْتُ مِنْ حَسَنٍ .
قصيدة ألا ديار الحي بالسبعان
ألا يا ديارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ
أَملَّ عَليهَا بِالبِلَى المَلَوَانِ
نهارٌ وليلٌ دائمٌ مَلَواهُما
على كلِّ حالِ الدهرِ يختلِفانِ
أَبِيني دِيَارَ الحَيَّ،لاَ هَجْرَ بَيْنَنَا،
ولَكِنَّ رَوْعَاتٍ من الحَدَثَانِ
لدَهْماءَ إذْ للناسِ والعَيشِ غِرَّة ٌ
وإذا خُلُقانا بالصِّبا يَسْرانِ
تَشَكَّتْ بِبَعْضِ الطَّرْفِ حتَّى فَهِمْتُهُ
حَياءً ، وما فاهَتْ بهِ الشَّفَتانِ
كبَيضة ِ أُدْحِيٍّ يُوَحْوِحُ فوقَها
هِجَفَّانِ مُرْتَاعَا الضُّحَى وَحدَانِ
أَحَسَّا حَسِساً مِن سِباعٍ وطائفٍ
فلا وَخْدَ إلاَّ دونَ ما يَخِدانِ
يَكادانِ بينَ الدَّوْنَكَيْنِ وأَلْوَة ٍ
وذَاتِ القَتَادِ السُّمْرِ يَنْسَلِخَانِ
في المساء، قالت لي وصديقي
بِبُرْقة ِ مَلْحوبٍ: ألا تَلِجانِ؟
فلمَّا ولَجْنا أمْكَنَتْ مِن عاننِها
وأَمْسَكْتُ عن بَعْضِ الخِلاَطِ عِنَانِي
تأمَّلْ خليلي هلْ ترى مِن ظعائِنٍ
تَحَمَّلْنَ بِالْعَليَاءِ فَوْقَ إِطَانِ
فقالَ: أراها بينَ تِبْراكَ مَوْهِناً
وطِلْحَامَ إِذْ عِلْمُ البِلاَدِ هَدَانِي
وقدْ أَفْضَلَتْ عَيْنِي عَلَى عَيْنِهِ
وقَطَّعَ إِلْحَاقُ الحُدَاة ِ قِرَانِي
تَحَمَّلْنَ مِنْ جَنَّانَ بَعْدَ إِقَامَة ٍ
وبعدَ عَناءٍ مِن فؤادِكَ عاني
على كلِّ وَخَّادِ اليدَيْنِ مُشَمِّرٍ
كَأَنَّ مِلاَطَيْهِ ثَقِيفُ إِرَانِ
كسَوْنَ السَّديلَ كلَّ أَدْماءَ حُرَّة ٍ
وحَمْرَاءِ لا يَحْذِي بِهَا جَلَمَانِ
وكُلَّ رَبَاعٍ أَوْ سَدِيسٍ مُسَدَّمٍ
يَمُدُّ بذِفْرى حُرَّة ٍ وجِرَانِ
سَلَكْنَ لُكَيْزاً باليَمينِ ، ولَوْزة ً
شِمَالاً،ومُفْضَى السَّيْلِ ذِي الغَذَيَانِ
وأوقَدْنَ ناراً للرِّعاءِ بأَذْرُعٍ
سَيَالاً وشِيحاً غيْرَ ذَاتِ دُخَانِ
فَصَبَّحْنَ مِنْ مَاءِ الوَحِيدَيْنِ نُقْرَة ً .
قصيدة ألا طرقنا بالمدينة بعدما
ألا طرقَتْنا بالمدينة ِ بعدَما
طَلى الليلُ أذنابَ النِّجَادِ فأظْلَما
تَخَطَّتْ إِلَيْنَا الدُّورَ والسُّوقَ كُلَّها
ومن كَانَ فِيهَا منْ فَصيحٍ وأَعجَمَا
عشِيَّة َ وافى مِن قُريشٍ وعامرٍ
ومِنْ غطَفانَ مأتمٌ رُزْنَ مأتَما
يَمِحْنَ بأطرافِ الذيولِ عشِيَّة ً
كما بهَرَ الوَعْثُ الهِجَانَ المزَنَّما
كأّنَّ السُّرَى أَهْدَتْ لنَا بَعْدَمَا وَنى
منَ الليلِ سُمَّارُ الدجاجِ فنَوَّما
رَبِيبَة َ حُرٍّ دَافَعَتْ في حُقُوفِهِ
رَخَاخَ الثَّرَى والأُقْحُوَانَ المُدَيَّمَا
تُرَاعِي شَبُوباً في المَرَادِ كَأَنَّهُ
سُهَيْلٌ بدَاَ في عَارِضٍ من يَلَمْلَمَا
تظلُّ الرُّخامى غَضَّة ً في مَرادِهِ
من الأمس كانت ليطها أعلى قد تهضما
حَشَا ضِغْثَ شُقَّارَى شَرَاسِيفَ ضُمَّراً
تخَذَّمَ مِن أطرافِها ما تخَذَّما
يَبيتُ عليها طاوِياً بمَبيتِهِ
بمَا خَفَّ من زَادٍ ومَا طَابَ مَطْعَمَا
يَظَلُّ إلى أَرطَاة ِ حقْفٍ يُثِيرُهَا
يُكابدُ عنها تُرْبَها أنْ يُهَدَّما
يَبِيتُ وحُرِّيٌّ من الرَّملِ تَحْتَهُ
إِلى نَعِجٍ من ضَائِنِ الرَّمْلِ أَهْيَمَا
كأنَّ مجوسِيَّاً أتى دونَ ظِلِّها
وماتَ الندى مِن جانِبَيْهِ فأصْرَما
غدا كالفِرِنْدِ العَضْبِ يهتزُّ مَتنُهُ
كَمَا ورَّعَ الرَّاعِي الفَنِيقَ المُسَدَّمَا
لنا حاضرٌ فَخمٌ ، وبادٍ كأنَّهُ
شَماريخُ رَضْوى عِزَّة ٍ وتكَرُّما
نُقَطِّعُ أَوْسَاطَ الحُقُوفِ لِقَوْمِنَا
إذا طُلبتْ في غيرِ أنْ تتَهَضَّما
لنا أَصْلُهَا،ولِلسَّمَاحِ صُدُورُهَا
ونُنْصِفُ مَولانا ، وإنْ كانَ أظْلَما
وصَهْبَاءَ يَستَوشي بِذِي اللُبِّ مِثْلُهَا
قَرعْتُ بِهَا نَفْسي إِذَا الدِّيكُ أَعْتَمَا
تَمَزَّزْتُها صِرْفاً ، وقارَعْتُ دَنَّها
بعُودِ أَراكٍ هَزَّهُ فترَنَّما .