زد معلوماتكمن هو

من هو تشيزري لومبروزو .. مؤسس نظرية الرجل المجرم

هل كنت تعلم أن الجريمة لها علم مثل علم النفس وعلم الاجتماع ويتم دراستها مثل باقي العلوم الطبيعية؟ وقد وجدت الجريمة منذ وجود الإنسان على الأرض، لكنها لم تنتشر بنفس القدر كما هو الحال الآن، حيث أصبح القتل والاغتيال أمرا طبيعيا يقبل عليه المجرم بدون دافع سوى الإجرام. ولكن الآن، يثار في ذهننا العديد من الأسئلة، مثل: هل المجرم يولد مجرما؟ هل يتم خلق الشخص المجرم لغرض الإجرام؟ ما هي الدوافع التي تدفع الإنسان إلى ارتكاب الجرائم؟ هل الشخص المجرم يولد بنفسية مشوهة؟ هل تؤثر الظروف في تشكيل شخصية المجرم؟ في هذه المقالة، سنناقش جميع هذه التساؤلات بالإجابات من عقل الطبيب الإيطالي تشيزاري لومبروزو، مؤسس علم الجريمة ونظرية الرجل المجرم. ولكن أولا، يجب أن نعرف تاريخ علم الجريمة .

تاريخ علم الجريمة : في الماضي، كان هناك العديد من التفسيرات غير المنطقية من قبل العلماء لمرتكب الجريمة، مثل اعتقاد وجود روح شريرة تتحكم في عقل وجسد المجرم وتجبره على القيام بالجرائم. وبعد ذلك، تطورت دراسة علم الجرائم وأصبح تفسير الجريمة على أنها خطيئة دينية، وأن مرتكبها اتبع الشيطان وانساق وراء رغباته وابتعد عن الله ولم يلتزم بالتعاليم الدينية. وفي بداية القرن الثامن عشر، تم تفسير الجريمة على أن مرتكبها مصاب بالظاهرة الإجرامية ويوجد به عيوب خلقية في الجمجمة والوجه، وهذا كان أبعد تعريف عن الجريمة. ولكن بحلول القرن التاسع عشر بدأت تظهر علماء متخصصين في علم الجريمة، مثل العالمان الفرنسي جيري والبلجيكي كيتليه، وأبرز عالم للجريمة في تاريخ الجريمة على الإطلاق هو العالم الإيطالي “تشيزاري لومبروزو

من هو العالم تشيزري لومبروزو  : تشيزري لومبروزو هو واحد من أبرز علماء الجريمة الذين نجحوا في إجراء الدراسات والأبحاث في مجال الجريمة. وهو من أسس المدرسة التكوينية “المدرسة الوضعية”، وهي مدرسة خاصة تدرس نظريات تفسير السلوك الإجرامي. ولد تشيزري في إيطاليا في فيرونا عام 1835، وكان طبيبا وعالما إيطاليا، وتوفي في عام 1909. كما أنه مؤسس نظرية فريدة من نوعها تسمى “نظرية الرجل المجرم”، وهو أول عالم استخدم جهاز كشف الكذب

اهتمامه بالمجرمين : منذ أن انتقل تسيزري إلى مرحلة الطفولة من عمره، ظهر عليه اهتمامه بجميع الحالات المختلفة التي تصيب البشر، مثل المجرمين المجانين والمهمشين. وكان يتنقل في شوارع ريف لومبارديا دوما لرؤيتهم والتحدث معهم والتعرف على شخصيتهم وهيئتهم. وأثناء بحثه وفحصه لحالات البشر المختلفة، لفت انتباهه الوشوم الموجودة في أجساد الجنود المجرمين. ومع ذلك، توصل إلى أن تحديد شخصية المجرم يتوقف على بنيته الداخلية وليس على علامة في وجهه أو شرخ في الجمجمة أو وشم على اليد. والجدير بالذكر أن نظرية الرجل المجرم التي توصل إليها ليست من فراغ، بل هي نتيجة دراسة وفحص لما يقرب من 383 جمجمة لمجرمين توفوا، بالإضافة إلى فحص ما يقرب من 600 شخص أحياء .

نظرية الرجل المجرم وتطورها : وضع تشيزاري نظرية الرجل المجرم، والتي تعتمد على عدة أسس، منها أن المجرم إنسان بدائي يتميز بملامح خاصة ترتبط بالوراثة، وأنه متطبق على الجريمة، وكانت لهذه النظرية عدة نسخ متطورة، حيث تطورت كل نسخة عن سابقتها، وهذه هي النسخ وتطوراتها

كانت النسخة الأولى منها بدائية للغاية، حيث اعتمدت فقط على توضيح العلاقة بين المجرم والتخلف العضوي أو الخلقي لديه.

في النسخة الثانية من الدراسة التي أجريت في عام 1878 ، تم الاعتماد على دراسة لهجة المجرمين وأسباب انتحار بعضهم. وتمكنت هذه النسخة من استكشاف نظرية الجريمة من منظور ديموغرافي مثل سن وجنس المجرم، بالإضافة إلى المناخ والغذاء والفقر .

في النسخة الثالثة التي صدرت في عام 1884، نشر تشيزري مؤلفاته حول أنواع معينة من المجرمين مثل المجرم الرجعي أو الهمجي المصاب بالجنون الأخلاقي والذي يعود به إلى أصله البدائي .

النسخة الرابعة لم تضيف سوى تعريفًا بسيطًا للمجرم السياسي، وهو أن “المجرم السياسي هو مجرم من الناحية القانونية فقط وليس من الناحية الأخلاقية أو الاجتماعية .

– النسخة الخامسة كانت في عام 1897 وفي الحقيقة هي النسخة الاكثر تطور لنظرية الرجل المجرم حيث انه تناول دراسة سمات إجرامية تتوافر غالبا في المجرمين واعتمد فيها على توضيح خصائص المجرمين و خصائص الشخص الطبيعي وقارن بين كل منهما كما انه تناول انواع مختلفة ومتعددة من المجرمين وفي هذه المرحلة استطاع ان يثبت أسباب الجريمة ليست فقط بيولوجية

سمات المجرم  : صدرت لومبروزو 21 صفة، وإذا توفرت هذه الصفات في الشخص فإنه مجرم، ومنها: طول أو قصر غير اعتيادي، رأس صغير ووجه كبير، جبهة صغيرة ومنحدرة، خط شعر متراجع، بثور في الجبهة والوجه، وجه وعر أو عميق التجاويف، آذان كبيرة ناتئة، ضربات على الرأس، ضربات في مؤخرة الرأس وحول الأذن، عظام جبهة عالية

حواجب غزيرة تميل للالتقاء فوق الأنف … محاجر واسعة وعيون غائرة…أنف شبيه بالمنقار، أو أنف مسطح .. خط فك حاد … شفاه ممتلئة، مع كون الشفة العليا أنحف…أسنان قواطع كبيرة، وأسنان غير اعتيادية …ذقن صغير أو نحيف …أكتاف منحدرة مع صدر واسع … أذرع طويلة …أصابع مستدقة …وشم على الجسد “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى