من هو النبي الذي كان يصوم يوم ويفطر يوم
النبي الذي كان يصوم يوم ويفطر يوم
داود عليه السلام هو النبي الذي كانيصوم يومًا ويفطر يومًا، حيث كان يصوم 182 يومًا في السنة.
صيام نبي الله داود عليه السلام
فرض الله سبحانه وتعالى الصيام قبل نزول الإسلام، وكان النبي آدم أول من صام من البشر، وكان هناك صوم الأنبياء بعده. ثم فرض الله الصيام على أمة محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، والحكمة من ذلك هي تهذيب النفس والامتثال لأوامر الله عز وجل للتقرب منه. وفيما يتعلق بفرض الصيام في شهر رمضان، فلأن هذا الشهر الكريم به ليلة القدر وانزل فيه القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهناك أنواع مختلفة من الصيام، بما في ذلك صيام الفرض في شهر رمضان الذي يتمتع بأجر عظيم وثواب، وصيام التطوع، ولذلك ينصح بصيام التطوع مثل صيام داود عليه السلام الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما .
وفقًا للصحيحين، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الصيام: `كان داود يصوم يومًا ويفطر يومًا` .
لا تتعارض أفضلية صيام داود عليه السلام مع النهي عن الصيام في يوم الجمعة، وذلك لأن النهي يكون مخصصًا ليوم الجمعة بشكل خاص، بينما لا يتعلق صيام داود عليه السلام بيوم الجمعة بشكل خاص، وبالتالي لا ينطبق عليه نهي الصيام في يوم الجمعة.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – : وفي حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنه – هناك دليل على أن صوم يوم الجمعة أو السبت إذا صادف يوما آخر غير المقصود به التخصيص، فلا بأس به. إذا صام يوما وأفطر يوما، فسيتزامن مع الجمعة والسبت. وبذلك يتبين أن صيامهما ليس حراما، وإلا لقال النبي صلى الله عليه وسلم: صم يوما وأفطر يوما، ما لم تتزامن الجمعة والسبت .
لماذا لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم صيام داود عليه السلام مع إخباره بأنه أفضل الصيام
على الرغم من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على القيام بالأعمال الفاضلة، إلا أنه كان يترك بعضها، وهذا كان لعدة أسباب، بما في ذلك تخفيف الأعباء عن الأمة، إذا كان الأمر يسبب تشديدًا ومشقة على من يرغب في الاقتداء به .
وقد جاء في ” زاد المعاد في هدي خير العباد : ” وَقَدْ كَانَ يَتْرُكُ كَثِيرًا مِنَ الْعَمَلِ ، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ ؛ خَشْيَةَ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ (أي : الكعبة) خَرَجَ مِنْهُ حَزِينًا، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةَ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: ( إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ شَقَقْتُ عَلَى أُمَّتِي ) ” .
وقال ابن حجر الهيتمي – رحمه الله – : صومه في السنة والشهر متنوع حسب أنواعه، ولم يكن يصوم بشكل دائم طوال العام، ولا يقوم بالصلاة طوال الليل، حتى وإن كان بإمكانه ذلك. ذلك لكي لا يتم اتباعه من قبل أمته ويكون عبئا عليهم. بل كان يتبع الوسطية، ويصوم حتى يشعر أنه لا يحتاج للإفطار، ويفطر حتى يشعر أنه لا يصوم، ويقوم حتى يشعر أنه لا يحتاج للنوم، وينام حتى يشعر أنه لا يحتاج للقيام.” من “الفتاوى الفقهية الكبرى .
ومنها: كان خوف النبي صلى الله عليه وسلم من فرض صيام داود عليه السلام على أمته، مثل الخوف من تركه لصلاة التراويح حتى لا تفرض على أمته وتشق عليهم.
لذلك، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم داود عليه السلام بانتظام، على الرغم من أنه علم بأنه أفضل أنواع الصيام، كما ورد في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: (إن أفضل الصيام صيام داود: كان يصوم يوما ويفطر يوما). وذكرنا ذلك حتى لا يكون عبءا على أمته، حيث يسارع المؤمنون منهم للسير على خطاه صلى الله عليه وسلم، ولأن صيام يوم تلو الآخر يكون شاقا عليه.
ما هي الأيام المنهي عن صومها
وقد جاء في فضل صيام داود عليه السلام ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام وأحب الصيام إلى الله صيام داود وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما “.
الأيام التي يتم فيها الصيام هي أيام الشهر الكريم، والأيام المنتهية عن الصيام هي يوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة التي تليعيد الأضحى .
يرجع سبب عدم صيام يومي الفطر والأضحى إلى ما رواه البخاري ومسلم عن أبي عبيد مولى بن أزهر، حيث شهد هذا المولى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه العيد، وعندئذ قال: “هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما، فهو يوم فطركم من صيامكم، واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم.
حينما روى البخاري عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما، قالا: “لم يرخص في أيام التشريق بالصوم إلا لمن لم يجد الهدي.
هل يشترط حصول ثواب صيام داود أن يقوم به الإنسان طيلة عمره
وفقاً للصحيحين ولفظ البخاري، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان داود ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يومًا ويفطر يومًا` .
وبين المناوي في كتاب فيض القدير، الحكمة من صوم داود بقوله: الصيام بالتأكيد أفضل من الصوم المستمر، لأنه يصعب على النفس مواجهة العادات المألوفة يومًا بعد يوم .
قال الغزالي: والسر هو أن من صام الدهر يصبح الصوم عادة له، ولا يشعر بتأثيره على نفسه بالانكسار، بل يتأثر بما يواجهه وليس بما تعودت عليه .
لم يذكر العلماء شيئا يدل على مدة صيام داود عليه السلام أو ما يجب أن يبدأ به الصيام، وبالتالي فمن صام يوما وفطر يوما فقد فعل شيئا يحبه الله تعالى، وسيتم مكافأته على صومه هذا، لأن الله سبحانه وتعالى يجازي على كل الأعمال الصالحة، سواء كانت كثيرة أو قليلة، وجاء في القرآن الكريم: “إن الله لا يظلم مثقال ذرة ۖ وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما” [النساء: 40].
وقال تعالى: وما تنفقوا من خير يوفَ إليكم وأنتم لا تُظلمونَ. {البقرة: 272}.
بالإضافة إلى تشجيع الصيام التطوعي لوجه الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: `من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا`. وهذا متفق عليه، ولفظه لمسلم.
لا يُشترط للحصول على ثواب صيام نبي الله داود عليه السلام أن تصومه طوال العام، بل يكفي صيامه مرة واحدة، وسيثاب المؤمن عند فعله طالما تتوفر فيه شروط العمل الصالح، ولا يوجد حرج في بدء الصيام في أي يوم.
هل يجوز الجمع بين صيام التطوع وصيام داود
ثبت عن حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: `صم ثلاثة أيام في الشهر`. فقال عمرو: `أستطيع أن أصوم أكثر من ذلك`. فظل يزيد حتى قال: `صم يوما وأفطر يوما، فإن ذلك صيام داود وهو أفضل الصيام`. فقال عمرو: `أستطيع أن أصوم أفضل من ذلك`. فقال له النبي: `لا أفضل من ذلك`. وروى البخاري ومسلم هذا الحديث بألفاظ مختلفة، ويدل هذا على أن صيام يوم وأفطار يوم هو أحب وأفضل الصيام عند الله، كما ذكر في الحديث.
لا يوجد صيام أفضل من صيام داود عليه السلام، حتى لو كنت تستطيع الصيام لفترة أطول، إلا أن الأفضل والأحب لك هو الالتزام بصيام داود عليه السلام دون التسبب في أي ضرر.
إذا صام الشخص يومًا يوافق فيه صيام سنة مثل عاشوراء أو عرفة وكان يوم فطره، فالأفضل صيامه، وإذا أراد الصوم فطره، فلا يكون صومه مانعًا من فضل صيام اليوم وفطره .