من هو الملك الذي اراد هدم الكعبه
الملك الذي اراد هدم الكعبه هو
أبرهة الحبشي هو الملك الذي أراد هدم الكعبة. حادثة هدم الكعبة هي واحدة من الأحداث الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي أيضا واحدة من الأحداث المذكورة في كتب السير والتاريخ وكتب التفسير. في سورة الفيل، قال الله تعالى: “ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول”. وراوى الحديث مسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهما أشارا إلى هذا الحدث عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عندما سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصل إلى الحديبية، وعندما سقطت يد راحلته على ثنية تهبط في غائط القوم، قام الناس وقالوا: حل حل (كلمة تقال للناقة إذا توقفت). ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لم أر خلأت القصواء، ولكن حبسها حابس الفيل.
هدف الملك الذي اراد هدم الكعبه
من الأحداث المذكورة في كتب السيرة حادثة الملك الذي أراد هدم الكعبه وهو الملك أبرهة الحبشي. كان الملك أبرهة الحبشي نائب للملك النجاشي ملك الحبشة على اليمن. أراد الملك أبرهة الحبشي أن يظهر دين النصرانية في اليمن وأن يجعل اليمن هي قبلة الحج والحجاج بدلًا من الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. فبنى الملك أبرهة الحبشي كنيسة القليس في صنعاء وهي كنيسة كبيرة بناها أبرهة الحبشي لجعلها قبلة الحج بدلًا من الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. ولما انتهى الملك أبرهة الحبشي من بناء هذه الكنيسة كتب إلى الملك النجاشي ملك الحبشة: إني قد بنيت لك كنيسة لم يُبْنَ مثلها لملك كان قبلك، ولست بمنتهٍ حتى أصرف إليها حج العرب.
عندما سمع بعض العرب عن هذا الكتاب، تعاطفوا معه وغضبوا منه، وذهب أحدهم إلى هذه الكنيسة وأظهر احتقاره لها بسبب مقارنتها بالكعبة المشرفة. بعد أن وصلت هذه الأخبار إلى الملك أبرهة الحبشي، غضب وقرر أن يذهب إلى الكعبة لتدميرها بناء على ما سمعه في كتاب الملك النجاشي. أمر الملك أبرهة الحبشي بتجهيز الجيش والاستعداد للسفر إلى مكة. قرر الملك أيضا أن يأخذ الفيل معه في هذه الرحلة لتدمير الكعبة المشرفة. وبهذا، تحولت كنيسة صنعاء التي بناها أبرهة الحبش إلى قبلة الحجاج ومكان الحج بدلا من الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
قصة الملك الذي اراد هدم الكعبه
بعد قرار الملك أبرهة الحبشي بتدمير الكعبة المشرفة، قام بتجهيز جيشه وأحضر الفيل معه وانطلق نحو مكة المكرمة. حاولت بعض القبائل التصدي للملك أبرهة الحبشي وإبعاده عن تدمير الكعبة المشرفة، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل أمام الجيش العظيم للملك أبرهة الحبشي. كما أن وجود الفيل صعب مواجهة جيش الملك أبرهة الحبشي بسبب رهبة الخيول منه. وهكذا، تقدم جيش الملك أبرهة الحبشي وأحبط كل المقاومة والمحاولات لصده، حتى اقترب من مكة المكرمة. في هذا الوقت، خرج عبد المطلب لمواجهة الملك أبرهة الحبشي. اعتقد الملك أبرهة الحبشي أن عبد المطلب خرج لمنعه من تدمير الكعبة المشرفة، ولكن في الحقيقة، خرج عبد المطلب لاستعادة البعير الذي سرقه جيش الملك أبرهة الحبشي.
أعجب الملك أبرهة الحبشي بسؤال عبد المطلب عن البعير وعدم سؤاله عن هدم الكعبة المشرفة، ولكن رد عبد المطلب كان واضحا حيث قال: أنا رب هذه الإبل، ولهذا البيت رب سيمنعه. وهكذا، استعاد عبد المطلب البعير، واستمر أبرهة الحبشي في التحضير للدخول إلى مكة بعد انضمام عبد المطلب إلى أهل مكة في الشعاب والجبال، بعيدا عن مواجهة الجيش والاكتفاء بالدعاء. ولكن عند التحضير للدخول إلى مكة، حدث ما لم يكن في حسبان الملك أبرهة الحبشي، حيث برك الفيل في مكانه ولم يتقدم باتجاه مكة المكرمة، على الرغم من المحاولات العديدة لتحريك الفيل وضربه وحثه على التحرك. حتى حاولوا تحريك الفيل في اتجاه غير مكة، فهرب. وهنا أرسل الله تعالى أعدادا من الطيور على أصحاب الفيل، ومع كل طير ثلاثة حصى أو حجرات ألقوها على جيش الملك أبرهة، فدمرت الجيش تدميرا.
حادثة الملك الذي اراد هدم الكعبه من القرآن الكريم
حادثة الملك الذي أراد هدم الكعبه هي من الأحداث المذكورة في القرآن الكريم في سورة الفيل (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ).
يشير المقصود بأصحاب الفيل إلى جيش الملك أبرهة الحبشي، الذي قاد الفيل بهدف هدم الكعبة المشرفة، ولكن الله تعالى أفشل مخطط جيش الملك أبرهة الحبشي ونصر الله تعالى الكعبة المشرفة ودمر جيش الملك أبرهة الحبشي. يوضح الله سبحانه وتعالى في سورة الفيل ما يحدث لكل طاغية مستبد متكبر في أي زمان ويذكر في سورة الفيل نصر الله تعالى لدينه وبيته.
الدروس والعبر المستفادة من حادثة الملك الذي اراد هدم الكعبه
تعتبر حادثة أصحاب الفيل (جيش الملك أبرهة الحبشي) التي كان يرغب في هدم الكعبة المشرفة من أهم الأحداث التي سبقت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم. إذ كانت هذه الحادثة إشارة واضحة لشرف الكعبة المشرفة وتكفل الله تعالى بحفظ ورعاية الكعبة المشرفة من كل طاغية مثل الملك أبرهة الحبشي. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر هذه الحادثة دليلا واضحا على النبوة، إذ تعتبر هذه الحادثة تمهيدا لظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في نفس العام المعروف بعام الفيل.
تعتبر هذه الحادثة عبرة لكل طاغية متكبر ومتجبر في كل الأزمان، مثل الملك أبرهة الحبشي، حيث يكون مصير كل طاغية مهما طال مشابها لمصير الملك أبرهة الحبشي وجيشه الذي ناصره وسانده. في قصة أصحاب الفيل، يتعلم الناس العديد من الدروس والعبر التي تؤكد على نصر الله تعالى لدينه وبيته من كيد الكائدين ومكر الماكرين في كل زمان ومكان ويتم الإشارة إلى المصير المنتظر لهؤلاء الأشخاص.