من هو المعارض الروسي “نافالني”
من هو أليكسي نافالني
شهدت روسيا احتجاجات وتظاهرات بعد نشر فيديو للمعارض الروسي `أليكسي نافالني` يتحدث فيه عن قصر الرئيس `فلاديمير بوتين`، حيث اتهم بوتين بامتلاك مجمع فخم مساحته الكاملة سبعة آلاف هكتار وتعود ملكيته لجهاز الأمن الفدرالي الروسي، ووصفه بأنه مهووس بالثروات والترف، كما وصف المجمع بأنه دولة داخل روسيا، وأكد أن بوتين يمتلك عقارا كبيرا وقصرا هائلا قرب مدينة غيليندجيك على ضفاف البحر الأسود باستخدام أسماء مستعارة.
وذكر “نافالني” في الفيديو الذي نشره بأن هذا المجمع الفخم جداً، يضم بالإضافة إلى الكروم، حلبة هوكي على الجليد وحتى كازينو ، مؤكدا أنه تم تمويل هذا المجمع بتكلفة مائة مليار روبل (1.12 مليار يورو) ، من مقربين من الرئيس الروسي، مثل رئيس شركة النفط الروسية العملاقة “روسنفت” ، إيغور سيتشين ، ورجل الأعمال “غوينادي تيمتشينكو” ، وأضاف أن في هذه الدولة ليس هناك سوى قيصر غير قابل للعزل هو “بوتين”.
وصف “نافالني” حزب “روسيا المتحدة” الذي يتزعمه “بوتين” بأنه يسيطر عليه مجموعة من “المحتالين واللصوص”، وأن “بوتين” “يمتص دم روسيا” من خلال “دولة إقطاعية” تحصر وتركز السلطة في “الكرملين.
نفى المتحدث الرسمي باسم الكرملين هذه الاتهامات وأدان حالات الاحتجاج التي تحدث
حياة نافالني السياسية
نافالني” هو عضو في مجلس تنسيق المعارضة الروسية، وهو الزعيم غير الرسمي لحزب التحالف الشعبي. واشتهر في روسيا، وخصوصا في وسائل الإعلام الروسية، ولديه ملايين المتابعين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد تمكن من إيصال بعض مؤيديه إلى المجالس المحلية في سيبيريا في انتخابات عام 2020. وهو متخصص في تحقيقات ضد الفساد تستهدف النخبة الروسية، وظل في مكافحة الفساد لفترة طويلة، وهو الوجه الأبرز للمعارضة الروسية للرئيس فلاديمير بوتين
في الفترة الأخيرة، حث نافالني المواطنين الروس على الخروج في مظاهرات احتجاجاً على الفساد عن طريق مدونته على موقع لايف جورنال، وكتب مقالات بانتظام في العديد من المنشورات الروسية مثل فوربس روسيا.
كما زعم نافالني، فإن روسيا تواجه مشاكل اقتصادية وسياسية كثيرة، وأحدثها العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب تدخل نظام بوتين في أوكرانيا. وهذا يؤثر بشكل عام على المواطنين ويسبب مشكلات داخلية يعاني منها معظم المواطنين. وأكد أيضا أن كل ما يؤثر على الشأن العام هو نتيجة لهشاشة النظام السياسي لبوتين، الذي يضعف بسبب الفساد لدرجة أن روسيا مهددة بمواجهة تمرد شبيه بالربيع العربي.
وردا من روسيا على العقوبات الأوربية بشأن قضية المعارض الروسي “أليكسي نافالني”، فقد فرضت وزارة الخارجية الروسية عقوبات ضد شخصيات أوروبية، كما وضعت السلطات الروسية شقيق نافالني ومساعديه قيد الإقامة الجبرية، واعتقلت السلطات الروسية “يوليا نافالنيا”، زوجة المعارض الروسي أليكسي نافالني.
تم اعتقال المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني بمجرد وصوله إلى مطار شيريميتييفو في موسكو من قِبَل الشرطة الروسية
قضية نافالني
وفقا لتقارير من صندوق النقد الدولي الذي أعلن ، بأن الاقتصاد الروسي يواجه أزمة كبيرة وأنه في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه على خلفية الأزمة الأوكرانية فإن الاقتصاد الروسي معرض للتدهور والانكماش هذا بالاضافة إلى استمرار التراجع في سعر النفط ، وتراجع اٌلاستثمارات المتدفقة إلى روسيا في مقابل تزايد اتجاه رؤوس الأموال للاستثمار في الخارج.
تعد تراجع أسعار النفط من أكبر المشاكل التي تواجه الاقتصاد الروسي، حيث تعتبر روسيا واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط، وتؤدي تراجع أسعار النفط بشكل كبير إلى انخفاض قيمة الروبل الروسي، والوصول إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى ارتفاع معدل التضخم وظهور مشكلات في ميزانية الدولة، ومشكلة الديون الخارجية.
تحدث نافالني عن مشاكل وضعف يواجهان روسيا بشكل عام، مما دفع المواطنين للتظاهر والاحتجاج على المشاكل التي تؤثر على أغلبية المواطنين الروس، وتتنوع هذه المشاكل بين الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والصحية داخل المجتمع الروسي.
معارضة نافالني
يتهم معظم المعارضين لنافالني بالتحالف مع دول الغرب لإطلاق سيناريو الفوضى على غرار أوكرانيا، كما يصفونه بأنه مجرم ويريد إسقاط روسيا، ويزعمون وجود بلطجية ضمن الاحتجاجات، وأنهم يريدون إنقلابًا في روسيا.
يتهم المعارضون لنافالني بأن هدفه هو الانقلاب على السلطة في روسيا باستخدام الاحتجاجات الشعبية “سيناريو الميدان”، وليس التركيز على تحسين حياة المواطنين، وأنه يخدع المواطنين بتصريحات زائفة بتحسين الحياة وزيادة الأجور، ولكنه ليس بنيته العمل من أجل المواطنين.
يزعم معارضو نوفالني أنه يستخدم ملفًا أوروبيًا لتشويه سمعة روسيا، ولذلك يثير اهتمام المجتمع الأوروبي.
يزعم معارضو نافالني أنهم كانوا يستفزون الشرطة خلال التظاهرات، ولكن الشرطة لم تستخدم الأسلحة النارية واكتفت بالقبض على بعض المثيرين للشغب، ويقوم المتظاهرون بإلقاء الثلج على الشرطة لإجبارها على الرد، ويستخدمون الصور وسائل الإعلام للترويج لفكرة أن النظام الروسي يعتدي على المعارضين.
يقول معارضو نوفالني إن الولايات المتحدة تدعي أن النظام الروسي يمنع نشر الصحف، ولكن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة هي من تمنع النشر في مثل تلك القضايا، ويتهمون الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بأنهما السبب الرئيسي وراء هذا الفوضى.
وفقا للمعارضين، يرون أن المعلومات التي يتحدث عنها نافالني لا تأتي إلا من مراكز الاستخبارات الغربية، ويعتقد أن الفيلم الذي استخدمه نافالني تم تصويره في ألمانيا، ويزعم أن القصر الذي يتحدث عنه هو ثلاثي الأبعاد وليس حقيقيا، وحتى الطريقة التي يتحدث بها في الفيديو هي طريقة أمريكية، وذلك يعني أنه تم ترجمة هذه الكلمات من الإنجليزية إلى الروسية، ولكن الترجمة كانت سيئة، ويعتبر هذا اتفاقا واضحا لإسقاط روسيا من قبل دول الغرب.
أضاف معارضو نافالني أنه منتج غربي، وأنه لا ينفذ أي من سياسات روسيا ولا يهتم بالمواطن الروسي، ولكنه ينفذ أجندة بتمويل أمريكي لإسقاط بوتن، على الرغم، على الرغم من أن بوتن لم يعلن أنه ينوي الاستمرار في السلطة، ولكن كل هذا هو ألعاب يستخدمونها لتنفيذ البرنامج الغربي التخريبي في روسيا