الفنان الذي عبر عن الأطفال المشردين في لوحاته
هو بارتولومي إستيبان موريللو وهو فنان ورسام ديني أسباني كاثوليكي متدين ولد في 1 يناير في عام 1618 ولد في مدينة إشبيلية الأسبانية و توفي في عام 1682.
بارتولومي موريللو هو شخصية هامة وأساسية في أسبانيا، واشتهر بأنه رسام ديني مشهور واسع النطاق، وكان محبوبًا ومؤيدًا من الرهبان الفرنسيسكان والأخويات في الأندلس وإشبيلية في القرن السابع عشر، وكان يتمتع بأسلوب فريد ومميز ورفيع .
بما تأثر فن موريللو
في عام 1649، كانت إشبيلية تعاني من أزمة ووقت عصيب، وكانت تعاني من الفقر والمرض والجوع، وكان وباء الطاعون يتسبب في وفاة العديد من الأسبان، وتأثر موريللو بتلك الأجواء السيئة .
لذلك، قام بعكس هذا الوضع على لوحاته بشكل كبير، وفي إحدى الأعمال يصور موريللو مجموعة من القديسين وهم يمارسون الصدقة والعناية بالمصابين بالوباء، وكان لسان حال هذه اللوحة التخفيف من الصعوبات والأوبئة التي كانت موجودة في هذا الوقت، عن طريق توفير الحماية لهؤلاء المصابين من قبل الشخصيات السماوية المهمة.
كما استخلص موريللو العديد من الأعمال من الحياة اليومية، مثل الأشخاص المتسولين وذوي الإعاقة والمرضى، وجعلهم أبطالا وشخصيات مركزية في أعماله مثل `نينو إسبلغارسي` و`نينوز يأكلون البطيخ والعنب` و`نينوز يلعبون النرد` .
قام موريللو بتصوير الأطفال الأيتام والمشردين الذين يعيشون في الشوارع ويقاتلون للبقاء على قيد الحياة، فهم لا يملكون عائلات ويعتمدون على ذكائهم ومهاراتهم للبقاء على قيد الحياة، ويستخدمون أساليب متنوعة للعيش في الشوارع .
أهم أعمال بارتولومي إستيبان موريللو
من ضمن أعماله :
- موريللو عذراء الوردي في عام 1642
يجمع هذا العمل بين الأسلوب الإيطالي في أحداث القرن السادس عشر والواقعية الفلمنكية. كانت لوحات موريللو إحدى عشرة لوحة معلقة في الدير الصغير في سان فرانسيسكو في إشبيلية، ومن بين هذه الأعمال على سبيل المثال
تم نسخ لوحة نشوة سانت دييغو الكالا الفنية التي أنشأها موريللو في عام 1646 في جميع إمبراطوريات أسبانيا، حيث كان موريللو واحدًا من رواد الفنون الأكثر انتشارًا في أسبانيا، وانتشر صيته في أسبانيا والدول المجاورة حتى القرن التاسع عشر.
- لوحة العائلة المقدسة للطائر الصغير تم رسمها في عام 1650
كان من ضمن الأشياء التي تجذب إنتباه موريللو المشاهد الدينية ومن الممكن أن يكون هذا الانجذاب بسبب اقتناعات موريللو الدينية والشخصية، وأيضا من الممكن بسبب طلب العملاء المحليين الإسبانيين وتتميز لوحات موريللو بطابعها الرقي ق وهذا سبب امتزاج العناصر الدينية والتعبدية مع طبيعة الحياة اليومية التي يعيشها موريللو و عملائه.
لوحة العائلة المقدسة للطائر الصغير هي مثال واضح ومثالي للتمازج الديني والحياة اليومية، وتصور هذه اللوحة بعض الصور من طفولة يسوع، وتختلف عن معظم الصور الموجودة للعائلة المقدسة، حيث يلعب الطفل يسوع مع طائر ويظهر جوزيف بدور أساسي في اللوحة، وتنظر الأم برحمة في نفس الوقت
- النساء في النافذة لعام 1655-1660
كانت لوحات موريلو الدينية ناجحة بشكل مذهل خلال حياته، وتتميز اللوحات بالجاذبية التي تحدث في الحياة اليومية، ولوحة النساء في النافذة هي الأكبر دليل على ذلك
يقوم موريللو في هذا العمل برسم امرأة كبيرة تبتسم وفتاة أخرى تستند على حافة النافذة، وينظران إلى الشارع، ويمكن الاستنتاج من هذه الإشارة إلى فارق السن بين الفتاتين وأن الفتاة الأخرى تحت تحمل ومسؤولية الفتاة الأخرى
هذا شيء معروف جدا في المجتمع الأسباني الراقي في هذا العصر، بالإضافة إلى حجم الأشخاص في اللوحة والتي ستجعلك تشعر وكأنهم سيخرجون من اللوحة
- لوحة الراعي الصالح 1660
ومن بين الأعمال التي كان يتميز بها موريللو كانت الأعمال الخاصة بالأطفال، لكن هذا لم يدم طويلاً حيث تراجعت هذه الأعمال مع مرور الوقت. ومع ذلك، فإن أعمال موريللو المتعلقة بالطفل يسوع لا تزال ذات أهمية عالية.
يظهر فيها الراعي الصالح ويضع الطفل يسوع يده على أي خروف ضال، ومنخلال ذلك يوضح أن عيسى يرعى شعبه. أما الخلفية فنرى باقي القطيع من الأغنام في سحابة من البخار.
تمثل أم الأيقونات المسيحية الوثنية التي تم هزيمتها، وحققت هذه الأعمال نجاحا كبيرا في إشبيلية خلال هذا العصر، وذلك بسبب الرقي الفني الذي قام به موريلو خلال عملية الرسم
- عودة الابن الضال 1667-1670
خلال القرن السادس عشر، كانت الستينيات وقتًا مهمًا وساعدت كثيرًا موريللو، وفي عام 1667 انضم موريللو إلى جماعة الإخوان الخيرية، التي تعد واحدة من أكبر الجماعات في إشبيلية.
أنشأت هذه الجمعية سلسلة من اللوحات بتكلفة موريللو لتزيين الكنيسة التي انضمت إليها، وكانت هذه السلسلة تتحدث عن الرحمة، وقد رسم موريللو ثمانية لوحات للجمعية، وكانت من بين هذه الأعمال لوحة عودة الابن .
يصور هذا العمل المشهد الدرامي للأب الذي يحتضن ابنه المتمرد ويغفر له، ويظهر بجانبهما الخادمة وهي تقدم لابنه ملابس جديدة، ويعتبر هذا المشهد رمزا للتوبة الإلهية والتسامح
- الحبل بلا دنس للمبجل 1678
– تعد هذه اللوحة واحدة من 20 عملا قام موريللو بإنتاجها حول هذا الموضوع، وتصور العذراء باللون الأبيض والأزرق وهي تضع يدها على صدرها، ويظهر القمر في الزاوية السفلى وهي تنظر إلى الأعلى
تظهر العذراء في هذه اللوحة وكأنها ترتفع نحو السماء في فضاء يمتلئ بالملائكة والغيوم، ولقد جمع موريللو بين طوائف مسيحية مختلفة، مثل عبادة الحبل بلا دنس وعبودية الافتراض، في هذا الوقت الشهير.