من هو الصحابي الذي دخل الجنة دون ان يصلي ؟
عمرو بن ثابت الأشهلي الأنصاري
هو الصحابي عمرو بن ثابت الأشهلي الأنصاري، وهو من قبيلة الأنصار، ومعروف أيضا باسم الأصيرم ويقال إيقيش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري، وهو شقيق سلمة بن ثابت وابن عم عباد بن بشر وابن ابنة الصحابي الجليل حديفة بن أيمان، وتعتبر قصته فريدة من نوعها حيث كتب الله له أن يكون من أهل الجنة ومن الشهداء رغم عدم صلاته إلى الله وعدم إسلامه إلا قبل استشهاده، وتشير هذه القصة إلى أن الله يقبل التوبة من عباده الصالحين وأن الله غفور رحيم .
حياته : عندما دعا النبي الكريم الناس إلى الإسلام، اعتنق الكثير من الأنصار ومنهم قوم الأصيرم، ولكن هو رفض الإسلام وابتعد ليتفكر ويتدبر كثيرا، ولكنه في النهاية بقي على دينه لفترة طويلة. وفي يوم غزوة أحد، فتح الله قلبه للإسلام وأشرق قلبه بنور الإيمان، فأخذ سيفه دون أن يعرف أحدا من أهله وخرج وراء النبي ليحارب المشركين وينصر الإسلام .
قصة استشهاد عمرو بن ثابت
أستشهاده : عندما خرج عمرو وراء الرسول، لم يكن أحد يعرف قصة اعتناقه الإسلام، وظل يحارب بشجاعة وبسالة حتى جرح وسقط من شدة جراحه. وعندما انتهت الحرب، أخذ بني الأصرم يطفئون بين القتلى والجرحى للتعرف على قتلاهم وإنقاذ الجرحى. وخلال سيرهم بين القتلى والجرحى، وجدوا الأصيرم جريحا، فتعجبوا وقالوا: “والله إنه الأصيرم، ماذا جاء به إلى هنا؟” ثم سألوه عما جعله يأتي إلى المعركة: هل جاء ليحارب قومه أم جاء ليحارب معنا رغبة في الدخول إلى الإسلام؟ فأجابهم قائلا: “بل رغبة في الإسلام، لقد آمنت بالله ورسوله وجئت لأقاتل مع رسول الله وأنصر الإسلام”. وبعد أن قال ذلك، توفي وذهب الناس إلى الرسول وحكوا له ما حدث، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنه من أهل الجنة .
في رواية أخرى عن أبي هريرة، يقول إن الأصيرم علم أن أهله ذهبوا إلى غزوة أحد لنصرة رسول الله. فكر في الإسلام وانفتح قلبه للإيمان، وأخذ سيفه وذهب إلى المعركة. عندما رأه أهله، قالوا له: `أتيت إلى المعركة لتحارب المسلمين؟` فأخبرهم أنه أسلم وجاء ليحارب مع رسول الله وينصر الإسلام. ثم أصيب، وسأله سعد بن معاذ: `هل جئت إلى المعركة لحماية قومتك أم لنصرة الله ورسوله؟` فأجابوا: `بل لنصرة الله ورسوله.` وأخبروا رسول الله بهذا، فقال لهم إنه في الجنة .
لا يعني ذلك أن الصلاة ليست مهمة، أو أن تركها ليس كفرًا، بل يدل ذلك على رحمة الله تجاه عباده. فإذا لم يتاح لشخص الفرصة للصلاة، وخرج لنصرة دين الله بدون خشية على حياته، فقد وهب حياته فداءً لله ورسوله .