من هو الشاهد في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز
قصة يوسف وامرأة العزيز
تبدأ قصة امرأة العزيز مع سيدنا يوسف عليه السلام، حيث كان في بيت عزيز مصر، ورأته امرأته فأعجبت به، وأرادته بشدة وكانت تحاول إغوائه، لكن يوسف عليه السلام كان يرفض دائمًا.
ذات مرة، كانت امرأة العزيز تتغري بيوسف وكاد يوسف أن يقع في الخطأ، لكنه هرب منها فمزقت له ثوبه من الخلف أثناء هروبه. كانت تجري وراءه للحاق به، وعندما فتح يوسف عليه السلام باب الغرفة ليخرج منها، وجد عزيز مصر خلف الباب. ادعت امرأة العزيز حينها أن يوسف هو من هاجمها واتهمت يوسف بأنه كان يريد الاعتداء عليها، ولكنها كانت تدافع عن نفسه
ورد في القرآن الكريم رد الزوج على الخيانة التي أعدتها امرأة العزيز لنبي الله يوسف عليه السلام، ولكنه وضح كيف تم تبرئة سيدنا يوسف عليه السلام من هذه التهمة الباطلة، فقال تعالى: “قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ۚ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ” (سورة يوسف 26-28).
الشاهد الذي شهد على براءة يوسف عليه السلام
غير معروف إذا كان الشاهد كان مرافقًا لزوجها من البداية أم أنه استدعي لاحقًا بعد الحادث ليعطي رأيه، وكان هناك اختلاف في الأقوال المذكورة من قبل أربعة شهود، حيث ذكرت بعض الروايات أن الشاهد كان رجلا كبيرًا، بينما ذكرت روايات أخرى أنه كان رضيعًا صغيرًا.
قيل إن الشاهد تكلم وهو طفل في المهد، حيث ذكر السهيلي في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يتكلم أحد في المهد إلا ثلاثة أشخاص، ومن بينهم الشاهد يوسف. ويقول القشيري أبو نصر: إنه قيل عن الشاهد أنه كان طفلاً في المهد في الدار وهو ابن خالتها.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، برواية سعيد بن جبير عن ابن عباس، أنه قال: تكلم أربعة صغار، ومن ضمنهم شاهد يوسف. واستندوا في ذلك إلى الأثر المرفوع الذي رواه ابن عباس، حيث قال: تكلم أربعة صغار، عيسى ابن مريم، وصاحب جريج، وشاهد يوسف، وابن ماشطة فرعون.
يتردد أن الشخص المذكور خلقه الله سبحانه وتعالى، وليس بإنسان ولا بجني، وأيده بهذا القول مجاهد. ويرد هذا الزعم على قول الله تعالى `من أهلها`. ويقول السدي إنه كان ابن عم المرأة المذكورة، ويزعم البعض أنه كان حكيما وعاقلا. وقد روي عن عدد من الصحابة مثل ابن عباس وأبي هريرة وابن جبير وهلال بن يساف والضحاك أنه كان صبيًا في المهد.
في الآيات السابقة من القرآن الكريم ، يذكر أن الشاهد يأمرهم بالنظر إلى القميص ، فإذا كان قميص الرجل ممزقا من الأمام ، فهذا يدل على أنها دافعت عن نفسها وحاولت صده ، في حين كان الرجل يحاول الاعتداء عليها ، في هذه الحالة تكون النساء هن الصادقات والرجل الكاذب ، وإذا كان القميص ممزقا من الخلف ، فذلك يدل على أنها كانت تحاول الهروب منه ، في هذه الحالة يكون الرجل الصادق والنساء الكاذبات.
فقال تعالى: “فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ”، وتوضح الآية هنا تأكد الزوج من صحة خيانة زوجتهِ له حيث أنه عندما نظر إلى قميص سيدنا يوسف عليه السلام رأى قميصه ممزقٌ من الخلف، لكنه لم يصرخ ولم يغضب بسبب احترامه لقيم وعادات وتقاليد الطبقة الراقية حينها.
وأكد بأن كيد النساء عظيم، ودل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى: “إن كيدهن عظيم” فهو يدل على أن الأنثى كاملة وقادرة على الكيد، ثم التفت العزيز إلى سيدنا يوسف قائلاً له “يوسف أعرض عن هذا” أي أن يهمل الموضوع ولا يتحدث به مع أحد حيث أن الحفاظ على المظاهر الخارجية هو الأمر الأهم.
يُلقي كلمة قصيرة إلى المرأة العزيزة بسبب تحرشها بفتاها وتمزيق قميصه، ويذكر الآية “واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين”، وتنتهي قصة يوسف مع المرأة العزيزة التي تطارده، ولكن الفتنة لا تنتهي لأن العزيز لم يفصل بين زوجته وفتاها.
قصة امرأة العزيز في القرآن الكريم
ذكر الله تعالى في سورة يوسف قصة النبي يوسف عليه السلام، وتُعتبر هذه القصة من القصص التي تحمل العديد من العِظات والعِبَر، وتبدأ القصة مع امرأة العزيز التي التقت بسيدنا يوسف عليه السلام حين كان في بيت عزيز في مصر، ورآته ففتنت به، وأرادته بشدة، ولكن يوسف عليه السلام كان دائماً يرفضها.
ذات مرة، كانت امرأة العزيز تتغري بيوسف وكاد يوسف أن يقع في الخطأ، لكنه هرب منها فمزقت له ثوبه من الخلف أثناء هروبه. كانت تجري وراءه للحاق به، وعندما فتح يوسف عليه السلام باب الغرفة ليخرج منها، وجد عزيز مصر خلف الباب. ادعت امرأة العزيز حينها أن يوسف هو من هاجمها واتهمت يوسف بأنه كان يريد الاعتداء عليها، ولكنها كانت تدافع عن نفسه.
فقال الله تعالى: وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت: “هيت لك”، فقال: “معاذ الله، إنه ربي أحسن مثواي، إنه لا يفلح الظالمون.” ولقد همت به وهم بها، لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء، إنه من عبادنا المخلصين. واستبقا الباب، وقدت قميصه من دبر، وألفيا سيدها لدى الباب، فقالت: “ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو يعذب بعذاب أليم.
قصة يوسف مع نسوة المدينة
انتشرت قصة امرأة العزيز وخرجت من قصرها إلى قصور الطبقات الراقية، وأصبح نسوة القصور يتحدثن في أمرِ امرأة العزيز وما فعلته مع يوسف عليه السلام، فقال تعالى: “وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” سورة يوسف:30.
وأصبح الخبر ينتقل من بيت إلى بيت ومن شخص إلى آخر، حتى وصل لامرأة العزيز، وقال تعالى: فلما سمعت بمكرهن، أرسلت إليهن وأعدت لهن متكأ، وآتت كل واحدة منهن سكينا، وقالت: اخرج عليهن، فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن، وقلن: حاش لله! ما هذا بشرا، إن هذا إلا ملك كريم. قالت: فذلكن الذي لمتنني فيه، ولقد راودته عن نفسه، فاستعصم، ولئن لم يفعل ما آمره، ليسجنن وليكونا من الصاغرين. يوسف: 31-3.
ثم قررت امرأة العزيز أن تقوم بتنظيم وليمة كبيرة في قصرها، واستعدت الوسائد ليجلس عليها الضيوف، واختارت مجموعة متنوعة من الطعام والشراب، وأمرت بوضع السكاكين الحادة بجانب كل وجبة، وقامت بدعوة كل امرأة تحدث عنها، وأثناء انشغالهن بتقطيع اللحم أو الفاكهة، أمرت بخروج يوسف عليه السلام عليهن، `فلما رأينه أكبرن`، لقد اندهشن وأعجبن بجمال يوسف عليه السلام، `وقطعن أيديهن` من شدة الدهشة بسبب جمال سيدنا يوسف عليه السلام، `وقلن حاشا لله`، `ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم.
ثم رأت المرأة العزيزة أنها فازت على النساء من طبقتها اللواتي تحدثن عنها، فقالت وهي متفوقة ولا تستحي أمام تلك النساء بأن هذا متاح لها، وإن كان قد رفض في المرة الأولى، فستحاول مرارًا وتكرارًا حتى يستجيب.
و أوضحت الآية الكريمة أن جميع النساء حينها اندفعت لمراودة يوسف ثم استنجد سيدنا يوسف ربه أن يصرف عنه ارتكاب معصية حيث قال تعالى: “قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ”.