من هو الشاعر .. ” ثابت بن جابر ” ؟ .. الملقلب بـ تأبط شرا
من هو الشاعر ثابت بن جابر الملقب بتأبط شرا
تأبط شرا هو الشاعر الملقب بذلك، وهو ثابت بن جابر الفهمي، واحد شعراء الجاهلية الصعاليك، ويقال إنه كان من أهل تهامة، ولد في القرن السادس في الطائف، وتوفي في وادي نمار في القرن السابع الميلادي.
ينتمي ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان إلى عائلة عدنانية.
يوجد ثلاثة أسباب مختلفة لتسمية هذا اللقب الغريب، وسوف يتم ذكرهم بالتفصيل فيما يلي
تحمل الرواية الأولى للشاعر ثابت بن جابر الفهمي، اللقب المتأبط شرا، وذلك لأنه شاهد في الصحراء كبشًا سمينًا، وحمله تحت إبطه وجري وراء الحيوانات بأقصى سرعة بما يتناسب مع سرعته العالية.
خلال الطريق إلى القبيلة، استمر الكبش في إزعاجهم ببوله. وعند وصولهم، أخرجوا الكبش ووجدوا أمامهم غولًا كبيرًا. وسألوه عما حمل، فأجاب بأنه كبش. وردوا عليه بأنه حمل شرًا، وعُرف منذ ذلك الحين باسم “المتأبط شرًا.
تسمى الرواية الثانية التي تشرح سبب تسمية الشاعر ثابت بن جابر الفهمي بالمتأبط شرا، بأنه دخل على أمه وقالت له: إذا ذهب أخوتك وعادوا، فعليك أن تحمل لي شيئًا معهم، وأنت تأتي لي فارغًا، فرد عليها: سأأتي لك اليوم بشيءٍ.
خرج وصاد الكثير من الأفاعي الكبيرة، وعاد إلى أمه وهو يحملها في جراب، وأعطاها لها وفتحت الجراب حينها خرجت الأفاعي وتحركت في بيتها، وهربت منه، وسألها نساء القبيلة ماذا جلبت لأمك، فأجاب سرا أفاعي، وسألوها كيف حملتها فأجابت تأبطتها، فقالوا لها إنها جلبت شيئا شريرا، وأطلقوا عليه لقب “المتأب
يعود السبب الثالث والأخير لتسمية الشاعر ثابت بن جابر الفهمي بالمتأبط شرا إلى أنه كان يضع السيف الذي يقاتل به تحت إبطه كلما خرج في غزو قبيلة أخرى، وقالت له أمه بعد فترة: “تأبط شرا”، ولقبوه بهذا اللقب.
كانت لأمه زوج يدعى أبو كبير، وكان يعامله بقسوة ويتجنبه، وعندما كبر أبو كبير أصبح يخاف منه أكثر، فاقترحت الأم أن يأخذه معه في الغزو، وبرفقة بعض اللصوص قاموا بقتله، وذلك للتخلص منه.
في الطريق، رأى الرجل نارا، فطلب منه أن يذهب إلى النار ويحضر منها طعاما. ثم ذهب وعاد بالطعام، فتعجب الرجل وسأله، فأجاب: “وجدت رجلين حول النار، وقتلتهما وأحضرت الطعام لك”. بعد ذلك، أصبح الرجل يخاف منه أكثر، وتم ذكر قصة تابع شرا في السيرة النبوية
ومن أشعاره
أَغَرَّكَ مِنّي يا اِبنَ فَعلَةَ عِلَّتي
عَشِيَّةَ أَن رابَت عَلَيَّ رَوائِبي
وَمَوقِدِ نيرانِ ثَلاثٍ فَشَرُّها
وَأَلأَمُها أَوقَدتَها غَيرَ عازِبِ
سَلَبتَ سِلاحي بائِساً وَشَتَمتَني
فَيا خَيرَ مَسلوبٍ وَيا شَرَّ سالِبِ
فَإِن أَكُ لَم أَخضِبكَ فيها فَإِنَّها
نُيوبُ أَساويدٍ اشَولُ عَقارِبِ
وَيا رِكبَةَ الحَمراءِ يا شَرَّ رِكبَةٍ
وَكادَت تَكونُ شَرَّ رِكبَةِ راكِبِ
أَلا هَل أَتى الحَسناءَ أَنَّ حَليلَها
تَأَبَّطَ شَرّاً وَاِكتَنَيتُ أَبا وَهبِ
فَهَبهُ تَسَمّى اِسمي وَسَمّانِيَ اِسمَهُ
فَأَينَ لَهُ صَبري عَلى مُعظَمِ الخَطبِ
وَأَينَ لَهُ بَأسٌ كَبَأسي وَسَورَتي
وَأَينَ لَهُ في كُلِّ فادِحَةٍ قَلبي
فَقَد أَطلَقَت كَلبٌ إِلَيكُم عُهودُها
وَلَستُم إِلى إِلٍّ بِأَفقَرَ مِن كَلبِ
وَهُم أَسلَموكُم يَومَ نَعفِ مُرامِرٍ
وَقَد شَمَّرَت عَن ساقِها جَمرَةُ الحَربِ
بَصَرتُ بِنارٍ شِمتُها حينَ أوقِدَت
تَلوحُ لَنا بَعدَ الرُتَيلَةِ فَالهَضبِ
قصة مقتل تأبط شراً
خرج تأبط شراً مع عامر بن الأخنس الفهمي والصعاليك إلى بني نفاثة بن عدي من قبيلة كنانة لغزوهم، وانتظروا حتى ينامون ليهاجموهم، لكن راعي الغنم رآهم وأخبر القبيلة التي خرجت لمهاجمتهم،وتم قتل عامر بن الأخنس الفهمي.
– “أراد تأبط شراً الانتقام والثأر لنفسه، فوجد في خيمة للأشخاص الذين أراد الانتقام منهم رجلاً وامرأة كبيرين في السن وابنتين وغلاماً، فقتلهم واختطف البنتين وهرب مع الغلام، وخرج تأبط شراً وراءه ليقتله، ولكن الغلام كان يحمل سهماً فأصاب تأبط شراً في قلبه، ونزع السهم وقتل الغلام، ثم عاد إلى أصحابه ومات في مكانهم.
قصيدة تأبط شرا عوى الذئب
أَقسَمتُ لا أَنسى وَإِن طالَ عَيشُنا
صَنيعَ لُكَيزٍ وَالأَحَلِّ بنِ قُنصُلِ
نَزَلنا بِهِ يَوماً فَساءَ صَباحُنا
فَإِنَّكَ عَمري قَد تَرى أَيَّ مَنزِلِ
بَكى إِذ رَآنا نازِلينَ بِبابِهِ
وَكَيفَ بُكاءُ ذي القَليلِ المُسَبَّلِ
فَلا وَأَبيكَ ما نَزَلنا بِعامِرٍ
وَلا عامِرٍ وَلا الرَئيسِ اِبنِ قَوقَلِ
وَلا بِالشُلَيلِ رَبِّ مَروانَ قاعِداً
بِأَحسَنِ عَيشٍ وَالنُفاثِيِّ نَوفَلِ
وَلا اِبنِ وَهيبٍ كاسِبِ الحَمدِ وَالعُلا
وَلا ابنِ ضَبيعٍ وَسطَ آلِ المُخَبَّلِ
وَلا اِبنِ حَليسٍ قاعِداً في لِقاحِهِ
وَلا اِبنِ جَرِيٍّ وَسطَ آلِ المُغَفَّلِ
وَلا اِبنِ رِياحٍ بِالزُلَيفاتِ دارُهُ
رِياحَ اِبنَ سَعدٍ لارِياحَ اِبنِ مَعقِلِ
أولَئِكَ أَعطى لِلوَلائِدِ خِلفَةً
وَأَدعى إِلى شَحمِ السَديفِ المُرَعبَلِ
وَجَدتُ اِبنَ كُرزٍ تَستَهِلُّ يَمينُهُ
وَيُطلِقُ أَغلالَ الأَسيرِ المُكَبَّلِ
وَلَستُ بِراعي ثَلَّةٍ قامَ وَسطَها
طَويلِ العَصا غُرنَيقِ ضَحلٍ مُرَسِّلِ
وَلَستُ بِجُلبِن جُلبِ ريحٍ وَقَرَّةٍ
وَلا بِصَفاً صَلدِ عَنِ الخَيرِ مَعزَلِ
وَلا خَرِبٍ خَيعابَةٍ ذي غَوائِلٍ
هَيامٍ كَجَفرِ الأَبطَحِ المُتَهَيِّلِ
وَلا هَلَعٍ لاعٍ إِذا الشَولُ حارَدَت
وَضَنَّت بِباقي دَرِّها المُتَنَزِّلِ
وَلَستُ بِتِرعِيٍّ طَويلٍ عَشائُهُ
يُؤَنِّفُها مُستَأنَفَ النَبتِ مُبهِلِ
وَلا حَوقَلٍ خَطّارَةٍ حَولَ بَيتِهِ
إِذا العِرسُ آوى بَيتُها كُلَّ خَوتَلِ
وَيَوماً عَلى أَهلِ المَواشي وَتارَةً
لِأَهلِ رَكيبٍ مِن ثَميلٍ وَسُنبُلِ
إِذا فَزَّعوا أُمَّ الصَبِيَّينِ نَفَّضوا
عَفارِيَ شُعثاً صافَةً لَم تُرَجَّلِ
فَيَوماً بِغُزّاءٍ وَيَوماً بِسُريَةٍ
وَيَوماً بِخَشخاشٍ مِنَ الرَجلِ هَيضَلِ
مَتى تَبغِني مادُمتُ حَيّاً مُسَلَّماً
تَجِدنِ مَعَ المُستَرعِلِ المُتَعَبهِلِ
وَلَستُ بِمِفراحٍ إِذا الدَهرُ سَرَّني
وَلا جازِعٌ مِن صَرفِهِ المُتَحَوِّلِ
وَلَكِنَّني أَروي مِنَ الخَمرِ هامَتي
وَأَنضو المَلا بِالشاحِبِ المُتَشَلشِلِ
وَأَحتَضِرُ النادي وَوَجهِيَ مُسفِرٌ
وَأَضرِبُ عِطفَ الأَبلَخِ المُتَخَيِّلِ
أَلا أَبلِغا سَعدَ اِبنَ لَيثٍ وَجُندُعا
وَكَلباً أَنيبوا المَنَّ غَيرَ المُكَدَّلِ
إِذا الحَربُ أَولَتكَ الكَليبَ فَوَلِّها
كَلَيبَكَ وَاعلَم أَنَّها سَوفَ تَنجَلي
وَقِرْبَة ِ أقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامَها
على كاهِلٍ مني ذَلُولٍ مُرَحَّلِ
وواد كجوف العير قفر قطعته
به الذئب يعوي كالخليع المعيل
تعدى بزيــــــزاة تعج مـــــن القوا
ومن يك يبغي طرقة الليـــــل يرمل
فقلت له لمــــــا عـــــــوى إن ثابتا
قليــــــل الغنى إن كنـت لمـــــا تمول
كلانا إذا مـــــا نال شيــــــــئا أفاته
ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل
كلانا طوى كشحا عن الحي بعدما
دخلنا عـــــلى كلابهم كــــــــل مدخل
طرحت له نعلا مـــــن السبت طلة
خلاف ندا من آخر الليــــــل مخضل
فولى بها جــــــزلان ينفض رأسه
كصاحب غـــــــنم ظافـــــر بالتحول
مفضلية تأبط شرا
يا عيدُ ما لَكَ مِن شَوقٍ وَإيراقِ
وَمَرِّ طَيفٍ عَلى الأَهوالِ طَرّاقِ
يَسري عَلى الأَينِ وَالحَيّاتِ مُحتَفِياً
نَفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ عَلى ساقِ
طَيفِ اِبنَةِ الحُرِّ إِذ كُنّا نُواصِلُها
ثُمَّ اِجتُنِنتَ بُها بَعدَ التِفِرّاقِ
تَاللَهِ آمَنُ أُنثى بَعدَما حَلَفَت
أَسماءُ بِاللَهِ مِن عَهدٍ وَميثاقِ
مَمزوجَةُ الوُدِّ بَينا واصَلَت صَرَمَت
الأَوَّلُ اللَذ مَضى وَالآخَرُ الباقِ
فَالأَوَّلُ اللَذ مَضى قالي مَوَدَّتُها
وَاللَذُّ مِنها هُذاءٌ غَيرُ إِحقاقِ
تُعطيكَ وَعدَ أَمانيٍّ تُغِرُّ بِهِ
كَالقَطرِ مَرَّ عَلى ضَجنانَ بَرّاقِ
إِنّي إِذا خُلَّةٌ ضَنَّت بِنائِلِها
وَأَمسَكَت بِضَعيفِ الوَصلِ أَحذاقِ
نَجَوتُ مِنها نَجائي مِن بَجيلَةَ إِذ
أَلقَيتُ لَيلَةَ خَبتِ الرَهطِ أَرواقِ
لَيلَةَ صاحوا وَأَغرَوا بي سِراعَهُمُ
بِالعَيكَتَينِ لَدى مَعدى اِبنِ بَرّاقِ
كَأَنَّما حَثحَثوا حُصّاً قَوادِمُهُ
أَو أُمَّ خِشفٍ بِذي شَثٍّ وَطُبّاقِ
لا شَيءَ أَسرَعُ مِنّي لَيسَ ذا عُذَرٍ
وَذا جَناحٍ بِجَنبِ الرَيدِ خَفّاقِ
حَتّى نَجَوتُ وَلَمّا يَنزِعوا سَلَبي
بِوالِهٍ مِن قَبيضِ الشَدِّ غَيداقِ
وَلا أَقولُ إِذا ما خُلَّةٌ صَرَمَت
يا وَيحَ نَفسِيَ مِن شَوقٍ وَإِشفاقِ
لَكِنَّما عِوَلي إِن كُنتُ ذا عِوَلٍ
عَلى بَصيرٍ بِكَسبِ الحَمدِ سَبّاقِ
سَبّاقِ غاياتٍ مَجدٍ في عَشيرَتِهِ
مُرَجِّعِ الصَوتِ هَدّاً بَينَ أَرفاقِ
عاري الظَنابيبِ مُمتَدٍّ نَواشِرُهُ
مِدلاجِ أَدهَمَ واهي الماءِ غَسّاقِ
حَمّالِ أَلوِيَةٍ شَهّادِ أَندِيَةٍ
قَوّالِ مُحكَمَةٍ جَوّابِ آفاقِ
فَذاكَ هَمّي وَغَزوي أَستَغيثُ بِهِ
إِذا اِستَغَثتُ بِضافي الرَأسِ نَغّاقِ
كَالحِقفِ حَدَّءُهُ النامونَ قُلتُ لَهُ
ذو ثَلَّتَينِ وَذو بَهمٍ وَأَرباقِ
وَقُلَّةٍ كَسِنانِ الرِمحِ بارِزَةٍ
ضَحيانَةٍ في شُهورِ الصَيفِ مِحراقِ
بادَرتُ قُنَّتَها صَحبي وَما كَسِلوا
حَتّى نَمَيتُ إِلَيها بَعدَ إِشراقِ
لا شَيأَفي ريدِها إِلّا نَعامَتُها
مِنها هَزيمٌ وَمِنها قائِمٌ باقِ
بِشَرثَةٍ خَلَقٍ يوقى البَنانُ بِها
شَدَدتُ فيها سَريحاً بَعدَ إِطراقِ
يامَن لِعَظّالَةٍ خَذّالَةٍ أَشِبٍ
حَرَّقَ بِاللَومِ جِلدي أَيَّ تِحراقِ
يَقولُ أَهلَكتَ مالاً لَو قَنِعتَ بِهِ
مِن ثَوبِ صِدقٍ وَمِن بَزٍّ وَأَعلاقِ
عاذِلَتي إِنَّ بَعضَ اللَومِ مَعنَفَةٌ
وَهَل مَتاعٌ وَإٍ أَبقَيتُهُ باقِ
إِنّي زَعيمٌ لَئِن لَم تَترُكي عِذَلي
أَن يَسأَلَ الحَيَّ عَنّي أَهلَ آفاقِ
أَن يَسأَلَ القَومُ عَنّي أَهلَ مَعرِفَةٍ
فَلا يُخَبِّرُهُم عَن ثابِتٍ لاقِ
سَدِّد خِلالَكَ مِن مالٍ تُجَمِّعُهُ
حَتّى تُلاقي الَّذي كُلُّ اِمرِئٍ لاقي
لَتَقرَعَنَّ عَلَيَّ السِنَّ مِن نَدَمٍ
إِذا تَذَكَّرتَ يَوماً بَعضَ أَخلاقِ